خبر موته تصدر الصحف.. تحقيقات حول كيفية انتحار مجرم حرب كرواتي أثناء محاكمته



السورية نت - رغداء زيدان

فتحت السلطات الهولندية تحقيقاً لمعرفة كيف تمكن مجرم حرب كرواتي سابق من تهريب سم إلى قاعة المحكمة في لاهاي ليقتل نفسه خلال جلسة استئناف بثت على الهواء.

ولفظ "سلوبودان برالياك"، 72 عاماً، أنفاسه الأخيرة في مستشفى أمس بعد فترة وجيزة من تناوله سماً في قارورة صغيرة، زاعماً أنه بريء.

وتناول "برالياك" السم بعدما أيدت محكمة الاستئناف حكماً سابقاً بسجنه 20 عاماً لإدانته بارتكاب جرائم حرب في البوسنة.

وقد نظم بعض كروات البوسنة وقفات احتجاجية للتضامن مع "برالياك" الذي يعتبرونه بطلاً.

وشن رئيس الوزراء الكرواتي، "أندريه بلينكوفيتش"، هجوماً لاذعاً على المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي كانت تحاكم "برالياك".

وكان من المفترض أن تنهي قرارات محكمة الاستئناف ضد "برالياك" وخمسة متهمين آخرين عمل المحكمة الذي امتد لأكثر من 20 عاماً.

كيف مات؟

وبعد ثوان من سماع أن استئنافه قد رُفض، قال الجنرال السابق: "سلوبودان برالياك ليس مجرم حرب، وأنا أرفض حكم المحكمة".

ثم شرب من قارورة بنية اللون، وقال: "لقد تناولت سُماً".

وقرر قاضي المحكمة تعليق الجلسة، ونُقل "برالياك" إلى المستشفى.

وقال المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، "نيناد غولفسيفسكي"، إنه "سرعان ما شعر بالإعياء" ولفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى، مشيراً إلى أنه لا يمكنه أن يجزم بما كان موجوداً داخل الزجاجة.

وفى بيان مقتضب، قال الادعاء الهولندي إن التحقيق سينظر في "الانتحار بمساعدة الغير وانتهاك قانون الأدوية".

وسيعمل التحقيق على معرفة الشخص الذي أعطاه السائل القاتل، وما طبيعة المادة التي كانت داخل الزجاجة، وكيف تمكن من تهريبها إلى ما يفترض أنه قاعة محكمة خاضعة لإجراءات أمنية مشددة، حسب مراسلة بي بي سي في لاهاي، "آنا هوليغان".

من هو برالياك؟

رغم أنهما كانا حليفين ضد صرب البوسنة خلال الحرب الأهلية في الفترة بين عامي 1991 و1995، قاتل كروات البوسنة والمسلمون بعضهما البعض لمدة 11 شهراً، ووقعت أشرس تلك المعارك في مدينة موستار.

وأدين "برالياك" في عام 2013 بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء قيادة القوات الكرواتية البوسنية.

ولم يبذل أية جهود جدية لوقف جنوده الذين يقاتلون المسلمين في صيف عام 1993، حسبما ذكرت المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة

وفشل في اتخاذ إجراءات بشأن المعلومات التي تفيد بأن عمليات القتل كان مخطط لها، فضلاً عن الهجمات على أعضاء منظمات دولية وتدمير الجسر القديم التاريخي والمساجد بمدينة موستار.

وقبل الحرب الأهلية، كان "برالياك" يعمل منتجا تليفزيونياً وسينمائياً.

وقال رئيس الوزراء الكرواتي، "أندريه بلينكوفيتش"، إن وفاته تعكس "ظلماً أخلاقياً عميقاً تجاه ستة كروات مدانين من البوسنة وتجاه الشعب الكرواتي".

وفى البوسنة، قال "دراغان كوفيتش"، العضو الكرواتى فى المجلس الرئاسي الثلاثي في البوسنة والهرسك، إن انتحاره أظهر "التضحية التي كان مستعداً للقيام بها" لكي يُظهر أنه ليس مجرم حرب".

واهتمت الصحف الكرواتية والبوسنية بخبر انتحاره، وأفادت وكالة رويترز للأنباء بأن حوالى ألف من كروات البوسنة تجمعوا في إحدى ساحات مدينة موستار في وقت متأخر مساء أمس على ضوء الشموع تضامنا مع "برالياك".

وأقيم قداس تكريماً له في كاتدرائية الروم الكاثوليك، ولف رواد الكنيسة أنفسهم بالأعلام الكرواتية.

وقال "داركو درماك"، الذي شارك في الحرب: "جئت إلى هنا لدعم جنرالاتنا ولأعبر عن احترامي للجنرال برالياك الذي لم يتحمل الظلم وإصدار حكمه النهائي". وأضاف: "إنه فخرنا وبطلنا".

ولا تزال مدينة موستار وكل البوسنة والهرسك مقسمة على أساس عرقي.

وخلال جلسة أمس، حكمت المحكمة الجنائية الدولية، على رئيس الوزراء السابق لما يسمى بجمهورية كروات البوسنة والهرسك، الرئيس السابق لمجلس الدفاع الكرواتي في البوسنة والهرسك "جادرانكو برليتش"، بالسجن 25 عاماً.

وقضت المحكمة المذكورة بالسجن 20 عاماً بحق وزير الدفاع السابق لكروات البوسنة والهرسك "برونو ستويتش"، و20 عاماً ضد الجنرال السابق في قوات كروات البوسنة "سلوبودان برالياك"، و20 عاماً بحق نائبه "ميليفوي بيتكوفيتش".

كما حكمت بالسجن 16 عاماً على قائدة وحدة الشرطة في مجلس الدفاع الكرواتي "فالنتين كوريك"، و10 أعوام بحق المسؤول عن تبادل الأسرى "بيريسلاف بوسيتش".

وأدانت المحكمة المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهاك القوانين وأعراف الحرب، بالإضافة إلى خرق اتفاقيات جنيف، خلال حرب البوسنة (ما بين مارس/ آذار 1992 ونوفمبر/ تشرين الثاني 1995).

اقرأ أيضا: موسكو: تحضيرات جارية لسحب قواتٍ روسية من سوريا




المصدر