معارضون سوريون: سوتشي مؤتمر لتقاسم النفوذ والأرباح بسوريا



السورية نت - رغداء زيدان

يرى مراقبون للشأن السوري ان اجتماع سوتشي الذي تتحدث روسيا عن عقده الشهر القادم ما هو الا متابعة لالتفاف روسيا على مخرجات مؤتمر جنيف، بعد أن كانت قد حاولت سابقاً حرف مساره عبر "أستانا" بما يخدم مصلحتها.

وبحسب صحيفة "القدس العربي" يرى المحلل السياسي درويش خليفة، وعضو مجموعة العمل من أجل سوريا، أن "موسكو الحليف القوي لبشار الأسد، تحاول عبر مؤتمر سوتشي خلق حلف إقليمي يدعم رؤيتها للحل في سوريا عبر دعوة ايران وتركيا اللتين لهما وجود عسكري في سوريا للتفاهم على القضايا العالقة والتي يختلفون في بعضها ويتفقون في بعضها الآخر".

ويضيف: "تسعى أنقرة إلى الضغط من ناحيتها على الروس في سبيل اخراج مقاتلي بي واي دي من عفرين وإخلائها من التطرّف الكردي، وبذلك تضمن حماية حدودها الجنوبية، بيد أنها تصطدم دائماً بمراوغة الروس في هذا الملف بهدف تحصيل بعض المكاسب من الأتراك، وتنازلات من الأمريكيين حليف الميليشيات الكردية".

وأشار المتحدث إلى أن مؤتمر "سوتشي مثله مثل أي مؤتمر يخص السوريين لا تنعكس نتائجه إلا بخطوات ملموسة كوقف شامل لإطلاق النار، وبحث الانتقال السياسي، والتي يراها الروس خطوة في اتجاه مؤتمر وطني تدعى له قوى المعارضة السورية للتباحث فيما بينها لإخراج البلد من الحالة الراهنة".

وتابع: أن الروس يريدون أن يجعلوا من سوتشي نسخة سياسية عن نسخة "أستانا" العسكرية وبذلك يضعون جميع الأطراف تحت جناحيهم.

من جهته يرى المتابع للشأن السوري والمحلل السياسي جلال سلمي أنه بعد تمكن روسيا من تحويل الدول الإقليمية الفاعلة، لا سيما تركيا، إلى شريك أو كيل وبالتالي إحداث تمزق واضح المعالم في صفوف فصائل المعارضة، باتت توجه أنظارها صوب الخطوة الأخيرة من الحل، وهي خطوة تجميع الفصائل بشتى مشاربها حول مشروع وطني يَصْب في صالح رؤيتها الساعية إلى الإبقاء على هيمنتها على سوريا بعيداً عن أي نفوذ بارز، مباشر أو غير مباشر، للولايات المتحدة.

وأضاف بحسب "القدس العربي" أن تحييد الأكراد جاء في إطار تمتع دولة بلقب الدولة الضامنة التي يمكنها أن تقلب الطاولة في حال تجاهل مطلبها، وهذا ما أدى إلى انصياع روسيا للرغبة التركية.

لكن ذلك لا يعني تجاهل روسيا للأكراد بشكل كامل، بل يمكن لروسيا أن تسير معهم في سياق منفصل، للحيلولة دون ميلهم الكامل للولايات المتحدة. وقد تحاول تنويع الوفد الكردي عبر ضم المجلس الوطني له، حتى تقتنع تركيا بأنه بات هناك طرف يمكن التعاون معه لموازنة الأمور في المناطق الكردية السورية.

مضيفاً أن الأمور مازالت غير مبرمة ما بين الفرقاء الرئيسيين الأمريكان والروس، لذلك من الصعب في هذه المرحلة أن نقول إن تركيا حققت انتصاراً واضحاً، رغم أن المعطيات الأولية تُظهر نجاح تركيا بإبعاد الملف الكردي عن مؤتمر سوتشي.

تقاسم النفوذ

الخبير القانوني والمعارض السوري بسام طبلية قال إن الأمور مبهمة ومازالت غير واضحة بعد، حول إمكانية نجاح مؤتمر سوتشي من عدمه، فكما روسيا تستخدم الفيتو الروسي من أجل عدم ملاحقة الأسد لانتهاكه قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتسليم الأسد لمخزوناته من الكيماوي وعدم استخدام الكيماوي، كذلك فإن أمريكا تعرقل سوتشي، وتصر بشكل ضمني، على الوصول لاتفاقات تتعلق بتوزيع النفوذ والملف الكردي.

وأضاف: روسيا تحاول إظهار سوتشي من أجل إفشال جنيف، الذي يسعى لتطبيق قرارات مجلس الأمن ومنها القرارات 2254 وكذلك المتعلقة بالانتقال السياسي، أما المعارضة وهي الرافضة لسوتشي، ما لم تُمارس ضغوط عليها من الدول الداعمة، وتصر على المضي قدماً في جنيف وخاصة تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة لا يكون للأسد أي دور في سوريا المستقبل.

وهذا أمر طبيعي برأي الخبير القانوني طبلية الذي قال إنه لا يمكن لمتهم بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أن يكون لهم دور في تقلد أمور الحكم، وإلا سوف نسمح للإرهابيين الدوليين بأن يقودوا العالم.

ومن الممكن لأنقرة أن تبدأ معركتها في عفرين بصمت وموافقة روسية ضمنية وخاصة بعد أن استطاعت تركيا الحصول على التأييد الشعبي للدخول لشمال سوريا، وبالتالي تركيا حريصة أن لا تتورط في المستنقع السوري، والذي تحاول أمريكا وأوروبا توريطها فيه، وما دخولها إدلب دون معركة مع الفصائل العسكرية إلا دليل حكمة أفشلت به المخططات الأمريكية بمواجهة تركيا.

نتائج وتوقعات

يتوقع السوريون أن تكون لاجتماعات سوتشي جوانب ميدانية أكثر منها سياسية، فالأطراف الثلاثة هي دول فاعلة على الأرض بنسب متفاوتة، كما أنه من الممكن أن يسمى الاجتماع بمؤتمر "تقاسم النفوذ" في سوريا.

أما من الجانب التركي فإن أنقرة ستضع على طاولتها مسألة عفرين، ومن الممكن أن تحصل على تنازلات بهذا الخصوص، كما أنها لن تتجاهل مسألة ضبط حدود نفوذها في مناطق سيطرة درع الفرات في حلب إضافة إلى إدلب، التي تحرص تركيا على خفض التصعيد فيها وأخذ تعهدات من الجانبين الروسي والإيراني في هذا الملف.

كما أن هناك رغبة للدول الثلاث بأن تكون جبهة واحدة ضد العامل الأمريكي، فيما تحاول روسيا أن تقود عملية سياسية معتبرة بمشاركة كل من تركيا التي تمتلك تأثيراً على المعارضة السياسية، وايران التي تمتلك قوات على الأرض السورية.

اقرأ أيضا: "إنهن مستعدات لحمل السلاح".. جهاز الاستخبارات الهولندي يحذر من المنتسبات لـ"تنظيم الدولة"




المصدر