جنيف يبدأ غدًا وسط توقعات منخفضة التفاؤل

27 نوفمبر، 2017

تبدأ مفاوضات جنيف السورية، غدًا الثلاثاء، وسط سقف توقعات منخفض، نتيجة عدم وجود نية حقيقية للنظام وحلفائه للتفاوض بشأن القضايا الجوهرية، إضافة إلى أن مسارات التفاوض تحولت إلى أدوات للحفاظ على مصالح القوى الإقليمية والدولية، بعيدًا عن مصالح وأهداف الشعب السوري وثورته، وفق ما يؤكده العديد من المحللين السياسيين.

يقول الكاتب حسن النيفي: “لا توجد معطيات تشير إلى إمكانية حصول أي تقدم، في لقاء جنيف المقبل؛ لأن نظام الأسد لن يُقدِم على التفاوض أو التعاطي مع القضايا الجوهرية، كمسألة الانتقال السياسي”، وأضاف في حديث لـ (جيرون) أن النظام “سيحاول استئناف كسب الوقت، أملًا منه بالسيطرة على الغوطة والمزيد من الأراضي الأخرى، بمعنى أن إحراز أي تقدم في المفاوضات مرهون بجدية النظام والتزامه بالقرارات الدولية. حتى الوقت الراهن لا يوجد أي مؤشر على نية كهذي، لدى النظام”.

من جانب آخر، قال محمد سليمان دحلا، رئيس الأمانة العامة في غوطة دمشق: إن “مسار الحل السياسي ومسارات التفاوض محكومة بالتفاهمات الأميركية الروسية، ويبدو أنها لم تصل إلى مخرجها النهائي”، معتبرًا في حديث لـ (جيرون) أن “ليس للسوريين على الجانبين، في تلك المسارات، أيّ دور سوى شهادة الزور والحضور الشكلي، وتلك المؤتمرات -بما فيها جنيف- لا تعدو أن تكون حلقات ضمن مسلسل المهل التي أُعطيت للنظام المجرم الذي يؤدي دوره الوظيفي، ليواصل تنفيذ هوايته بالقتل والتهجير والتدمير؛ لتسهل على القوى العظمى إقليميًا ودوليًا إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط الجديد، تبعًا لموازين القوى على الأرض”.

أضاف: “الحل السياسي في سورية -مع الأسف- بات مرهونًا بتفاهمات الدول الكبرى الإقليمية والدولية، على اقتسام المصالح والمكاسب فيما بينها، وبالتالي تبقى المفاوضات مجرد آليات، لإخراج ذلك الحل المرتقب لا أكثر”.

يرى دحلا أن بيان اجتماع (الرياض 2) الختامي “تضمن -ظاهرًا- كل الثوابت والمرجعيات للحل السياسي، لكنه صاغها بطريقة ديبلوماسية حمّالة أوجه، بحيث تكون كل فقرة من تلك الفقرات خاضعة للتفاوض المديد، وليست مسلمات أو ثوابت (شروط مسبقة)، والتفاوض -كما هو معلوم- ترتبط نتائجه بميزان القوى على الأرض، وهو مختل بشدة لصالح الاحتلال الروسي أولًا، والإيراني ثانيًا، وبالتالي لا أرى في (الرياض 2) إلا مقدمة لـ (سوتشي 1)، وفصلًا جديدًا من مسرحية متكاملة، تتوالى فصولها لكسر إرادة الثائرين السوريين وإجهاض الثورة وتعويم الثورة المضادة”.

يرى النيفي أيضًا أن “كل المعطيات تشير إلى أن مجمل التوافقات الإقليمية والدولية تتماهى إلى حد بعيد مع الرؤية الروسية للحل، ولكن السؤال الجوهري هو إلى أي مدى يستطيع الوفد التفاوضي السوري الحفاظ والصمود، أمام الضغوطات الإقليمية والدولية”.

تابع: “أعتقد أن الوضع الدولي والإقليمي والوضع الميداني داخل سورية ناضج، للدخول في مفاوضات متكافئة، وهذا ما يفسر استعجال الروس إلى سوتشي، لاستثمار جميع نقاط القوة التي حققوها خلال الفترة الماضية، في ظل عدم وجود موقف أميركي أوروبي، يعارض التوجهات الروسية”. (م.ش).

جيرون
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون