قيادة موحدة لقوات المعارضة جنوب سوريا.. وحديث عن تشكيل جديد باسم "قوات سوريا الشريكة"



السورية نت - مراد الشامي

توصلت فصائل المعارضة في جنوب سوريا، إلى اتفاق على تشكيل قيادة عسكرية موحدة لها، وعلمت "السورية نت" أن ذلك تحقق بعد مشاورات ومباحثات كثيرة بين قادة الفصائل.

وحصلت "السورية نت" من مصادر عسكرية في فصائل الجنوب السوري - طلبت عدم الكشف عن اسمها - على تفاصيل ما جرى قبل التوصل إلى الاتفاق، وقالت المصادر إنه كان للقاء الثوري الأول الذي عقدته فصائل عسكرية وفعاليات مدنية في جنوب سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، دور كبير في التوصل إلى القيادة الموحدة، ونجم عن ذلك اللقاء تشكيل لجنة لمتابعة بنود المخرجات التي اتُفق عليها آنذاك.

وبحسب المعلومات، فإن اللجنة العسكرية التحضيرية المشكلة من مجموعة من عسكريي المنطقة الجنوبية اجتمعت عدة مرات لمناقشة تشكيل قيادة عسكرية مشتركة لكافة الفصائل المنتشرة في أرياف درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي، وتمخض عن ذلك مجموعة من النتائج.

قيادة موحدة

وقالت المصادر المطلعة لـ"السورية نت" أن اجتماعات اللجنة التحضيرية العسكرية أثمرت عن ولادة قيادة عسكرية مشتركة تمثل كافة فصائل الجيش الحر في المنطقة الجنوبية سيعلن عنها رسمياً في وقت لاحق، واعتبرت المصادر أن القيادة الجديدة تمثل "قيادة لكيان معدل عن كيان الجبهة الجنوبية، وفيه تم توسيع قاعدة التمثيل العسكري لمعظم الفصائل، خصوصاً تلك التي تعتبر الأكثر تنظيما وقوة، كـ فوج المدفعية الأول، وقوات شباب السنة، وجيش الثورة، وفرقة 18 آذار".

وتؤسس القيادة المشتركة - بحسب المصادر نفسها - لمرحلة جديدة عنوانها التنظيم ووحدة القرار العسكري الداخلي على مستوى المنطقة الجنوبية، ويأتي ذلك بعد مرحلة تعددت فيها الرؤى وتشتتت فيها غرف العمليات، الأمر الذي أضعف فعالية العمل العسكري لفصائل المعارضة بشكل عام ضد قوات نظام الأسد، وكذلك ضد "جيش خالد بن الوليد" التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية"،  والموجود في منطقة حوض اليرموك غرب درعا.

ومن أولويات "القيادة العسكرية المشتركة الجديدة الحفاظ على مبادئ الثورة السورية، ولعب دور في عملية تفاوضية تحقق مصالح الشعب السوري في إنهاء حكم نظام بشار الأسد، والانتقال باتجاه نظام حكم جديد يجمع السوريين على أرض سورية الموحدة".

"قوات سوريا الشريكة"

وحصلت "السورية نت" على معلومات من مصادر في العاصمة الأردنية عمّان رفضت نشر اسمها، وقالت إن "تشكيل القيادة العسكرية المشتركة في المنطقة الجنوبية هو نتاج تحركات داخلية بحتة لعسكريي المنطقة الجنوبية، ولم تتدخل فيها الدول الداعمة".

وأشارت إلى أن هذه التحركات جاءت قبيل قطع الدعم العسكري عن الفصائل التابعة "للموك"، وأشارت المصادر نفسها إلى أن "قوات التحالف الدولي بدأت عملية تنظيم لفصائل البادية المتواجدة في معسكر التنف، وهي جيش مغاوير الثورة، وقوات أحمد العبدو، وجيش أسود الشرقية".

وتشمل عملية التنظيم - بحسب المصادر - تسريح العناصر الغير منسجمين مع مهام الفصائل، وفقا لأولويات قوات التحالف الدولي بحسب تعبير المصادر نفسها.

من أبرز مهام تشكيل "قوات سوريا الشريكة" في الوقت الراهن، القيام بدور حماية مخيمات النازحين، وكذلك الحدود السورية الأردنية من جهة مخيم التنف، "كما أنها ستكون جاهزة للقيام بمهام أخرى عسكرية في حال اقتضت الحاجة، كاستعادة السيطرة على البادية السورية في حال دعم التحالف الدولي ذلك"، يقول مصدر من عمّان.

وتواصلت "السورية نت" من سعيد سيف، الناطق الإعلامي باسم قوات "الشهيد أحمد العبدو"، وقال إنهم "لم يتقلوا للآن إبلاغاً" عن تنظيم التحالف لفصائل البادية، لكنه أضاف: "إن تم هذا الأمر ليس لدينا أي مشكلة، خصوصاً أنه إذا تم تشكيل جيش تحت قيادة التحالف الدولي، فأكيد سيكون من أولوية عمله مكافحة الإرهاب وقتال داعش، خصوصاً نحن الآن في مرحلة خلط الأوراق، وعودة داعش إلى مناطقنا في البادية الشامية، وفي السويداء الشرقي، والقلمون الشرقي".

حالة ترقب لما بعد الرياض 2

عمليات التنظيمية الجارية على المسار العسكري في الجنوب السوري، تلازمها حالة من الترقب لما يُشاع عن جهود لتوحيد التمثيل السياسي للمعارضة السورية ضمن مؤتمر الرياض 2، المزمع عقده يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وتُصر فصائل المعارضة في جنوب سوريا على الثبات والتمسك بمطالب الثورة السورية، خصوصاً رفض مشاركة الأسد ضمن المرحلة الانتقالية، وطرد ميليشيا "حزب الله" اللبناني، والميليشيات الأخرى المدعومة من إيران من كافة الأراضي السورية، بالإضافة إلى إخراج المعتقلين من سجون النظام.

اقرأ أيضا: من الرقة.. مبعوث "ترامب" ينشر صوراً مع الجنود داخل ساعة الإعدامات




المصدر