دراسة: غالبية اللاجئين في ألمانيا متعلمون ويؤمنون بالقيم الديمقراطية



السورية نت - رغداء زيدان

بقى موضوع إدماج اللاجئين والمهاجرين الشغل الشاغل للحكومة الألمانية ومؤسساتها. ومن هذا الباب تُجرى الدراسات للوصول لأفضل السبل لذلك. تعرف على آخر ما توصلت إليه إحدى الدراسات البحثية بخصوص المستوى التعليمي والمهني للاجئين وقيمهم السياسية والعوائق في وجه اندماجهم.

وكشفت دراسة حديثة، أعدها "معهد برلين لبحوث الهجرة والاندماج"  في "جامعة هومبولت"  و"المعهد الألماني لبحوث التشغيل"، أن "اللاجئين مستعدون أكثر من المتوقع للاندماج". لذلك يصبح استعدادهم للوقوع في خيبة الأمل عند فشلهم في الاندماج كبيراً.

تناولت الدراسة البحثية ديناميات الهجرة والاندماج، كما ركزت على القواسم الديموغرافية المشتركة بين اللاجئين والتي تساعد على فهم التحديات التي تواجههم في أوطانهم وتبحث في القيم التي يؤمنون بها.

وبحسب البروفسور "هربرت بروكر" من "معهد برلين لبحوث الهجرة والاندماج" (BIM) في "جامعة هومبولت" فإن أكثر من نصف اللاجئين مؤخراً تحت سن 25 عاماً وثلثاهما من الذكور.

وإلى جانب تلك العوامل الديمغرافية فإن "نسبة اللاجئين المتعلمين أكثر من الأميين. ويشكل الحاصلون على شهادة الثانوية العامة، على الأقل، نسبة الثلثين".

وأشار "بروكر" في معرض تقديمه لنتائج الدراسة في ندوة أقيمت خصيصاً لذلك إلى أن معظم اللاجئين لديهم قيماً ديمقراطية وأنهم فرّوا من بلدانهم لعدم توفر فرص المشاركة الديمقراطية في الحياة السياسية.

وينتهي المطاف بالكثير من اللاجئين إلى الشعور بخيبة الأمل بعد إدراكهم حقيقة طريقهم الصعب الذي يتوجب سلوكه للوصول للاندماج. وقد توصلت الدراسة إلى أن طالبي اللجوء من الدول المصنفة غير آمنة، وبالتالي تكون فرص حصولهم على حق اللجوء مرتفعة، يكونون أكثر حماساً واندفاعاً للاندماج من نظرائهم من الدول المصنفة على أنها آمنة.

اللغة مفتاح الاندماج

وخلصت الدراسة أيضاً إلى أن الإسراع في تعلم اللغة الألمانية تسهل عملية الاندماج. إلا أن تلك الدروس لم تكن متاحة لكل طالبي اللجوء قبل البت بطلباتهم. في النصف الثاني من عام 2016 كان حوالي 40 بالمئة من اللاجئين المنتظرين للبت بطلباتهم مسجلين في دروس لتعلم اللغة الألمانية وبرامج الاندماج.

وقال البرفسور "بروكر" أن 60 بالمئة من المشمولين بالدراسة من اللاجئين أكدوا أن اللغة الألمانية هي الصعوبة الكبرى أمام الاندماج.

وكشف "معهد برلين لبحوث الاندماج والهجرة" (BIM) أنه كلما زاد عدد القادمين إلى ألمانيا ارتفعت نسبة العاطلين عن العمل منهم. ففي عام 2013 بلغت نسبة العاملين من اللاجئين حوالي الثلث، بينما انخفضت النسبة إلى العُشر في عام 2015، وهو العام الذي استقبلت فيه ألمانيا أكثر من مليون لاجئ.

بيّد أن "بروكر" أشار إلى أن موضوع عمل اللاجئين يحتاج لمزيد من البحث والتمحيص وأن النتائج النهائية ربما لا يمكن استخلاصها إلا بعد سنتين أو ثلاث من اليوم.

ووجدت الدراسة عوامل أخرى تلعب درواً في الاندماج: شبكات الأهل والمعارف والأصدقاء، وخصوصاً شبكات الأصدقاء. وحسب نتائج الدراسة فإن من لديهم أصدقاء ومعارف مندمجين في المجتمع تكون لديهم حظوظ أكثر في الاندماج وحتى في البدء بتعلم اللغة والانخراط في برامج التأهيل المهني.

وتساعد شبكات المعارف والأصدقاء أكثر من "الوكالة الاتحادية للعمل" في إيجاد فرصة عمل.

وكشفت دراسة لـ"المركز الأوروبي للسياسات" أن نصف اللاجئين، الذين عثروا على عمل، انتهى بهم المطاف في أعمال التنظيف أو رعاية المسنين، بينما وجد النصف الثاني أعمالاً في المهن التي تتطلب تأهيلاً مهنياً عالياً كالطب والهندسة.

بينما كشفت البرفسور "بروكر" في دراسته أن 20 بالمئة فقط من المهاجرين مؤهلين للعمل في المهن التي تتطلب تأهيلاً مهنياً عالياً كالمهن الهندسية والطبية على سبيل المثال.

وركز الدكتور "سيرهات كاركايلي" من "قسم التعددية والصراع الاجتماعي" في "جامعة هومبولت" على عوامل أخرى تسهل الاندماج. من تلك العوامل الحصول على رخصة ألمانية لقيادة السيارة.

وتوصل الدكتور "سيرهات" أن معظم اللاجئين يصابون بخيبة الأمل من كثرة العوائق البيروقراطية التي تقف في وجه حصولهم على تلك الرخصة.

كما أشادت دراسة الدكتور "سيرهات" بأهمية العمل التطوعي في مواجهة أزمة اللاجئين: "بلا مساعدة المتطوعين لن يكون بالإمكان إدماج اللاجئين".

ولاحظ الدكتور "سيرهات" أنه في ذروة أزمة اللاجئين في عام 2015 كان معظم المتطوعين خريجين جامعين وتحت سن الثلاثين عاماً، واليوم فإن معظم المتطوعين من المتقاعدين وخصوصاً المعلمين منهم.

اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تطالب التحالف العربي برفع الحصار عن الموانئ والمطارات والمعابر البرية في اليمن




المصدر