مروحي روسي- تركي.. طريق غازي عنتاب- حلب إلى الواجهة
29 تشرين الثاني (نوفمبر - نونبر)، 2017
أثار تحليق ثلاث مروحيات (روسية- تركية) على علوٍّ منخفض، في ريف حلب الشمالي، دون أن تعترض طريقها المضادات الأرضية لفصائل المعارضة في المنطقة، ردات فعل متباينة، حول الهدف من تحليقها في المنطقة الممتدة بين مدينة الباب وبلدات وقرى في ريف حلب الشمالي.
قال العقيد هيثم العفيسي، نائب رئيس هيئة الأركان في الحكومة السورية المؤقتة، لـ (جيرون): إنّ “فصائل المعارضة كانت على علم مسبق، بمهمات المروحيات الثلاث، إنها تقوم بجولة استطلاعية، حول تحركات قوات (قسد) في المنطقة”، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل حول تبعية تلك المروحيات.
حاولت (قسد) التغطية على المهمات الاستطلاعية للمروحيات، التي دأب الروس والأتراك على تنفيذها الأسبوع الماضي، من خلال زعم الناطق باسم الميليشيا “نوري محمود” أن فصائل المعارضة أسقطت مروحية، في منطقة “تل مصيبين”، قرب بلدة حيان في ريف حلب الشمالي، وهو ما نفاه أبو محمود مارع، القيادي في فصائل الجيش الحر، وقال لـ (جيرون): إنّ “المروحيات مرّت بسلام إلى نقاط الاستطلاع التي نصبتها القوات التركية، في جبل الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي، لمراقبة تحركات ميليشيا (قسد) في محيط مدينة عفرين”.
تحليق المروحيات، مؤخرًا، في المنطقة الممتدة، بين مدينة الباب في ريف حلب الشرقي الخاضع لسيطرة فصائل (درع الفرات)، والمنطقة الواقعة خارج اتفاقات (خفض التصعيد)، والمتمثلة في عدد من المدن والبلدات في ريف حلب الشمالي (حريتان، عندان، وحيان.. وغيرها) الخاضعة لسيطرة (هيئة تحرير الشام)، لتحط في جبل الشيخ عقيل في ريف المدينة الغربي، فتح الباب واسعًا، أمام أسئلة تتعلق بالغاية من ذاك التحليق، وخصوصًا في مناطق غير مشمولة بالاتفاقات الدولية.
رأى يحيى نعناع، محافظ حلب الحرة الأسبق، أنّ تحليق المروحيات، يأتي عقب إنهاء مباحثات (سوتشي) الثلاثية بين زعماء (تركيا، روسيا، وإيران)، وقال لـ (جيرون): “إن الهدف من تحليق المروحيات هو استكشاف المنطقة عن قرب، ومراقبة وإمكانية فتح طريق (حلب -غازي عنتاب)”، مؤكدًا أن “ريف حلب الشمالي أصبح اليوم بيضة القبان، بالنسبة إلى اتفاق (خفض التصعيد)”.
في السياق ذاته، ربط مصدر مسؤول في المعارضة السورية، فضّل عدم نشر اسمه، بين تحليق المروحيات، وتسليم ميليشيا (قسد) مطار منغ في ريف حلب الشمالي، إلى القوات الروسية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وبين تأمين طريق عنتاب الدولي الواصل بين (مدينة حلب- معبر باب السلامة)، وقال لـ (جيرون): إنّ “هناك اتفاقًا بين تركيا وروسيا على تأمين الطريق الدولي، من خلال نشر نقاط مراقبة مشتركة على طول الطريق”.
وأضاف: “من أهم ما جاء في اتفاقات (خفض التصعيد)، تأمين الطرق الدولية بين أطراف الصراع السوري، وبرز ذلك جليًا من خلال الاتفاق الأخير، بين فصائل المعارضة وقوات النظام، على إعادة تفعيل أوتوستراد (مورك) الدولي بريف حماة، إضافة إلى إصرار النظام على الخروج بضمانات من فصائل المعارضة في ريف حمص الشمالي؛ لتأمين الطريق الرئيسة مع العاصمة دمشق”.
يتناغم ما سبق، مع التحركات السياسية للجانبين: الروسي والتركي، وكذلك زيادة التعاون العسكري على الأرض بين الجانبين، وقد برز بشكل لافت على الأرض في شمال حلب، من خلال اجتماعات متعاقبة لضباط الجانبين في مطار (منغ)، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والشيخ عقيل مؤخرًا.
يأتي ذلك، في سياق الضغط التركي على الروس، لإبعاد نفوذ ميليشيا (قسد) في عفرين، مقابل حصول الروس على ضمانات تركية، بإعادة تفعيل أوتوستراد (غازي عينتاب)، وهو ما تجلى على الأرض، من خلال عدم اعتراض فصائل المعارضة في المنطقة على تحليق المروحيات الروسية فيها، وعدم استهدافها برشاشات 23 القادرة على إسقاط المروحيات على علو منخفض.
جيرون
[sociallocker]
جيرون