“رايتس ووتش” تطالب قمة سوتشي بحماية مدنيي سورية



طالبت (هيومن رايتس ووتش)، في بيانٍ لها، كلًا من روسيا وتركيا وإيران، بجعل حماية المدنيين أولوية عند اجتماعهم في سوتشي، في روسيا اليوم 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. وعدّ البيان الصادر اليوم الأربعاء، بالتوازي مع عقد القمة الثلاثية أن “استهداف التحالف الروسي السوري مناطق مأهولة بالسكان لا وجودَ لهدف عسكري واضح فيها، يعدُّ انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي”.

أكدت المنظمة على ضرورة أن “تلتزم روسيا وسورية، بقوانين الحرب في العمليات العسكرية، واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة، لتجنب وقوع خسائر بصفوف المدنيين، بما يشمل اتخاذ خطوات مناسبة لتبيّن أن المواقع المستهدفة تخدم هدفًا عسكريًا، مع التمييز بين المدنيين والمقاتلين”.

لفت البيان إلى حجم المخاطر التي تواجه المدنيين، في بعض المناطق التي أُدرجت ضمن اتفاق (المناطق الآمنة)، من جرّاء الغارات الجوية الخطيرة التي شنتها روسيا والنظام، وكان آخرها في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، “يوم استهدف القوات الروسية السورية المشتركة سوقًا ومركزًا للشرطة، في بلدة الأتارب بالريف الشمالي لحلب، مع أنها تُعدّ جزءًا من منطقة (خفض التصعيد) الذي أُعلن عنه، في محادثات أستانا في سبتمبر/ أيلول؛ ما أسفر عن مقتل 75 شخصًا على الأقل منهم 7 نساء و5 أطفال و5 أشخاص نزحوا من مناطق أخرى، إضافة إلى 13 ضابط شرطة و3 محتجزين”.

نقلت المنظمة عن نجيب بكور، رئيس فرع الدفاع المدني السوري المحلي، وكان في مكان قريب في أثناء الهجوم، قوله: “إن السوق هو شريان الحياة في الأتارب، وكان يعتقد الجميع أنه آمن، نظرًا إلى وجود اتفاق لتخفيض التصعيد. الناس دائمًا في الشوارع، ويعتقدون أن لا شيء يدعو للقلق”.

راجعت (هيومن رايتس ووتش) 3 مقاطع فيديو، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى صورٍ قدّمها شهود عيان، أظهرت سقوط صواريخ ودخان أسود، كما بيّنت الأضرار التي لحقت بمركز الشرطة، وأظهرت دمارًا يتسق مع قنابل (خارقة للتحصينات)، في حين لم تتمكن المنظمة من العثور على صور لمخلفات الذخائر أو فحصها. ونفى ألكسندر إيفانوف، المتحدث باسم قاعدة حميميم الجوية التي تستخدمها روسيا، “ارتكاب الطائرات الروسية مجزرة في موقع مدني في الأتارب”.

أشار التقرير أيضًا، إلى تصاعد العنف في الغوطة الشرقية، في أثناء إجراء المحادثات، حيث “تعرّضت المنطقة لأكثر من 181 غارة جوية، في الأيام الأربعة الماضية”، وفقًا للدفاع المدني، الذي أكدّ أيضًا “وجودَ 400 ألف مدني في المنطقة واقعين تحت حصار مشدد، يهدّد بالمجاعة ونقص الرعاية الطبية الكافية”، ودعت المنظمة كلًا من روسيا وسورية إلى السماح بتحقيقات مستقلة في هذه الغارات، وإتاحة المعلومات المتوفرة عنها علنًا.

قال نديم حوري، مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في (هيومن رايتس ووتش): “إذا أرادت روسيا برهنة جديتها في حماية المدنيين في سورية؛ فإن عليها بذل جهود إضافية لتجنيب المدنيين غاراتها الجوية، وضمان سماح حليفها في دمشق بوصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة. لكن حتى الآن، فشلت العديد من اتفاقات خفض التصعيد، في تحقيق الحماية الموعودة للسكان هناك”.

وأضاف: “إذا أراد الرئيس بوتين إثبات اهتمامه بالمدنيين؛ فإن عليه الاستفادة من الاجتماع في سوتشي، لتقديم حماية ملموسة لهم”. وكانت روسيا قد أعلنت أن محادثات سوتشي، بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا، ستهدف إلى مناقشة مناطق خفض التصعيد وتسوية الأزمة السورية.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون