أحمد سيف الإسلام .... "سجين العدل و الإنسانية "

د.عزة عبد القادر بكينا حقا من قلوبنا وشعرنا بالآصى والحزن الشديد ،فقد هالنا صدمة كبيرة عند سماعنا خبر وفاة المناضل العظيم الاستاذ احمد سيف الاسلام ، حيث كان رجلا شريفا ثابتا على الحق مناضلا في وجه الباطل ، كان رجلا قويا ولكنه شديد الذوق والرقي ، فقد كان من الصعب ان تقابله في مكان وحده ، إنك تراه تارة امام دار القضاء وسط الفقراء والثوريين وتراه في نقابة الصحفيين وسط الشباب والعمال يدافع عن حقوقهم ويأخذ بأزرهم، وتارة أخرى وسط ساحة المحكمة يدافع عن المعتقلين السياسين بكل جرأة وشجاعة وثبات، بل و الأغرب إنه يمكنك أن تراه في السجن متهماً في قضية سياسية ، فقد كان يتم تعذيبه بسبب عدله وإنسانيته ومقته الشديد للعنصرية وصناعة الفتن بين الناس. أعتقد أن الأستاذ احمد سيف الاسلام لم يكره احدا في حياته، ففي السجن كان صديقا للتكفيرين رغم انتمائه للفكر الماركسي ،وخارج السجن كان خير مدافع عن الاخوان المسلمين وظهر ذلك بصفة خاصة عقب احداث رابعة العدوية بصفته كان محاميا لهم. من ناحية أخرى فإن سيف الإسلام كان على خير وئام مع الليبراليين ،ولم يتنازع مع احد او يهاجم احد فكان خير مدافعا عن الحرية و حقوق الانسان ولم يمنعه الاختلاف الايديولوجي مع غيره أن يكون عونا ومدافعا له،وأعتقد ان تلك الصفات التي يتسم بها هي عين الماركسية، وعين الحرية الحقيقية وليس مثل الاخرين المدعين لمباديء العدل والحرية وهي منهم براء. كان أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح محام كبير وحقوقي وناشط يساري مصري، شارك في تأسيس (مركز هشام مبارك للقانون) عام 1999 وتولي إدارته منذ إنشائه، وهو أيضًا أحد مؤسسي تجمع المحامين الديمقراطيين. ولد أحمد سيف في مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة وتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة1977، حصل أيضاً على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة سنة 1989أثناء قضائه لفترة الاعتقال لخمس سنوات في قضية رأي، كما حصل على دبلوم العلوم الجنائية من نفس الجامعة رحم الله المناضل الكريم الاستاذ احمد سيف الاسلام .