صحيفة فزغلياد: بوتين والأسد انتقلا إلى مرحلةٍ جديدة من التسوية



الصورة: kremlin.ru

يكتسب الاجتماع الشخصي، بين فلاديمير بوتين وبشار الأسد، وقد استغرق أربع ساعاتٍ، في مدينة سوتشي، أهميةً إضافية، وخصوصًا أن المدينة نفسها ستشهد، يوم الأربعاء، مباحثاتٍ ثلاثيةً بين قادة روسيا تركيا وإيران. وكان الجانب العسكري قد حظي بالكثير من التركيز، بما في ذلك من جانب دمشق. أما الآن، فالحديث يدور حول الحل السياسي: انتخابات بمشاركة الأسد. كما أشار السيناتور أوليغ موروزوف في حديثه لصحيفة (فزغلياد).

أجرى الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الإثنين في مدينة سوتشي، لقاءً مع الزعيم السوري بشار الأسد، استمر لقاء الزعيمين قرابة أربع ساعاتٍ، كما أشار الناطق الإعلامي باسم الحكومة ديمتري بيسكوف. وعلى عكس الزيارات الرسمية للرئيس السوري (التي يصعب القيام بها لأسبابٍ معروفة)، لم تكن المباحثات عبر الهاتف قليلةً، بين زعيمي الدولتين.

أكد الرئيسان، بالدرجة الأولى، على أن العملية العسكرية في الجمهورية العربية تقترب من نهايتها، ويجب الآن الانتقال إلى العلميات السياسية. “ما زال الانتصار الكامل على الإرهاب بعيدًا بالطبع. ولكن في ما يتعلق بعملنا المشترك في محاربة الإرهابيين، على الأراضي السورية، فإن العملية العسكرية تكتمل بالفعل”، أكد بوتين.

أشار الأسد إلى تحقيق تقدمٍ كبير “على أرض المعركة مباشرةً، كما على المسار السياسي”. وأكد الرئيس السوري أنه قد تم تحرير الكثير من المناطق السورية من المقاتلين، والآن يعود السوريون إلى المناطق وإلى بيوتهم التي هجروها. وأعرب لبوتين عن “امتنان الشعب السوري، لأننا تمكنا من الحفاظ على سلامة واستقلال بلادنا”.

إضافة إلى ذلك، قدم بوتين خلال اللقاء للرئيس السوري قيادةَ وزارة الدفاع والأركان العامة الذين يشاركون في اجتماعٍ، لبحث وسائل البناء العسكري وبرنامج الحكومة لإعادة التسلح. رد الأسد بالتأكيد على أن العملية العسكرية الروسية بالتحديد “هي التي سمحت بدفع عملية التسوية السياسية في سورية”.

المؤتمر السوري ولقاء “ترويكا أستانا”

ناقش الرئيسان أيضًا مبادئ عقد مؤتمر الشعوب السورية في سوتشي، الذي يفترض أن ينعقد في الثاني من كانون الأول، ويُنتظر أن يحضره نحو 1000 مندوب.

نذكر بأن فلاديمير بوتين تحدث عن المؤتمر في 19 تشرين الأول، حيث عبر حينئذ عن الأمل بأن تشمل العملية “جميع المجموعات العرقية والدينية، الحكومة والمعارضة”. وأكد بوتين أن المؤتمر “خطوة مهمة، على طريق التسوية السياسية”. وأضاف بوتين أن المؤتمر سيتيح، فضلًا عن ذلك، “إمكانية إعداد دستورٍ جديد للبلاد”.

عدا ذلك، نذكّر بالحدث المهم، المرتبط مباشرةً بالتسوية السورية، وهو لقاء رؤساء روسيا وتركيا وإيران، وهم الضامنون لمفاوضات أستانا، الذي سيعقد في سوتشي في 22 من الشهر الجاري. وكتمهيدٍ للقاء الرؤساء بوتين، أردوغان وروحاني، وصل إلى سوتشي رئيس أركان الجيش التركي خلوص أكار، حيث يتوقع اجتماعه مع نظرائه الروسي والإيراني فاليري غيراسيموف ومحمد حسين باقري.

اللقاء عزز موافقة الأسد على العملية السياسية

قالت مستشار مدير المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية إيلينا سوبونينا لصحيفة (فزغلياد): “هناك العديد من النقاط التي بحثت في لقاء بوتين والأسد، ونوقشت على مستويات أدنى في أستانا، حيث تستمر عملية التسوية السياسية”. وأشارت: “يكرس اللقاء، كرمزٍ لانتهاء مرحلةٍ معينة، وبالتحديد أولوية العمل على الجبهات”. ولم يكن عبثًا تشديد بوتين عدة مراتٍ، في أثناء اللقاء على عباراتٍ مثل “العملية السياسية”، “التسوية السياسية”. وهذا يعني وجود ضرورةٍ ملحة للمضي قدمًا بهذا المكون وبالإصلاحات السياسية في سورية، أكدت المتحدثة. كما أشار أوليغ موروزوف للصحيفة إلى أن لقاء بوتين والأسد “يؤكد مرةً أخرى الاتفاقات السابقة مع الأسد وموافقته على العملية السياسية”.

ذكّر موروزوف بالفكرة التي تكررت عدة مراتٍ في السابق، بما في ذلك من الجانب السوري: كل شيءٍ سيسير بشكلٍ جيد، عندما يتحقق النصر العسكري، ويتم القضاء على المعارضة والإرهابيين، مؤكدًا: “نحن من أنصار العملية السياسية، ويجب أنْ تتواصل بإشرافٍ دولي على أساس اتفاقات جنيف ذات العلاقة”، أي: ستجري انتخاباتٌ بمشاركة الأسد، الذي يجب أن يوافق على العملية السياسية، أوضح المتحدث للصحيفة.

الأسد يدرك بلا شك الدور الروسي

من المفهوم تمامًا، أن من المهم، بالنسبة إلى بوتين، أن يسمع موقف الأسد من كافة المسائل الرئيسة، وأن يفهم تصوره عن العالم، وكيف يرى التسوية السورية اللاحقة، كي يقارن هذه الصورة بما سيسمعه من قادة تركيا وإيران رجب طيب أردوغان وحسن روحاني، أشارت سوبونينا.

أما في ما يتعلق بمختلف التأويلات بأن بوتين حصل على موافقة الأسد على الخطوات اللاحقة، خلال المباحثات في سوتشي، فقد أكدت سوبونينا: بلا شك، يدرك الأسد الدور الروسي في سورية وفي المنطقة بشكلٍ عام. وفي الوقت نفسه تنظر روسيا بعين الاحترام إلى سورية، وبخاصة من حيث سيادة الدولة، ولا تحمل علاقة الزعيمين نوعًا ما من الكفالة أو تفويض الصلاحيات. إنها “علاقة بين دولتين”.

جرى لقاء بوتين والأسد على خلفية الاتصالات المتواصلة للرئيس الروسي، مع بقية الوسطاء في النزاع السوري من الشرق الأوسط، وكذلك (ترويكا أستانا). وفي اليوم السابق أجرى بوتين اتصالًا هاتفيًا بأمير قطر تميم بن حمد آل ثان، بحث معه أيضًا الأزمة السورية وآفاق التسوية السلمية في سورية.

أشارت سوبونينا إلى أن كل هذا يشير إلى وجود “تنسيق طبيعي بين الحكومة السورية، وهذه الدول، التي تتوسط الآن لحل الأزمة سياسيًا”.

عن ضرورة العمل المتبادل لجميع الأطراف المنخرطة في النزاع السوري، تحدث السناتور موروزوف، الذي ذكر بأن مسألة التسوية السورية هي عملية متعددة الأطراف. ولهذا ليس مصادفةً أن يلتقي بوتين والأسد، قبل يومٍ واحدٍ من زيارة أردوغان وروحاني إلى سوتشي. “انطلقنا في البداية من أنه لن يكون ممكنًا حل المشكلة، من دون أخذ موقف تركيا وإيران بالحسبان”، أكد السناتور.

منذ البداية، كانت إيران حليفًا لنا في الحرب على “الدولة الإسلامية”. كما يلعب العامل التركي دورًا مهما: “في البداية، أظهرت تركيا موقفًا سلبيا للغاية تجاه الأسد. عدا ذلك، تعاني تركيا من المشكلة الكردية، التي ترتبط، بشكلٍ أو آخر، بمسألة وحدة الأراضي السورية، أشار موروزوف، مضيفًا: “لهذا؛ فإن أي استبعادٍ لأحد الأطراف من التركيبة المستقبلية سيعقد المسألة والتسوية السياسية ووحدة الجغرافيا السورية”، ختم السناتور.

اسم المقالة الأصلية Путин и Асад приступили к новому этапу урегулирования в Сирии كاتب المقالة مارينا بولتاشوفا مكان وتاريخ النشر صحيفة فزغلياد. 21 تشرين ثان 2017 رابط المقالة https://vz.ru/politics/2017/11/21/896139.html ترجمة سمير رمان

 


سمير رمان


المصدر
جيرون