السوريون والجنسية التركية.. الفائدة المتبادلة



في ظل غياب آفاق مستقبلية قريبة لحلٍّ جذري ممكن للمسألة السورية، تصبح الحلول الآنية لتسهيل معاشهم ضرورة، وهو ما تعمل عليه الجهات التركية التي بدأت العام الماضي بعملية تجنيس آلاف السوريين، وتؤكد تسريبات إعلامية أنها ماضية في تجنيس أكبر عدد ممكن من السوريين الموجودين على أراضيها، وفي مقدمهم الأطفال المولودون على أراضيها.

قال عبد الله لبابيدي، وهو أستاذ جامعي لـ (جيرون): “تريدُ تركيا الاستفادة من الطاقات والكفايات السوريّة من اللاجئين السوريين، وخصوصًا ممّن يحملون شهادات جامعية عليا، ومنح الجنسية التركية لهؤلاء خيرٌ من هجرتهم إلى دولٍ أخرى، فتركيا دولة جارة لسورية، ويوجد قواسم ثقافية وتاريخية مشتركة بين البلدين، ويشمل قرار التجنيس الاستثنائي أصحابَ الشهادات الجامعية وحملة الماجستير والدكتوراه؛ إذ وجِّهت رسائل إلى معظم الأكاديميين في مدينة غازي عنتاب، قبل نحو شهرين من الآن، لتقديم أوراقهم لنيل الجنسية، كما وجِّهت الرسائل ذاتها إلى طلبة الجامعات التركية من السوريين”.

عن مدى صحة الخبر الذي تم تداوله مؤخرًا، حول تجنيس المولودين السوريين في تركيا مباشرة، قال لبابيدي: “لا يوجد تأكيد لهذا الخبر من مصادر رسمية تركية، وإنما ذكرته بعض الصحف العربية مثل (الشرق الأوسط، وموقع رصيف 22) وقرار التجنيس للمولودين جيّد وضروري؛ ذلكَ أن معظم الأطفال السوريين المولودين على الأراضي التركية لم يُسجّلوا في سورية، بسبب الظروف الأمنية الصعبة”.

حول أعداد المجنسين السوريين حتى الآن، أوضح لبابيدي “حسب التصريحات الحكومية، فإن أعداد المُجنسين حتى الآن هو 7 آلاف، وبحسب تصريح المدير العام للنفوس والمواطنة في وزارة الداخلية التركية سنان غونار، قبل أيام، فإن الخطة هي تجنيس السوريين الذين أتموا دراسة 4 سنوات جامعية، وأصحاب المهن، وتتطلع الجهات التركية خلال 180 يومًا إلى إتمام تجنيس 50 ألف سوري”.

في الموضوع ذاته، قال عبو الحسو، وهو صحافي وخبير في الشأن التركي، لـ (جيرون): “إن الجنسية التركية الممنوحة للسوريين، هي جنسية استثنائية، وشملت في المراحل السابقة أصحاب الكفايات من المعلمين والأطباء بالدرجة الأولى، وشملت أيضًا أصحاب إقامات العمل والشركات والفعاليات التجارية والصناعية، وحاليًا تم شمل طلاب الجامعات، أما عن خبر تجنيس المواليد في تركيا، فليس مؤكدًا بعد، وإنما هناك تسريبات عن وجود خطة أو دراسة للموضوع، لأنه حسب قانون الجنسية التركي، يُجنّس من يولد في تركيا في حالتين فقط: إن كان أحد والديه تركيًا أو كانوا عديمي الجنسية”.

أضاف الحسو: “تم منح ما يقارب 50 ألف سوري الجنسيةَ التركية على مرحلتين، وحاليًا هناك خطة لتجنيس 50 ألف سوري آخرين، حسب تصريح مدير النفوس والجنسية التركي، وذلك خلال الأشهر الستة القادمة. ومن المتوقّع أن يصل العدد النهائي إلى نحو 300 ألف سوري، حسب تصريحات مسؤولين أتراك، في فترات سابقة”.

من جانب آخر، قالت مي الظاهر، وهي سيدة سورية حصلت مؤخرًا على الجنسية التركية، لـ (جيرون): “بعد أن حصلتُ على الجنسية التركية؛ أصبحت حياتي أسهل في مجمل الجوانب، حيث حصلتُ أنا وعائلتي على سهولة في الخدمات الصحية والاجتماعية، وأُتيح لي التسجيل في المدارس التركية، وأصبح لدي أصدقاء أتراك، وحققت انسجامًا كبيرًا معهم، كوني أحمل جنسيتهم، فضلًا عن شعوري الدائم بالاطمئنان؛ لأنني حصلت على جنسية وطن آخر، يسوده القانون”.


أحمد مظهر سعدو


المصدر
جيرون