بوتين يعلن موافقة إيران وتركيا لإجراء "مؤتمر الحوار" حول سوريا.. وأردوغان: قرارات حيوية ستتخذ بسوتشي



السورية نت - شادي السيد

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إن رئيسي إيران وتركيا أيدا مؤتمر "حوار وطني" المقترح باعتباره أحد الخطوات الأولى لإجراء "حوار شامل".

وفي تعليقات أدلى بها بعد لقاء نظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب إردوغان قال بوتين إن "الزعماء الثلاثة أصدروا أوامر للأجهزة الدبلوماسية والأمنية والدفاعية في بلادهم بالعمل على تحديد شكل المؤتمر وموعده."

وأضاف بعد الاجتماع الثلاثي الذي عقد في مدينة سوتشي بجنوب روسيا أن نظام الأسد "ملتزم بعملية السلام والإصلاح الدستوري وإجراء انتخابات حرة". وقال إنهم "اتفقوا على تكثيف الجهود للقضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا".

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن "قرارات حيوية ستتخذ خلال قمة سوتشي لإيجاد حل للقضية السورية"، مؤكدا أنه "من المهم لجميع الأطراف أن تساهم في حل سياسي للأزمة يكون مقبولا للشعب السوري".

وأوضح أن "مباحثات أستانا كانت خير مثال على العمل المشترك لتركيا وروسيا وإيران، مقدمًا شكره للرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف لاستضافته المباحثات السورية".

ولفت أردوغان أن المرحلة الحالية التي وصلت إليها القضية السورية من وقف لإطلاق النار تعتبر تقدمًا مهمًا إلا أنها غير كافية. مؤكدًا على ضرورة مساهمة جميع الأطراف المعنية لتأسيس حل سياسي دائم يقبل به الشعب السوري.

و من المقرر أن يزور مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن سوريا ستافان دي ميستورا موسكو غدا، لإجراء محادثات بشأن الوضع في سوريا، حسبما ذكرت وكالة الإعلام الروسية.

وأضافت الوكالة أن دي ميستورا سيجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو لبحث الاستعدادات لجولة جديدة من محادثات جنيف للسلام في سوريا ومؤتمر مقترح عقده في منتجع سوتشي الروسي بشأن سوريا.

و "مؤتمر حوار وطني سوري" هو مشروع أعلنته موسكو في أواخر تشرين الأول/أكتوبر على أن يجمع النظام والمعارضة السورية في سوتشي، غير أن مكونات رئيسية في المعارضة السورية رفضت المشاركة فيه مبدية تمسكها بمفاوضات جنيف.

إذ أعلنت على الفور كل من "الهيئة العليا للمفاوضات"، والائتلاف الوطني السوري، وفصائل المعارضة عن رفضها المشاركة في مؤتمر سوتشي، وقالت على لسان ممثليها إن المؤتمر أشبه "بحوار بين النظام والنظام"، بحسب ما قال عضو "الهيئة العليا" محمد علوش.

ولدى روسيا أهداف عدة من عقد مؤتمر "الحوار الوطني" في سوتشي، جميعها تصب في صالح موسكو وحليفها نظام الأسد، بدءاً من أجندة المؤتمر، وقائمة المدعوين لحضوره، والرسائل السياسية التي تريد روسيا إيصالها برعايتها لهذا المؤتمر.

أبرز الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها عبر مؤتمر سوتشي، هو الحفاظ على بقاء الأسد في السلطة، رغم تسببه بمقتل ما لا يقل عن 350 ألف شخص، بحسب توثيق منظمات حقوقية.

ولتطبيق ذلك تتخذ موسكو إجراءات عدة، أبرزها أنها تسعى خلال مؤتمر سوتشي المقبل إلى مناقشة مشروع "دستور سوري جديد" سبق أن قدمته موسكو في يناير/ كانون الثاني 2017، تمهيداً لاعتماده في سوريا.

و من المحتمل أن يجري في مؤتمر سوتشي، مناقشة إقامة "حكومة وحدة وطنية" تجمع النظام والمعارضة، وهو مطلب روسي دأبت موسكو على جعله أمراً واقعاً، بحيث يبقى الأسد على رأس السلطة.

وردت "الهيئة العليا للمفاوضات" على هذه النقطة في بيان لها قائلة: "مأساة السوريين الكبرى (...) لا يمكن أن تحل عبر تشكيل حكومة موسعة تحت مظلة النظام، الذي تسبب بمعاناة الشعب".

ودائماً ما نادت موسكو في توحيد "أطراف" المعارضة السورية للجلوس على طاولة واحدة مع نظام الأسد للتفاوض، لكن "الجسم الموحد" للمعارضة الذي تطالب به روسيا، يُراد منه خفض سقف مطالب المعارضة والوصول إلى حد القبول ببقاء الأسد في السلطة.

ومن بين أبرز الأسباب التي دفعت المعارضة للاعتراض على مؤتمر سوتشي (غير مكان انعقاده ورعاية روسيا له)، قائمة المدعوين الذين وجهت إليهم روسيا دعوات لحضور المؤتمر.

اقرأ أيضا: لماذا رفضت "منصة موسكو" المشاركة في اجتماع "الرياض 2"؟




المصدر