"التعفيش" يعزل مسؤولين في النظام عن العالم الخارجي.. ماذا فعلت قوات الأسد بدير الزور؟



السورية نت - ياسر العيسى

تصاعدت عمليات "التعفيش" الجارية في دير الزور خلال الأيام الماضية، لتشمل للمرة الأولى أحياء النظام التي لم تخرج لم سيطرته من قبل، وذلك بعد أن طالت خلال أسابيع خلت قرى وبلدات وأحياء، أعادت قوات النظام بمساندة الروس والميليشيات المدعومة من إيران سيطرته عليها عقب طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منها.

وللمرة الأولى خلال الحرب، لم يكتفي عناصر النظام والميليشيات المتحالفة معهم بسرقة أحياء سيطر عليها حديثاً، لتشمل هذه المرة أحياء الجورة والقصور ومساكن عياش التي كانت محاصرة لسنوات ثلاثة من قبل التنظيم وفشل في السيطرة عليها، كما أن الجديد ليست في طبيعية المناطق فقط، بل في طبيعة المسروقات أيضاً.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن انقطاع الاتصالات الخليوية والأرضية بدير الزور في اليومين الماضيين، بسبب سرقة كابلات الاتصالات من قبل قوات النظام وميليشياته.

وبحسب ما ذكرته صفحة "تواصل" المعنية بنقل أخبار دير الزور، فإن الاتصالات الخليوية والأرضية انقطعت عن الأحياء الخاضعة للنظام بسبب "سرقة أكبال الاتصالات، وأدت إلى شلل كامل بشبكة الاتصالات الخليوية والأرضية بما فيها مبنى المحافظة والدوائر الحكومية".

وتحت عنوان: "التعفيش يطال الحكومة والمسؤولين"، أكدت الصفحة المؤيدة لنظام الأسد "سرقة وتعفيش الكبل النحاسي اللاسلكي الواصل من حاجز الجوية باتجاه موقع المدينة الرياضية والجنائية ومكافحة المخدرات، وصولآ إلى البانوراما بمسافة تقدر أكثر من 7 كم".

وتابعت: "ثم تم قطع وتعفيش الكبل الواصل بحيي الجبيلة والموظفين، أي أن أغلب أحياء مدينة دير الزور أصبحت خارج التغطية، بما فيها مكتب المحافظ وقيادة الشرطة" .

ونشرت "تواصل" صوراً قالت إنها للشاحنات التي قامت بنقل الأكبال إلى خارج المدينة، وجاءت التعليقات لتؤيد هذا الكلام، مشيرة إلى أنها جرت تحت أعين الحواجز الأمنية والعسكرية.

وذكرت بعض التعليقات، أن هذه الظاهرة استفحلت بشكل كبير في مناطق النظام، وبعضهم سخر من هذه السرقات بطريقته.
وكانت مصادر لـ"السورية نت"، قد أفادت في وقت سابق بمقتل وإصابة عدد من عناصر قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها، جراء عمليات التعفيش الجارية في أحياء دير الزور التي خضعت للنظام في الأسابيع الماضية.

وبحسب المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها خوفاً على سلامتها، فإن عناصر من "تنظيم الدولة" عمدوا إلى تفخيخ بعض الأدوات المنزلية في مناطق عدة، ومن بينها منطقة غسان عبود والعرضي والحميدية والشيخ ياسين، حيث انفجر بعضها بعناصر من النظام والميليشيات كانوا يقومون بتعفيش هذه المنازل، ما أدى إلى مقتل عدد منهم.

وأضافت مصادرنا في هذا الإطار، بأن عمليات التعفيش لم تشمل الأدوات المنزلية فقط، بل امتدت إلى أسلاك الكهرباء وخطوط التوتر العالي، التي تم قصها ووضعها ضمن شاحنات، من أجل استخراج مادة النحاس الموجودة فيها.

وتركزت عمليات الاستيلاء على الأسلاك الكهربائية وخطوط التوتر على ما تواجد منها في شارع بورسعيد جنوب المدينة التي يغيب عنها الكهرباء منذ سنوات، كما شملت أيضاً ريف المحافظة الشرقي الذي سيطرت قوات النظام وميليشياته على أغلب مدنه وبلداته وقراه منذ أسابيع.

واستخدم عناصر النظام في سبيل ذلك ألأسلحة النارية من أجل قطع هذه الأسلاك ومن ثم شحنها عبر آليات كبيرة (قاطرة ومقطورة) إلى غرب المدينة.

يذكر بأن قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها قد سيطروا نهاية الشهر الماضي وبداية الشهر الجاري، على ما تبقى من أحياء خاضعة لـ"تنظيم داعش"، والذي فر عناصره باتجاه ريف المدينة.

ومنذ بدء قوات النظام اقتحامها وسيطرتها على المدن السورية وخوضها حرباً شرسة ضد سكانها ومقاتلي المعارضة فيها، باتت أسواق "الأغراض المستعملة" منتشرة في مناطق عدة تخضع لها، والمقصود بـ"المستعملة" هي الأغراض التي "عفشتها" قوات النظام وباعتها للحصول على ثمنها بلا تعب.

ويُقصد بـ"التعفيش" تجريد المنازل والمستودعات من قبل قوات النظام بكل مافيها من أثاث ومواد منزلية، حتى أن ناشطون سوريون نشروا سابقاً صوراً لأزرار الكهرباء وقد اقتلعتها ميليشيات الأسد من منازل السوريين لبيعها في الأسواق.

اقرأ أيضا: في اليوم العالمي للطفل.. مقتل 26446 طفلاً في سوريا معظمهم قضوا على يد قوات النظام




المصدر