السعودية تترأس الاجتماع الأول للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب



السورية نت - رغداء زيدان

ترأس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض اليوم الاجتماع الأول لتحالف إسلامي عسكري "لمحاربة الإرهاب" أُعلن عن تأسيسه قبل عامين وتتركز نشاطاته على التنسيق الاستخباراتي والمالي والعسكري والسياسي.

وبدأ التحالف الذي تغلب على أعضائه الدول ذات الأكثرية السنية اجتماعه في وقت تشهد العلاقات السعودية الإيرانية توتراً متصاعداً، بينما تقترب المعارك ضد الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق من نهايتها.

وقال ولي العهد السعودي في افتتاح الاجتماع الأول لدول "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" إن "الإرهاب في السنوات الماضية كان يعمل في جميع دولنا، وأغلب هذه المنظمات تعمل في عدة دول من دون أن يكون هناك تنسيق قوي وجيد ومميز بين الدول الإسلامية".

وأضاف الأمير الذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع "اليوم هذا الشيء انتهى بوجود هذا التحالف".

وتابع أمام وزراء دفاع ومسؤولين عسكريين: "اليوم ترسل أكثر من 40 دولة إسلامية إشارة قوية جداً بأنها سوف تعمل معاً وسوف تنسق بشكل وثيق جداً لدعم جهود بعضها بعضاً سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو السياسي".

وكان أَعلن عن تأسيس التحالف في ديسمبر/كانون الأول2015  بمبادرة من الأمير محمد. وتقول الرياض إن التحالف يضم 41 دولة، بينها أفغانستان والإمارات وباكستان وتوغو والصومال ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن وتركيا وماليزيا ونيجريا.

كما يضم التحالف، بحسب قائمة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السعودية، قطر التي قطعت المملكة علاقاتها الدبلوماسية معها على خلفية اتهامها بدعم "الارهاب" في يونيو/حزيران الماضي. إلا أن منظمي المؤتمر أكدوا أن قطر ليست ممثلة في اجتماع اليوم.

ووضعت في قاعة الاجتماع أعلام كل الدول الأعضاء باستثناء العلم القطري. ولا تشمل قائمة الدول الأعضاء ايران وسوريا والعراق.

حتى يختفي

يناقش أول اجتماع للتحالف "الاستراتيجية العامة" والآليات المنظمة "لعملياته ونشاطاته ومبادراته المستقبلية في الحرب على الإرهاب"، ضمن أربعة مجالات هي "الفكرية والإعلامية ومحاربة تمويل الإرهاب والعسكرية"، وفقاً للمنظمين.

وقال الأمير محمد إن "العديد من المبادرات" في هذا السياق سيتم الإعلان عنها، مضيفاً: "اليوم بدأت ملاحقة الإرهاب (...) ونؤكد أننا سوف نبقى وراءه حتى يختفي تماماً من وجه الأرض".

ويتولى القائد السابق للقوات الباكستانية الجنرال المتقاعد راحيل شريف قيادة الجناح العسكري للتحالف الذي سيقوم بإدارة نشاطاته وتنسيقها انطلاقاً من مركز في الرياض.

وقال شريف في الاجتماع الافتتاحي إن "المجال العسكري يهدف إلى تنسيق وتأمين الموارد، وتيسير عمليات تبادل المعلومات العسكرية بصورة آمنة، وتشجيع الدول الأعضاء على بناء القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب".

وانعقد الاجتماع في وقت تشهد العلاقة بين السعودية وخصمها الأكبر إيران توتراً كبيراً حول العديد من الملفات وخصوصاً الحرب في اليمن وسوريا، إضافة إلى الملف اللبناني.

وتتهم الرياض طهران بدعم تنظيمات مسلحة في الشرق الأوسط بينها "حزب الله" في لبنان والتمرد الحوثي في اليمن حيث تخوض المملكة على رأس تحالف عسكري حرباً ضد هؤلاء المتمردين منذ مارس/آذار 2015.

وتعتبر السعودية إيران "اكبر دولة راعية للإرهاب في العالم". وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت قبل أيام، شبّه ولي العهد السعودي مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله "علي خامنئي" بالزعيم النازي الراحل "أدولف هتلر، معتبراً أن "سياسة الاسترضاء" لا تجدي نفعاً مع طهران.

كما يأتي الاجتماع في وقت تشارف المعارك الكبرى مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق على الانتهاء.

وكثفت السعودية في السنوات الأخيرة سعيها لإظهار أدوارها في مجال مكافحة الجماعات المتطرفة. والمملكة عضو في التحالف الدولي لمحاربة "تنظيم الدولة"، وكانت دشنت مركزاً لمحاربة التطرف خلال زيارة للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في مايو/أيار الماضي.

اقرأ أيضا: الأركان الفرنسية: سنعدل عملياتنا في سوريا والشرق الأوسط والساحل الإفريقي




المصدر