لماذا رفضت "منصة موسكو" المشاركة في اجتماع "الرياض 2"؟



السورية نت - ياسر العيسى

أعلن رئيس "منصة موسكو" قدري جميل، أنه أبلغ الخارجية السعودية اعتذار المنصة عن حضور اللقاء الموسع المنعقد في الرياض اليوم الأربعاء، مدعياً أن السبب هو "عدم توافق أثناء اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر حول الأسس والمبادئ التي يجب أن يستند إليها الوفد التفاوضي الواحد، الذي يجب أن يشكَّل نتيجة اللقاء الموسَّع في الرياض".

وبحسب ما جاء في بيان، فقد اعتبرت "منصة موسكو"، أن "محاولة بعض الأطراف المعارضة استغلال اللقاء في الرياض كمنصة للإعلان عن مواقفها وآرائها السياسية الخاصة هو خروج عن الجهد الذي تبذله المملكة العربية السعودية في المساهمة بتشكيل وفد واحد بناءً على توصيات لقاء فيينا، والذي يجب أن تشارك فيه المنصات المشار إليها في قرار مجلس الأمن 2254 وغيرها".

وأدعى جميل، أن بعض الأطراف المشاركة أصرت على فرض مسودة ختامي، تعتبره "منصة موسكو" خروجاً عن نص قرار مجلس الأمن 2254.      

إلا أن "السورية نت" حصلت على معلومات من مصادر في الرياض، تنفي فيها كلام قدري جميل، وتؤكد أن سبب رفض "منصة موسكو" المشاركة، يعود إلى عدم الاتفاق على البند المتعلق برحيل بشار الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية.

وذكرت المصادر، أن "منصة موسكو" تقول، إن وضع هذه الفقرة في البيان الصادر عن "الرياض 2" يعتبر شرطاً مسبقاً قبل بداية المفاوضات، وأن على الوفد المفاوض أن يطرح مسألة رحيل الأسد أثناء عملية التفاوض وليس قبلها، ولذلك لم يحصل أي اتفاق معهم خلال الاجتماعات التحضيرية.

يذكر بأن مؤتمر "الرياض 2"، يهدف إلى تشكيل وفد موحّد يُمثّل هذه المعارضة في محادثات جنيف التي ستبدأ في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني برعاية الأمم المتّحدة، ويُشارك في الاجتماع المبعوث الأممي إلى سوريا "ستافان دي ميستورا".

ويستمرّ اجتماع الرياض 3 أيّام. وتولّت وزارة الخارجيّة السعوديّة توجيه الدعوات، على أن تختار المكوّنات المشاركة فيه ممثليها في الهيئة العليا للمفاوضات التي تنتخب لاحقاً منسّقاً عاماً جديداً، وتختار أعضاء وفدها المفاوض إلى جنيف.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات التقت في العاصمة السعودية الرياض في أغسطس/ آب الماضي مع ممثلين عن منصتي "القاهرة وموسكو"، في محاولة لتشكيل وفد موحد للمعارضة السورية.

لكن "منصة موسكو" رفضت الإقرار بأي نصٍّ يشير إلى مطلب الشعب السوري برحيل بشار الأسد، وأن لا يكون له أي دور في السلطة الانتقالية، إضافة إلى مطالب منصة موسكو بالإبقاء على دستور 2012 مع بعض التعديلات، وهو الأمر الذي رفضت الهيئة العليا الموافقة عليه.

وتتبنى منصة "موسكو" سياسة الروس للحل في سوريا، وأهمها نسف القرارات الأممية التي تؤكد على تشكيل هيئة حكم انتقالي تفضي بالنهاية إلى رحيل الأسد عن السلطة، ولذلك سعت موسكو مؤخراً إلى عقد مؤتمر للنظام والمعارضة في مدينة "سوتشي" الروسية، وكان من أهدافه بحث تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت قيادة الأسد، وتشكيل دستور سوري جديد يمكن الأسد من البقاء بالسلطة.

وفي وقت سابق، قال رياض حجاب الذي استقال من منصبه كمنسق عام للهيئة العليا للمفاوضات، إن "منصة موسكو صنيعة مخابرات النظام ولا مشكلة لديها مع الأسد، ولذا فهي ليست معارضة".

وأطلق معارضون سوريون أمس الأول الاثنين، حملة ترفض مشاركة "منصة موسكو" المدعومة من قبل روسيا في مؤتمر المعارضة السورية في الرياض.

وبحسب ما جاء في بيان رسمي للحملة والموجه للمؤتمرين السوريين في الرياض، فإن خطاب "منصة موسكو" لم يتوافق أبداً مع ما خرجت له الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، مشيراً إلى أنها (منصة موسكو) ما زالت متمسكة بموقفها من عدم الحديث عن رحيل بشار الأسد، "غير مبالين بما يحصل للشعب السوري، بل ومشاركين في تشريع قتله".

وأكد المنتسبون للحملة في بيانهم، بأنهم يرفضون مشاركة المنصة في أي جسم ينتج عن المعارضة، ورفض أي بيان لا يتضمن إزاحة الأسد وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.

ونشرت الحملة في هذا الإطار، هاشتاغ "نرفض منصة موسكو" على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، ولقيت تجاوباً من مئات الناشطين والصحفين والحقوقيين والكتاب، إضافة إلى تأييد من ضباط منشقين ومقاتلين في المعارضة.

اقرأ أيضا: الخارجية الأمريكية تعلّق على صورة "معانقة" بوتين للأسد




المصدر