جان كرد في روايته “حزن الأميرة الميتانية”

29 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2017
4 minutes

صدرت عن (دار أوراق) القاهرة، رواية جديدة للكاتب الكردي السوري جان كورد، وهي بعنوان (حزن الأميرة الميتانية دوتي خيبا) في 436 صفحة من القطع الوسط، بطباعة فاخرة. ما يميز رواية الكاتب هو أنها تُعدّ من تلك الروايات التي تناولت أحداثًا هائلة، ومساحات تاريخية جغرافية واسعة. إذ تبدأ الرواية من خلال قيام أحد أبطالها: “لاوي هوري”، ومرافقه المحارب، برحلة البحث عن حفيد الملك الميتاني، منطلقين من العاصمة “واشوكاني”، وهي منطقة “سري كانيي”/ رأس العين، في سورية الحالية، متوجهين صوب مصر، بتكليف من ملك ميتان الذي علم بقيام نفرتيتي زوجة أخناتون بتبديل حفيده بطفلة، آمرة بإلقاء هذا الطفل في عرض البحر، إلا أن ذلك الشخص المكلف بالمهمة لا ينفذها، بل يأخذ الطفل إلى أحد أماكن مكاتب دفن الموتى، بالقرب من طيبة (ومن المعروف أن المصاهرة، بين فرعون مصر وملك الميتانيين، قد تمت درءًا للحرب، وكانت ابنة الملك الميتاني في الرابعة عشر من عمرها)، وبعد مغامرة هائلة، من البطل ومرافقه المقاتل خارق القوة، بالمرور في ديار الحوثيين والكنعانيين؛ يصل البطل إلى مصر، ويلتقي ابنة الملك التي فُجعت بطفلها، وتعاني ألم الغربة والحنين إلى الوطن، فيريها إحدى ألعاب طفولتها التي أهدتها إلى ابنة ملكٍ آخر، ما يجعلها تثق برسول أبيها، لتتم عودتهم جميعًا ومعهم الطفل، ويتمّ ذلك بعد تعرض البطل ومرافقه للسجن في “مملكة الجن”، والهروب منه إلى عاصمة الفينيقيين، وغير ذلك من الأحداث المهمة.

يلاحظ قارئ الرواية -بالرغم من عنصر الحكاية المثير والمشوق، حيث سلسلة المغامرات وتصاعد خط الدراما- أن هناك تشريحًا لحضارات المنطقة، وصراعاتها، وعوالم الحروب وحمام الزاجل، ربما بداعي إسقاطه على الدائر حاضرًا، وكدليل على ذلك، تناول المؤلف الموضوع الموسع للصراع، بين الكهنة والفرعون الذي يدعو إلى عبادة الإله الواحد.

من بين ما هو معرفي في الرواية، أن الكاتب جان كورد يبيّن أن “نفرتيتي” مصرية، وابنة ضابط مقرب من الفرعون، وأن ضرتها دوتي خيبا أي “الابنة الجميلة” بالكردية هي الميتانية.

على الرغم من أن الرواية ليست تاريخية، بل هي مزيج من الخيال والتاريخ -كما يشير المؤلف في بداية الكتاب- فإن المؤلف استطاع أن يسلط الضوء على معلومات تاريخية زاخرة، تتعلق بحضارات المنطقة، ودياناتها، وعقائدها، وهكذا بالنسبة إلى العلاقات السائدة، بما يذكر ببعض أمّات الروايات العالمية، والتي تقدم الكثير مما هو معرفي على امتداد مساحات كتابية واسعة، ومن هذه الروايات -على سبيل الذكر لا الحصر- (أعمدة الأرض) لكين فوليت، و(اسم الزهرة) لأمبرتو إيكو، و(ميديكوس) للأميركي نوح غوردون، و(عودة الملك) لـ ج. ر. ر. تولكين…

الجدير بالذكر أن جان كورد من مواليد ميدانكي- عفرين في سورية 1948، وقد تعرض للاعتقال مرات عديدة من قبل النظام السوري، قبل أن يلجأ إلى ألمانيا التي يقيم فيها منذ حوالي ثلاثين عامًا، وهو أحد الكتاب الذين نشروا، بالكردية والعربية، منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، وقد صدر له ما يزيد عن عشرين كتابًا، خلال السنوات الماضية، وتتوزع كتبه ما بين الشعر والرواية والدراسة والتأليف والترجمة.. إلخ.

صمم الغلاف الفنان والكاتب والروائي يحيى السلو.

لوحة الغلاف: لوحة تراثية تمثل مقاتلًا كرديًا.

إبراهيم اليوسف
[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون