إيران تمضي بنشر التشيع في دير الزور.. وهذه وسائلها لتطبيق أهم مشاريعها بسوريا

29 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2017
7 minutes
السورية نت – شادي السيد

شادي السيد – خاص السورية نت 

تواصل إيران تنفيذ مشاريعها في سوريا، عن طريق ترسيخ نفوذها بالمناطق التي هجر نظام بشار الأسد والميليشيات الإيرانية سكانها، أو التي سيطروا عليها مؤخرا من تنظيم “الدولة الإسلامية” في مسعى منها لنشر التشيع بين الأهالي وكسب ولائهم.

وتمضي إيران عبر ميليشياتها ووكلائها من السوريين بمشروعها القائم في تشييع مناطق في محافظة دير الزور بعد طرد “تنظيم الدولة” منها مؤخرا.

عمار شهاب من سكان مدينة دير الزور وعلى اطلاع واسع بمشروع التشيع الذي تمضي به إيران في المحافظة سلط الضوء في حديث لـ”السورية نت” عن جانب من عمليات إيران في نشر المذهب الشيعي بين أبناء العشائر السنية، مستغلة وسائل عديدة أبرزها الحاجة المادية و تسيير احتياجات الأهالي من معاملات رسمية في أجهزة الدولة ومنح السلطة، مستفيدة من التغلغل والنفوذ الكبير للمسؤولين الإيرانيين في مؤسسات الدولة في ظل حكم آل الأسد.

دور نواف البشير

شهاب أوضح أن إيران اعتمدت على شخصيات قيادية ووجهاء معينين من أبناء عشائر دير الزور لتنفيذ أجنداتها، أبرزهم نواف البشير أحد مشايخ قبيلة البقارة والذي أعلن ولائه لطهران.

وأشار أن البشير يلعب دور في تنفيذ الأجندات الإيرانية من خلال استغلال حاجة أبناء عشيرته للمال والنفوذ كونه أحد وجهاء العشيرة في استقطاب أبنائها.

ونقلت وكالة “الأناضول” مؤخرا أن البشير يشرف على ميليشيات من العشائر العربية  تتولى إيران تدريبها وتمويلها، مشيرة أن عملية تدريب الميليشيات تتواصل من قبل قادة من “الحشد الشعبي” العراقي الموالي لإيران.

وكانت أعلنت عشرات الشخصيات العسكرية والمدنية من أبناء العشائر العربية في الشمال السوري، براءتها كقبائل عربية سنية من شخص البشير وكل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال ومن كل شخص يتعامل معه، مؤكدين أنه لا يمثل سوى شخصه، وأن ظهوره “المخزي” على قناة “العالم” الإيرانية، وإعلانه انضمامه للمحور الإيراني ومشاريعه التخريبية بعد أن نجحت طهران في تجنيده ضمن مشروعها، ليكون موطئ قدم لها في منطقة الجزيرة العربية، في محاولة لوصل “الحشد الشيعي” في العراق بـ”حزب الله” في لبنان.

المستشارية الإيرانية والحصار

شهاب أكد لـ”السورية نت” أن إيران استغلت عبر الموالين لها، حالة الحصار التي فرضها “تنظيم الدولة” على أحياء دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام (الجورة والقصور) لكسب ولاء الأهالي وجرهم للدخول في المذهب الشيعي.

ونوه المصدر أن حيدر العارفي المسؤول المستشارية الإيرانية لعب دور كبير في التأثير على سكان تلك الأحياء، خصوصا أن جزء منهم يعتبر من الموالين للنظام ما يسهل موقف المسؤولين الإيرانيين.

وأظهرت لقطات تداولها ناشطون من دير الزور رايات طائفية إلى جانب العلم الإيراني ورايات “الحشد الشعبي” في المناطق التي دخلتها الميليشيات الإيرانية في مدن البوكمال والميادين بعد انسحاب “تنظيم الدولة” مؤخرا، وأكد الناشطون أن عناصر الميليشيات رفعوا رايات على مساجد البوكمال وتخللها أناشيد طائفية.

و عمدت إيران إلى إرسال مساعدات غذائية بعد سيطرة ميليشياتها على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور بحجة دعم الأهالي، حيث عبر عنها ناشطون من المحافظة أنها وسيلة لكسب ود الأهالي خصوصا في ظل الحالة الاقتصادية المتردية التي يعيشوها .

تاريخ التشيع بدير الزور

ونوه شهاب أن تاريخ إيران في نشر المذهب الشيعي في دير الزور ليس بجديد، حيث بدأت طهران  منذ تاريخ 1988، في تنفيذ مخططاتها مستغلة تركيزها على مناطق جغرافية وقرى معينة ترتبط إداريا بمدينة دير الزور أبرزها قرى حطلة و مراط، حيث لعبت جمعية الإمام المرتضى وكان يترأسها جميل الأسد شقيق رأس النظام السابق حافظ الأسد دورا كبيرا في نشره.

وأشار المصدر أن الجمعية اعتمدت التركيز على حاجة الناس المادية في تلك القرى والخوف من الأجهزة الأمنية ومنح السلطة، حيث تم لجوء عدد من أبناء قرى حطلة ومراط للتشيع وبناء حسينيتين (مراكز للعبادة خاصة بالمذهب الشيعي) فيها.

بعد عام 2000م زاد أعداد المنتسبين للمذهب الشيعي،  ليتم بناء 3 حسينيات أخرى 2 منها تم إنشاؤها عن طريق دعم أشخاص من شيعة الكويت وأخرى من المستشارية الإيرانية بدمشق.

الأولى في قرية الصعوة وأخرى في قرية حوايج بومصعة بالريف الغربي الشمالي لمدينة دير الزور والذين يتبعون لعشيرة البكارة، مستغلين الحالة المادية المتردية للأهالي، حيث تعتبر هذه القرى من أفقر المناطق بدير الزور.

ونوه المصدر أنه في ذلك الوقت شهدت حالة من الرفض الشعبي لتلك الظاهرة، لكن الخوف من بطش الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد أجبر الأهالي لعدم الحراك أو الوقوف بشكل مباشرة لمنعها.

المسؤولون الإيرانيون ارتكزوا على عدة نقاط في استقطاب الأهالي للمذهب الشيعي، أبرزها الحاجة المادية كما ذكرنا سابقا إلى جانب انتشار الأمية في أجزاء من قرى دير الزور ونفوذ المسؤولين وقدرتهم داخل المؤسسات الحكومية بسوريا.

وأشار شهاب أنه تم رصد عدة حالات لتشييع الأهالي لقاء إخراج معتقل من سجون النظام وتأمين خدمات من مؤسسات الدولة ومنح المتشيع مال وسلطة ضمن النظام على أقرانه وأبناء قريته.

أيضا لعبوا على وتر النسب في بعض الأحيان من خلال التركيز على عشائر بعينها كـ”البقارة” بحجة أنهم يعودون لنسب محمد الباقر (الإمام الخامس عند الشيعة الإمامية)، إضافة لكون العشيرة لديها امتداد للعراق وجزء كبير من أبنائها ينتمون للمذهب الشيعي.

يشار أن طهران سبق أن عملت على نشر التشيع في مناطق من حمص وحماة إلى جانب مناطق بدمشق وريفها كحي السيدة زينب ومناطق بداريا متبعة أساليب مشابهة كالتي تتبعها بدير الزور.

اقرأ أيضا: دي ميستورا يجتمع بوفد النظام في جنيف.. والمعارضة تواصل المشاورات

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]