معارضون يخشون نتائج (قمة سوتشي) على القضية السورية



تُبدي بعض الأوساط السورية المعارضة مخاوفَ من تطورات المرحلة المقبلة، لا سيما بعد الإعلان عن قمة مرتقبة، في مدينة سوتشي الروسية، في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، يلتقي فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني؛ للتوافق حول ملفات المنطقة، وعلى رأسها القضية السورية.

يخشى معارضون سوريون أن تتجاوز مخرجات هذه القمة مصالحَ السوريين والثورة السورية، مرجحين أن تكون المنطقة -والثورة السورية تحديدًا- على موعدٍ مع مرحلة جديدة من التغيرات السياسية التي تشكلت ملامحها، بعد استفتاء الاستقلال الكردي في شمال العراق، وما نتج عنه من تقارب تركي إيراني.

يقول المعارض السوري سمير نشار إن لديه “مخاوف”، مما يمكن أن ينتج عن قمة (سوتشي) القادمة، معبرًا في حديثٍ لـ (جيرون) عن “تحفظه” منذ مؤتمر أستانا؛ “لأن تركيا أعادت تموضعها من الملف السوري، ولم يعُدْ موضوع الثورة السورية أو مصير بشار الأسد على درجة الأهمية ذاتها، بالنسبة إليها”.

وأضاف: “تقربت تركيا من روسيا، لردم الفجوة مع الأميركيين، ولتتمكن من تنفيذ عملية (درع الفرات) وبالتالي؛ تخلت عن مدينة حلب، ومنذ ذلك الوقت، وإلى الآن، تتعمق التفاهمات بين الطرفين، وهذا واضح من خلال اجتماعات القيادة التركية مع نظيرتها الروسية”.

رأى نشار أن هناك “خللًا في الالتزامات المتبادلة بين الأطراف، بعد دخول تركيا إلى إدلب، بالتنسيق مع (هيئة تحرير الشام).. أعتقد أن مؤتمر سوتشي سوف يناقش ما جرى في إدلب”، وتابع: “تركيا تعهدت بفرض النفوذ في إدلب، وهذا يتطلب القضاء على (هيئة تحرير الشام) باعتبارها منظمة إرهابية، لكنها دخلت بالتفاهم والتنسيق معها، وبالتالي؛ كيف يمكن لروسيا وإيران أن تصمتا على الدخول التركي بهذا الشكل؟ وفي الوقت نفسه، تطالب تركيا بدخول عفرين”.

رجح نشار أن يبحث الاجتماع الرئاسي المرتقب في روسيا معالجةَ الوضع في إدلب، وقال: “سيكون مرتبطًا بدعم تركيا لمؤتمر (سوتشي) القادم، بعد أن اعترضت على حضور (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي”.

من جهة ثانية، اعتقد المعارض وعضو مجلس الشعب السوري السابق عماد غليون أن “التقارب الروسي-التركي-الإيراني، والذي سيتوَّج بلقاء على مستوى القمة في مدينة سوتشي الروسية، هو تقارب الضرورة والمصالح”، وأضاف خلال حديث لـ (جيرون) أن “تراجع الموقف الأميركي في المنطقة جعل تركيا تقترب من روسيا، بينما أدى تقدم الدور الإيراني ميدانيًا في سورية إلى تعامل تركيا معها، بواقعية”.

رأى غليون أن “هذا التحالف الناشئ في المنطقة يهدف إلى تقاسم مناطق السيطرة والنفوذ في سورية، بما يضمن لكل طرف مصالحه”، وأن ما يتم “هو لصالح دول التحالف بالدرجة الأولى، وأي اتفاق يتم التوصل إليه سيكون على السوريين تنفيذه، لصالحها”.

وتابع: “ما تزال عملية تبادل المواقع مستمرة على الأراضي السورية بين الأطراف الثلاثة، من خلال ما سمي (اتفاق خفض التصعيد)، ولا تستطيع أي من هذه الدول الخروج عن هذا التحالف المرحلي، حتى تبلور موقف أميركي أو أوروبي فاعل، وهو أمر غير ظاهر في المرحلة الحالية”.

في الإطار ذاته، قال بسام العمادي، السفير السوري السابق في السويد، في حديث لـ (جيرون): إن “هذا الحلف الثلاثي ليس جديدًا أو طارئًا مع انعقاد القمة، بل يمكن تلمّس خطوطه منذ تسليم حلب للنظام، حيث كان واضحًا أن هناك اتفاقًا ثلاثيًا، بين روسيا وإيران وتركيا”. وأضاف: “هناك من يبيع ويشتري في المواقف والتحركات، لتحقيق مصالحه، والثمن يدفع على حساب قضية السوريين وثورتهم”.

ألقى العمادي اللومَ على المعارضة السورية -وقد رأى أنها صاحبة المصلحة الحقيقية في تحقيق مصالح الثورة السورية- لأنها “غير قادرة على التفاهم مع هذه الدول”، موضحًا أن “عمليات البيع والشراء تتم من خلال أدوات سورية، تحديدًا، مع تجاهل أن يتم التفاهم على المصالح المشتركة”. (م.ص).


جيرون


المصدر
جيرون