المؤبد لسفاح البلقان.. "راتكو ملاديتش" آخر المحاكمين بعد حرب البوسنة



السورية نت - رغداء زيدان

بدأت تلاوة الحكم في قضية القائد العسكري السابق لصرب البوسنة "راتكو ملاديتش" المعروف بلقب "جزار البلقان" اليوم أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة لتطوى بذلك صفحة من النزاعات التي شهدتها تلك المنطقة.

وأصدرت محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة اليوم حكماً بالسجن المؤبد على "ملاديتش" القائد العسكري السابق في جمهورية صرب البوسنة، بتهمة ارتكابه مجازر وجرائم ضد الإنسانية.

جاء ذلك في جلسة النطق بالحكم في محكمة الجزاء الدولية التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقراً لها.

وبعد أكثر من عشرين عاماً على الحرب (1992-1995) التي أوقعت أكثر من مئة ألف قتيل وتسببت بتشريد 2.2 مليون شخص، تم إصدار الحكم على "ملاديتش (74 عاماً) الذي دخل مدينة سربرنيتشا في 11 يوليو/تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عاماً.

وأصر "ملاديتش" على حضور الجلسة خلافاً لنصيحة الاطباء بسبب مخاوف على وضعه الصحي، لكن سرعان ما أمره القضاة بمغادرة القاعة.

ويعتبر القائد العسكري الصربي السابق آخر المتهمين البارزين أمام هذه المحكمة التي أنشئت عام 1993 لمحاكمة الأشخاص الذين يُشتبه بارتكابهم جرائم حرب خلال حرب البلقان. ويعتبر المدعي "سيرج براميرتس": "أنه أحد أول الملفات التي بررت إنشاءها".

بعدما حاكمت خلال السنتين الأخيرتين "راتكو ملاديتش" وحكمت على رفيقه السياسي "رادوفان كرادجيتش" بالسجن 40 عاماً، تغلق المحكمة الدولية أبوابها نهائياً في 31 ديسمبر/كانون الأول بعدما مثل أمامها 161 متهماً.

وبذلك تُطوى صفحة من التاريخ بالنسبة ليوغوسلافيا السابقة، شهدت محاكمة أهمّ مرتكبي الجرائم فيها ومثولهم أمام القضاء الدولي.

وكان الرئيس الصربي السابق "سلوبودان ميلوشيفيتش"، الذي عُثر عليه ميتاً في زنزانته عام 2006 خلال محاكمته، أول رئيس دولة يمثل أمام محكمة دولية.

و"ملاديتش" متهم بقيادة حملة "تطهير عرقي" في جزء من البوسنة لإقامة دولة صربية عظمى نقية عرقياً. وقد وجهت إليه تهم ارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وقعت خلال حرب البوسنة.

ويقول الدفاع إن القائد العسكري السابق لم يعترف يوماً بذنب اقترفه حتى ولو عبر عن "أسفه لمقتل كل بريء في جميع المعسكرات، وفي كل الاثنيات في يوغوسلافيا السابقة".

ملاديتش ذاته

بعد أيام على مقتل نحو ثمانية آلاف رجل وشاب في سريبرينيتسا في شمال البوسنة، وجهت اليه في 25 تموز/يوليو 1995 تهمة ارتكاب مجزرة.

ودانت المحكمة الدولية ستة متهمين من بينهم "رادوفان كرادجيتش" في مأساة سريبرينيتسا التي تعتبر أسوأ مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويلاحق "ملاديتش" أيضاً لدوره في حصار ساراييفو الذي دام 44 شهراً وقتل خلاله عشرة آلاف الأشخاص معظمهم مدنيون ولاحتجاز مئتي جندي ومراقب تابعين للأمم المتحدة العام 1995.

واعتقل "ملاديتش" في 2011 بعد تواريه لأكثر من عشر سنوات، في منزل أحد أفراد عائلته في صربيا ونقل إلى لاهاي ليمثل للمرة الأولى أمام المحكمة بعد أيام.

وبدا نحيل الجسم وعجوزاً. وقالت أرملة أحد ضحايا سريبرينيتسا إن "ملاديتش" نظر إليها واضعاً إصبعه تحت حلقه مشيراً إلى حكم إعدام بحقه.

ورفض الإدلاء بشهادته أمام ما اعتبره "محكمة شيطانية"، بعد طلب مثوله عام 2014 أمام القضاة خلال محاكمة "رادوفان كرادجيتش".

اقرأ أيضا: فيديو يثير جدلاً.. أم سورية تصرخ بهستريا لمنع الشرطة السويدية من أخذ أولادها




المصدر