طائرات الأسد تقصف أغذية تدخل الغوطة لأول مرة منذ 3 أشهر.. والمعارك مستمرة بإدارة المركبات (فيديو)



السورية نت - مراد الشامي

كثفت قوات نظام بشار الأسد بدعم من الطيران الروسي، من قصفها العنيف خلال الساعات الماضية على الغوطة الشرقية، ودمرت مستودعاً للأغذية في مدينة دوما بعد تسلّمها بثلاثة أيام، في وقت تتواصل فيه اشتباكات عنيفة عند إدارة المركبات في مدينة حرستا.

وقال نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما، إياد عبد العزيز إن قوات نظام الأسد قصفت أمس الأربعاء، مستودعاً يحوي مساعدات غذائية لسكان في غوطة دمشق التي تعاني من أزمة إنسانية حادة، مشيراً إلى أن المنظمات الإنسانية وزعت ثلثي هذه المساعدات، قبل أن تضطر لتعليق عملية التوزيع بسبب معارك عنيفة اندلعت في المنطقة.

وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن دوما شهدت الأحد الفائت للمرة الأولى منذ قرابة ثلاثة أشهر، دخول قافلة مساعدات إنسانية من 24 شاحنة نقلت أغذية وأدوية يحتاج إليها 21500 شخص في المدينة المحاصرة.

وأشار عبد العزيز في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن المستودع "تعرض لقصف بصاروخين. ثلث المساعدات كان ما زال موجوداً بداخله. لقد انتشلنا ما أمكننا انتشاله (من المساعدات التي سلمت من القصف) ونقلناها إلى مكان آخر"، وفق قوله.

وبسبب ضراوة القصف يوم أمس الأربعاء، أقفلت المدارس أبوابها خوفاً على الطلاب، جراء استهداف الطيران الحربي للمناطق السكنية، فضلاً عن قصف قوات النظام لمدن وبلدات الغوطة بالصواريخ.

ودوما هي كبرى مدن الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة وتفرض عليها قوات النظام حصارا مطبقاً، وواصلت روسيا وقوات الأسد قصفها على الرغم من أن دوما ضمن اتفاق مناطق "خفض التصعيد"،  الذي توصلت إليه إيران وروسيا وتركيا وتم تطبيقه منذ يوليو/ تموز 2017.

مواجهات عنيفة

ويأتي هذا فيما تدور مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية من جهة، وقوات الأسد من جهة أخرى عند إدارة المركبات في مدينة حرستا المجاورة لدوما بريف دمشق.

ونشرت حركة "أحرار الشام" مقطع فيديو لأعنف المواجهات التي تدور عند إدارة المركبات، وأظهر الفيديو لحظة الاشتباكات ودخول قوات المعارضة لداخل الإدارة واغتنامها لأسلحة استولت عليها بعد قتل عناصر من قوات النظام.

وتفرض قوات المعارضة تكتماً إعلامياً على مجريات المعركة، معللة ذلك بما تقتضيه المصلحة العسكرية لها، وللحفاظ على سرية تفاصيل المواجهات.

وكانت "أحرار الشام" أعلنت مساء أمس الأربعاء في بيان رسمي إطلاق معركة "بأنهم ظلموا" للسيطرة على إدارة المركبات في مدينة حرستا، وقالت في بيان حصلت "السورية نت" على نسخة منه، إن "المعركة تأتي على خلفية تفاقم الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية، وتكرر استهدافات قوات النظام لمدن وبلدات الغوطة الشرقية على الرغم من أنها تتبع لمناطق خفض التصعيد".

وأشار البيان أن "المعركة حققت مراحلها الأولى بنجاح، وحددت الهدف منها في السيطرة على إدارة المركبات بالكامل، إضافة إلى الرحبة 446 المحاذية لها، كما تعتبر المنطقة استراتيجية للنظام من حيث دورها اللوجيستي وتموضع قوات الحرس الجمهوري وميليشيا حزب الله فيها".

وبعد دخول قوات المعارضة إلى إدارة المركبات، عثروا على مساعدات أممية استولت عليها قوات النظام، ونشرت "تنسيقية حرستا" صورة للمساعدات وقالت إن "قوات النظام استحوذت في إدارة المركبات العسكرية على مساعدات أممية، عبوات زيت، وأكياس رز وبرغل، بينما يُمنع عن أهالي الغوطة حبة القمح أو الرز".

وليست هذه المرة الأولى التي تكتشف المعارضة السورية سرقة قوات النظام للمساعدات الأممية المخصصة للمناطق المحاصرة، إذ سبق وأن نشرت المعارضة صوراً وفيديوهات عن سرقة المساعدات خلال المعارك التي دارت في أرياف حلب، وإدلب (قبل خسارة النظام لها).

ويُشار إلى أن الغوطة الشرقية تعاني من حصار قوات النظام منذ أكثر من 5 سنوات، تسبب بانقطاع في الطاقة الكهربائية ومياه الشرب؛ حيث لجأ القاطنون هناك إلى تأمين الكهرباء عبر مولدات طاقة تعمل بالوقود، فيما يستخرجون المياه من الآبار التي حفروها في المنطقة.

وشهدت الفترة الأخيرة وفاة أطفال بسبب سوء التغذية، بعد أن ضيّق النظام حصاره المفروض على الغوطة الشرقية، عبر إحكام قبضته على طريق تهريب المواد الغذائية، ومنع بعض الوسطاء المحليين من إدخال أي أغذية إلى المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف مدني.

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يصوت على مسودتي قرارين أمريكي وروسي لتمديد عمل لجنة التحقيق باستخدام الكيماوي في سوريا




المصدر