قدوم الشتاء يزيد من معاناة المدنيين الباحثين عن الدفء والأمان في سوريا



السورية نت - رغداء زيدان

مع حلول فصل الشتاء تزداد معاناة المدنيين السوريين للعام السابع على التوالي بسبب موجات البرد والصقيع التي أصبحت سلاحاً آخر يحصد أرواح الكثير من المواطنين خاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات وميليشيات نظام الأسد.

وبحسب المركز السوري لحقوق الإنسان، فقد شهدت سوريا خلال الأعوام الماضية حالات كثيرة من الوفيات بسبب البرد في فصل الشتاء ونقص وسائل التدفئة.

ويأتي شتاء هذا العام صعباً على السوريين، بعد تدهور واضح في البنية التحتية التي تنتج الكهرباء والغاز والمحروقات للمواطنين سواء في مناطق سيطرة النظام أو تلك الخارجة عن سيطرته، والاستعاضة عن كل ذلك بالحطب أو المحروقات المنتجة من مادة البلاستيك في مناطق المعارضة.

وبات السوريون يستقبلون فصل الشتاء كالكابوس لعدم وجود مواد التدفئة فضلاً عن ارتفاع أسعارها إن وجدت، بعدما كان يترقب الكثير منهم قدوم فصل الشتاء الذي كانوا ينعتوه بفصل الخير والأمطار من أجل الاستفادة من مياه الأمطار الوفيرة من خلال استغلالها في زراعة الكثير من المحاصيل الشتوية.

وانفرد الكثير من التجار خلال الفترة الماضية بتحديد أسعار الحطب في ظل غياب أي مراقبة تموينية على البضائع وضبط الأسعار، ومنع إدخال قوات النظام مستحقات هذه المناطق من المحروقات وارتفاع أسعارها إن وجدت بشكل لم يعد يطيقه الكثيرون.

وفي ريف حمص تراوحت أسعار الحطب ما بين 200  إلى400 ألف ليرة سورية أي ما يعادل حوالي 500 دولار أمريكي نظير الطنّ الواحد بينما وصل سعر "التمز" وهو من مخلفات عصر الزيتون إلى نحو 95 ألف ليرة سورية، مع العلم أن سعر الطن في مناطق سيطرة النظام لا تتجاوز الـ30 ألف للتمر والـ55 ألف ليرة للحطب.

وساهم انخفاض ثمن الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية بنسبة 30 بالمئة، بين العام الفائت والجاري، بارتفاع سعر حطب التدفئة بشكل غير مسبوق.

وبحسب تقارير إعلامية فقدت منطقة ريف حمص الشمالي وحماه الجنوبي نحو 90 بالمئة من غطائها النباتي خلال سنوات الحرب التي اندلعت في سوريا بداية العام 2011 حيث اضطر الأهالي بداية الحصار لقطع الأشجار الحراجية المنتشرة على الجبال ومناطق "مشاع الدولة" قبل أن ينتهي الحال بهم بقطع أشجار الحدائق وصولاً إلى الأشجار المثمرة التي كانت تُعتبر مصدراً للرزق بالنسبة للمزارعين.

وفي رحي الحرب المستمرة والتي تعصف في البلاد منذ حوالي 7 سنوات فقدت عوائل كثيرة معيلها وقد لا تجد لها معيلاً عندما تغلق الأبواب في فصل الخير، لتكون بذلك مضطرة لتحمل البرد تحت غطاء قدّم إليهم من منظمة إنسانية أو فرع للهلال أو الصليب الأحمر في المنطقة.

اقرأ أيضا: اجتماع وزاري في الجامعة العربية لمناقشة التدخلات الإيرانية في المنطقة




المصدر