اجتماعات الرياض تتواصل وتوقعات بمبادئ سياسية جديدة



تواصل المعارضة السورية اجتماعاتها، في العاصمة السعودية الرياض، في ظل انسحاب منصة موسكو، وبعد استقالات عدد من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات؛ ما جعل معظم التكهنات تذهب إلى أن الضغوط الروسية لن تنجح في دفع المعارضة للموافقة على رؤيتها للحل السياسي.

يقول باسل الجنيدي، مدير مركز الشرق للسياسات، لـ (جيرون): “لا أعتقد أن السعودية ذاهبة إلى إنتاج كيان جديد للمعارضة السورية، وإنما هي بصدد توسعة الهيئة العليا للمفاوضات، عن طريق ضم شخصيات وكيانات جديدة ربما، ما يجعلها صاحبة اليد الطولى، في التوافقات داخل المعارضة السورية، باتجاه تشكيل وفد موحد قبيل مفاوضات جنيف، مقابل تفاهمات بالحد الأدنى مع روسيا، ضمن معطيات الواقع الراهن”.

في حين رأى عبد الوهاب عاصي، الباحث في مركز (جسور) للدراسات، خلال حديثه مع (جيرون) أن “الاحتمالين واردان في السياسة السعودية، وذلك بهدف احتواء الائتلاف بشكل أكبر، في سياق المعادلات السياسية والخلافات الخليجية-الخليجية وتداخلها مع الإقليم، وربما هذا ما سنراه في اختتام المؤتمر الحالي، ومن هنا أيضًا، يمكن قراءة انسحاب أو استبعاد بعض الشخصيات المدعومة قطريًا، وبقاء الائتلاف في الرياض”.

الأسئلة المتعلقة باجتماعات المعارضة الحالية كثيرة، تبدأ بمدى قدرتها على الذهاب بوفد موحد ضمن التناقضات الحالية، ولا تنتهي بحوامل قوتها للتمسك ببيانات جنيف والقرارات الدولية الداعية لمرحلة انتقالية من دون الأسد.

في هذا الصدد، قال عاصي: “أعتقد أن الاجتماعات الحالية ذاهبة باتجاه بلورة مبادئ سياسية، تتوافق مع المعطيات الإقليمية والتوازنات الدولية، ومن جهةٍ أخرى مع الوقائع الميدانية على الأرض، بمعنى قد نشهد تماهيًا في مواقف المعارضة السورية مع الضغط الدولي والإقليمي، لاجتهادات جديدة تجعل القبولَ ببشار الأسد ضمن ترتيبات المرحلة الانتقالية ممكنًا، وإن لم تكن صريحة في البيانات، وصولًا إلى تفسير القرار 2254 على أنه ينص على هيئة ذات صلاحيات من دون الخوض في التفاصيل”.

إلا أن الجنيدي خالف العاصي، وقال: إن “الوقت الآن هو الأفضل للتمسك بثوابت المعارضة”، وأضاف: “ربما هذا هو التوقيت الأفضل للمعارضة للسورية، للتمسك بمرجعية جنيف والقرارات الدولية الداعية للانتقال السياسي في سورية أولًا؛ لأن موسكو هي الوحيدة المستعجلة لإنجاز تقدم في مسار التسوية وتحتاج إليها، وأعتقد أن قراءة واقعية للمعادلات السياسية تؤكد ذلك، لكن في الوقت ذاته، هناك جهات داخل المعارضة، تدعو إلى التحلي بالواقعية السياسية، على اعتبار أن روسيا هي المستحوذة على مفاتيح الملف السوري، وأعتقد أن من الصعب الجزم الآن كيف ستبلور المعارضة رؤيتها للمرحلة القادمة”.

على الرغم من أن مسألة استقالة عددٍ من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات، على رأسهم المنسق العام لها رياض حجاب، تلقي بظلالها على المؤتمر، لا سيما مع التزام المستقيلين الصمت أو تصريحهم عن دوافع بعناوين عامة غير واضحة؛ فإن عاصي يرى أن “هناك مجموعة عوامل دفعت إلى هذه الاستقالات: أولها الضغط الروسي والذي كان واضحًا من خلال تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف، عقب الإعلان عن الاستقالة، أيضًا الخلافات الخليجية البينية، كان لها أثر في ذلك، وقد تمّ استبعاد بعض المحسوبين على قطر، وبقي الائتلاف؛ لأن السعودية تدرك أنه لا يمكنها إبعاد المدعومين من الدوحة بشكل كامل، من مؤسسات المعارضة”.

تابع: “الخلافات الداخلية بين تكوينات المعارضة لعبت دورًا أيضًا، خاصةً بين الائتلاف والهيئة التي حاولت الاستحواذ على دور الأول وإنهاءه، إلى جانب السقف السياسي للهيئة العليا الذي كان يرفض دائمًا أي مطالب لتوسعتها”.

بدوره، قال الجنيدي: إن “الخلافات الداخلية بين تشكيلات المعارضة السورية لعبت دورًا حاسمًا في ما حصل مؤخرًا، بخاصة الصراع بين تلك التشكيلات للاستحواذ على السلطة والتمثيل، وموضوع الخلافات الخليجية ليس الأساس في ذلك، ويمكن اعتباره هامشيًا”. (م.ش).


جيرون


المصدر
جيرون