خبراء للوكالة الفرنسية: لهذه الأسباب إسرائيل غير مستعدة لخوض حرب تصب في صالح السعودية



السورية نت - مراد الشامي

زادت مقابلة نادرة أجراها جنرال إسرائيلي مع إحدى وسائل الإعلام السعودية التكهنات بشأن قيام تعاون بين إسرائيل والمملكة في مواجهة إيران، لكن خبراء يشككون في احتمال أن تنجر إسرائيل إلى حرب بالوكالة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الجمعة.

وأشارت الوكالة إلى أنه لا تربط بين السعودية وإسرائيل علاقات دبلوماسية، بل عدو مشترك هو إيران التي يثير توسعها في المنطقة قلقهما.

وأبعد من خلافهما التاريخي، تصاعد التوتر مؤخراً بين القوتين الكبريين في المنطقة إيران والسعودية، من المنافسة الحادثة على النفوذ عبر حلفاء لهما في عدد من ميادين القتال في الشرق الأوسط، إلى استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، واعتراض صاروخ بالقرب من الرياض أطلقه الحوثيون المدعومين من إيران.

وغذى التصعيد الكلامي بين البلدين المتناحرين التكهنات حول "توافق سري بين السعودية وإسرائيل" حول إمكانية القيام بتحرك ضد إيران أو حليفتها ميليشيا "حزب الله" اللبناني العدو اللدود الآخر لإسرائيل.

وتقول الوكالة الفرنسية إنه في هذه الأجواء، "لا يمكن تجاهل المقابلة النادرة التي أجراها موقع إيلاف الاعلامي الالكتروني مع رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت، وهو موقع أسسه رجل أعمال سعودي ومقره في بريطانيا".

وقال ايزنكوت إن إسرائيل "مستعدة لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة ايران"، مشيراً إلى "توافق تام" بين إسرائيل والسعودية على ضرورة "وقف التهديد الإيراني".

وأشار إلى أن المملكة "لم تكن يوماً عدوة أو قاتلتنا أو قاتلناها"، معتبراً أنه مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "توجد فرصة لتحالف دولي جديد في المنطقة".

"هدوء كاذب"

وتغذي التكهنات حول تقارب إسرائيلي سعودي وجهات نظر منسوبة إلى ترامب حول إعادة تموضع إقليمية تسهل الاتفاق "النهائي" الذي يريد الدفع باتجاهه بين الإسرائيليين والفلسطينيين المدعومين تاريخياً من السعودية.

وتروج إسرائيل بنفسها لفكرة أن نفوذ إيران والوقائع الإقليمية الجديدة تؤذن بتحسن في علاقاتها مع دول عربية، حسب زعمها.

وتشعر إسرائيل أيضاً بالقلق من النشاطات النووية الإيرانية، ومن خطر أن تقيم إيران التي تشارك في القتال في سوريا، جبهة جديدة بالقرب من حدود الأراضي المحتلة. كما تخشى تشكيل هلال متصل موال لإيران يمر عبر العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى المتوسط.

وتراقب إسرائيل من كثب أيضاً خطوط الفصل مع لبنان وسوريا التي تقف وراءها ميليشيا "حزب الله" التي تعتبرها إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة "منظمة إرهابية".

وكانت دبابة إسرائيلية تحرك الخميس الفائت مدفعيتها الموجهة باستمرار نحو لبنان من مدينة المطلة التي تحتلها إسرائيل والواقعة في أقصى الشمال وتحيط بها أراض لبنانية من ثلاث جهات.

وقال اللفتنانت كولونيل ألعاد أفراتي الذي يقود سرية تحرس 25 كيلومتراً من الحدود، لوكالة الأنباء الفرنسية إن "حزب الله موجود هنا، نراه ينشط ليل نهار".

وأضاف أن "الهدوء النسبي كاذب (...) ففي الجانب الآخر يقوم حزب الله والجيش اللبناني بعمليات استطلاع لا تتوقف (...) هذا الهدوء النسبي يمكن أن ينهار في أي لحظة".

وبعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني، اتهم زعيم ميليشيا "حزب الله"، "حسن نصر الله"، السعودية بأنها طلبت من إسرائيل ضرب لبنان، وفق قوله.

خيار المواجهة ما يزال قائماً

من جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني متهماً الرياض: "من المشين والمزعج أن يطلب بلد مسلم في المنطقة ويترجى حتى النظام الصهيوني لقصف الشعب اللبناني"، بحسب تعبيره.

ورد الجنرال ايزنكوت: "لا توجد لدينا أي نية للمبادرة بهجوم على حزب الله في لبنان وإشعال حرب"، لكنه أضاف "لن نقبل أن يكون هناك تهديد استراتيجي على إسرائيل".

وتابع رئيس الأركان الإسرائيلي: "نرى من الجانب الآخر محاولات إيرانية قد تؤدي للتصعيد ولكنني أستبعد ذلك في هذه المرحلة".

ويرى الخبراء أن إسرائيل لا تريد مواجهة جديدة، لكن المنطقة التي تشهد كل هذه الاضطرابات، تبقى رهينة أي خطأ.

وتحدث كريم بيطار من معهد الشؤون الدولية والاستراتيجية في باريس عن "تضافر عوامل مقلقة جداً". وقال إن "الاندفاع السعودي مدعوم من قبل رئيس أمريكي مندفع بالقدر نفسه"، بحسب تعبيره.

وبدوره، أكد جوشوا تايتلبوم من مركز بيغن-السادات الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية أن "المصالح (الإسرائيلية السعودية) متوافقة منذ فترة طويلة"، لكن إسرائيل توازن بين مخاوفها والمخاوف الخاصة للسعوديين. وأضاف أن "إسرائيل لن تنجر إلى حرب لحساب السعودية".

وكتب عاموس هاريل الخبير في شؤون الدفاع في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "الرياض راهنت مرتين في الماضي على قوة الضرب الإسرائيلية على أمل شن هجوم على منشآت إيران النووية، ومن ثم تنفيذ عملية تدخل ضد قوات النظام في سوريا".

وأضاف "لقد خاب ظنها في المرتين"، بحسب تعبيره، لكنه أقر قائلاً: "بما أن كلا من إسرائيل وحزب الله هما في أغلب الأحيان على بعد زلَّتين من الحرب فإن اندلاع نزاع يبقى محتملاً في أي وقت".

اقرأ أيضا: فرنسا تعتبر الحريري محتفظاً بمنصبه.. ماكرون: سأستقبله في باريس كرئيس لوزراء لبنان




المصدر