القوات العراقية تقتحم آخر منطقة بيد "تنظيم الدولة" في البلاد.. وخبراء يحذرون من مخاطر أخرى



السورية نت - شادي السيد

أعلنت القوات العراقية اليوم الجمعة أنها بدأت هجومها على راوة، آخر منطقة يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في البلاد، والواقعة في صحراء الأنبار الغربية على الحدود مع سوريا.

وأكد ضابط برتبة عميد ركن في الجيش العراقي لوكالة "فرانس برس" أن "القوات العراقية من الجيش والعشائر وبمساندة من طيران التحالف الدولي والمروحي بدأت من ثلاثة محاور باقتحام مدينة راوة" الواقعة على بعد 230 كيلومتر إلى غرب الرمادي.

وشدد الضابط نفسه على أن استعادة راوة ستكون سريعة "بعد هروب غالبية عناصر التنظيم منها باتجاه الحدود العراقية السورية".

ولفت قائد الفرقة السابعة في الجيش اللواء الركن نومان عبد الزوبعي إلى أن "اقتحام المدينة تم بعد نصب جسور عائمة على نهر الفرات من قبل الجهد الهندسي ما سهل للقطعات العسكرية العبور من الضفة الثانية لنهر الفرات إلى المدينة".

على الجانب الآخر من الحدود، تقع مدينة البوكمال التي تشكل آخر معقل مهم لـ"تنظيم الدولة" في سوريا.

وكانت قوات نظام الأسد، أعلنت استعادة كامل المدينة الأسبوع الماضي إلا أن التنظيم شن هجوما مضادا واستعاد السيطرة عليها.

وتشارك إلى جانب قوات النظام في معركة البوكمال، ميليشيات من "الحشد الشعبي" وأخرى مدعومة من إيران (حزب الله اللبناني و فاطميون و زينبيون).

وقال المبعوث الأميركي الرئاسي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك في بيان من الأردن أمس الخميس إن "داعش فقد 95 في المئة من الأراضي التي كانت يسيطر عليها في العراق وسوريا منذ تشكيل تحالفنا في العام 2014".

في 2014، شن "تنظيم الدولة" هجوما واسعا استولى خلاله على ما يقارب ثلث مساحة العراق ونحو نصف مساحة سوريا المجاورة وأعلن "الخلافة" في البلدين.

مخاطر أخرى

وتسعى القوات العراقية وقوات الأسد على جانبي الحدود إلى تضييق الخناق على "تنظيم الدولة" في آخر مربع له في وادي الفرات الصحراوي الذي يمتد من دير الزور إلى راوة.

وأمام التقدم السريع للقوات العراقية في المناطق الصحراوية ذات الجغرافية الصعبة، تُسجل انسحابات في صفوف عناصر التنظيم.

وكان الكولونيل راين ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أكد لـ"فرانس برس" أن "قيادات داعش تترك أتباعها للموت أو للقبض عليهم في تلك المناطق". لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن العناصر الذين يتمكنون من الهروب "يختبئون في صحراء" وادي الفرات الأوسط، التي كانت على مدى سنوات خلت معبرا للتهريب ودخول الجهاديين وغيرهم من المقاتلين المتطرفين.

وفي هذا الإطار، أكد خبراء أن "السيطرة على  تلك المناطق لا يعني القضاء نهائيا على تنظيم الدولة".

وفي هذا السياق، أوضح الباحث مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن الجهاديين في الواقع قد "عادوا إلى ما كانوا عليه في العام 2013"، قائلا إنهم "سيعيدون التمرد إلى المربع الأول"، أي قبل إعلان "الخلافة" في حزيران/يونيو العام 2014.

ويضيف أنه "في العديد من الأماكن، استعادوا قدرات العام 2013" ولا يزال لديهم جيوب عدة محتملة على امتداد الأراضي العراقية، مشيرا إلى مدن "الرمادي والفلوجة، والحزام المحيط ببغداد، ومناطق في محافظتي الأنبار وديالى".

ومن تلك المناطق الصحراوية أو الجيوب الخارجة عن سيطرة القوات العراقية "سيسعى تنظيم الدولة إلى شن هجمات لزعزعة استقرار السلطات المحلية، ومواصلة العمليات الخارجية والإعلامية، سواء من خلال التخطيط لها أو إلهام مهاجمين في الخارج، للحفاظ على غطاء من الشرعية"، وفق ما أكد ديلون.

لكن ورغم ذلك أوضح الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار أن القوات العراقية أتمت مهمة صعبة، معتبرا أن "وهم الخلافة الذي كان قادرا على محو الحدود التي فرضها اتفاق سايكس-بيكو، أوشك على نهايته".

اقرأ أيضا: رئيس الائتلاف السوري: رحيل الأسد محسوم ومؤتمر الرياض يعزز موقف المعارضة بجنيف




المصدر