مستقبل الفصائل “الأميركية”.. مغاوير الثورة” يُسرّح عشرات المقاتلين



أثار تسريح جيش “مغاوير الثورة”، المدعوم أميركيًا لنحو 180 عنصرًا من مقاتليه، في قاعدة التنف على الحدود السورية مع العراق، رداتِ أفعال متباينة حول انتهاء الدور العسكري للفصائل المدعومة من أميركا في البادية السورية، بعد انتهاء مسببات وجودها المتمثلة في القضاء على تنظيم (داعش)، وفق الفهم الأميركي.

ربط القيادي في (جيش مغاوير الثورة)، أبو الفاروق، عملية تسريح عناصر الفصيل، بهدفين: سياسي وتنظيمي، وقال لـ (جيرون): إنّ “عمل (مغاوير الثورة)، وغيرها من الفصائل ينحصر اليوم بملاحقة فلول (داعش)”، وأشار إلى وجود أعمال عسكرية أخرى لتك الفصائل في المستقبل”، دون الكشف عن طبيعتها.

لكن الناطق باسم “المغاوير” الملازم أبو الأثير، نفى أن “تكون عملية تسريح العناصر مرتبطة بطلب أميركي، أو أجندات سياسية”، وقال لـ (جيرون): إنّ “عمليات التسريح جاءت من أجل تنظيف الجيش، من العناصر المسيئة، غير المنضبطة”، وأشار إلى أنّ “أسباب التسريح تتعلّق بعدم الالتزام بالدوام، وعدم تنفيذ المهمات الموكلة لهم بشكل جيد.. لا يلزمنا شخص لا يتقيد بتعليمات القيادة، متقلب المزاج”.

بحسب أبو الأثير، فإنّ “الفصيل دفع تعويضات للعناصر المسرحين، تُقدّر بمبلغ ألفي دولار، لكل عنصر”، مؤكدًا أن “مقاتلي فصيله سيتابعون القتال حتى تحرير دير الزور من الإرهاب”، مشيرًا إلى أنّ “الإرهاب يشمل تنظيم (داعش) وقوات (الأسد).. وقرار الذهاب إلى دير الزور غير مرتبط بأميركا وغيرها.. لن نبقى مشردين بعيدًا عن ديارنا”.

كشف أبو الأثير عن “ملاحقة مقاتليه لفلول تنظيم (داعش) في البادية”، مشيرًا إلى “أسرِهم أربعة عناصر من التنظيم، في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وقتلهم ثمانية آخرين، حاولوا تفجير أنفسهم في موقع تابع للمغاوير، في المنطقة (55) قرب الحدود السورية مع العراق”، واتهم “قوات النظام وروسيا بتسهيل مرور عناصر (داعش) إلى مناطق المعارضة في البادية”.

أُعلِن عن تشكيل جيش “مغاوير الثورة” في كانون الأول/ ديسمبر 2016، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة؛ من أجل محاربة تنظيم (داعش)، وقطع طرق إمداد التنظيم بين تدمر والرقة.

إلى ذلك، رفضت مصادر قيادية، في فصائل البادية، التعليقَ على إمكانية إنهاء عملها في البادية، بعد الانتهاء من قتال تنظيم (داعش)، لكنها في الوقت ذاته أكدّت “وجود اجتماعات مكثّفة مع التحالف؛ من أجل تحديد الوجهة القادمة لها”، واصفة تلك الاجتماعات بـ “أنها لا تُسمن ولا تغني من جوع”.

وأعلن “جيش مغاوير الثورة”، في آب/ أغسطس الماضي، عن توصله مع الأميركيين إلى اتفاقٍ يقضي بـ “دعم الأميركيين لمشروع جيش وطني في دير الزور؛ من أجل تحريرها من (داعش)، على أن تنطلق تلك العمليات من مدينة الشدادي بريف الحسكة”.

لكن الجيش عاود الإعلان، في آب/ أغسطس الماضي، عن “فشل مشروع بناء جيش وطني، في دير الزور، بعد طلب الأميركيين من فصائل المعارضة في البادية، القتال تحت راية (قسد)، وهو ما رفضته الفصائل رفضًا قاطعًا، وفي مقدمتها (مغاوير الثورة)”.

تُشكل ميليشيا (قسد) القوات البرية للعمليات التي يقودها التحالف، ضد تنظيم (داعش) في دير الزور، وقد استطاعت بدعمٍ من قوات التحالف الدولي، وبعد انسحاب (داعش)، السيطرةَ على حقلي (كونيكو، والعمر) أكبر حقول الغاز والنفط في سورية.

يرى الباحث في مركز الشرق للدراسات سعد الشارع أنّ تسريح عشرات المقاتلين، من جيش “مغاوير الثورة”، تهيئةٌ للظروف، من أجل إنهاء مشروع فصائل المعارضة في البادية المدعومة أميركيًا، لمحاربة (داعش)، وقال لـ (جيرون): إنّ: “هناك أحاديث عن مشروع جديد لتلك الفصائل مع الأميركيين، لكن لا وجود لأي معالم له، من حيث التوقيت والمكان وحجم القوات، فضلًا عن أهدافه”.

لا ينفي الشارع وجود “أسباب داخلية لعمليات التسريح، أفرزتها المعارك الأخيرة للفصائل مع (داعش)، من خلال وجود حالات من الترهل وغيرها لدى العناصر، أفرزت حالات استياء، لدى قادة تلك الفصائل من العناصر، وأدت إلى تسريح بعضهم”، لكنه في الوقت ذاته ينفي أن “تكون تلك العمليات تنصب في إطار الضغوط الأميركية على الفصائل، لإنهاء وجودها، كون الأخيرة هي صاحبة القرار في تشكيلها وإنهائها”.

أشار الشارع إلى أنّ من “الممكن أن تكون تلك الخطوة في إطار ترتيبات أميركية مع قادة الفصائل، لضبط الفصائل أكثر؛ تنظيميًا وعسكريًا، حيث من المتوقع الإعلان عن مشروع أميركي جديد، لعمل تلك الفصائل في بداية عام 2018”.

تتلقى فصائل البادية الدعمَ من غرفة العمليات العسكرية المشتركة (الموك)، التي تتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقرًا لها، ويبلغ تعدادها نحو عشرة آلاف مقاتل.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون