ريف حلب الشمالي.. الرهان على استيعاب 170 ألف طالب



يشهد القطاع التعليمي، في منطقة (درع الفرات)، ازدهارًا ملحوظًا؛ بعد أن تمكّن الجيش السوري الحر، بدعمٍ من الجيش التركي، من تحرير مدن جرابلس وأعزاز والباب، في الريف الشمالي لمحافظة حلب، من تنظيم (داعش)؛ الأمر الذي سمح لنحو 152 ألف طفل سوري، بالعودة إلى مقاعدهم الدراسية، مع انطلاق العام الدراسي الحالي 2017/ 2018.

نقلت وكالة (الأناضول) عن علي رضا ألتونال، مدير دائرة (تعليم مدى الحياة) في وزارة التربية التركية، تصريحاته: “كنّا أمام وضعٍ مخيف، لكننا بدأنا بتجهيز المدارس الأقل ضررًا، بالمقاعد والكراسي والطاولات والتجهيزات الأخرى، ومع حلول حزيران/ يونيو الماضي، فتحنا أبواب 103 مدارس أمام الطلاب، وقد استُكمل تجهيز 458 مدرسة إلى الآن”، متوقعًا أن “يرتفع عدد الطلاب إلى نحو 170 ألفًا، حتى منتصف العام الدراسي الحالي”.

بيّن المسؤول التركي أن “عدد المدارس الابتدائية والإعدادية قليلة، في مناطق (درع الفرات)، مع نقصٍ كبير في عدد المدارس الثانوية؛ بسبب تفجير أو حرق تنظيم (داعش) لعددٍ كبير من المدارس، فضلًا عن إفراغ محتويات مدراس أخرى”. وأشار إلى “وجود 10 برامج تعليمية، تخصّ الطلاب الذين لم يتلقوا التعليم البتة، ومن أجل المتخلّفين عن الدراسة، في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وتهدف إلى دمجهم في العملية التعليمية”.

بالنسبة إلى الكوادر التعليمية، أوضح ألتونال أن “كافة طواقم التعليم هم من السوريين، وأن مدرّسي اللغة التركية هم من التركمان أو العرب المتقنين للغة التركية، وقد تمّ تعيينهم بعد إجراء الاختبارات اللازمة لهم”، لافتًا إلى “اختيار 320 مدرسًا للغة التركية من أصل 500 متقدم”، نافيًا “وجودَ خطة لإرسال مدرسين أتراك إلى مناطق (درع الفرات)”.

من جهة ثانية، قال مصطفى الجاسم، رئيس المكتب التعليمي في جرابلس، لـ (جيرون): “تسير العملية التعليمية في مناطق (درع الفرات) بشكلٍ جيد وخطًى ثابتة، حيث تم افتتاح ما يزيد عن 100 مدرسة، تتوزع ما بين الريف والمدينة، إضافة إلى اعتماد 11 مركزًا للدراسة الإعدادية والثانوية”. وأضاف: “كذلك قمنا بإجراء دورات تأهيلية، تلتها امتحانات معيارية، تم على أساسها اختيار المعلمين الأكثر كفاية، بالتنسيق مع وزارة التعليم التركية، وإشرافها”.

أكد الجاسم ازديادَ عدد الطلاب بشكل ملحوظ، مقارنة بالعام الماضي، وبخاصة في الصفين: الأول الابتدائي والأول الإعدادي، مشيرًا إلى أن وجود أطفال العائلات النازحة التي وفدت إلى جرابلس، بعد تحريرها، ساهم في هذه الزيادة، وتابع: “هذه الزيادة تشكّل أمامنا عبئًا في توفير متطلبات العملية التعليمية، من حيث عدد الكوادر والمدارس وكمية المستلزمات المطلوبة”.

أشار الجاسم إلى “أن بعض الأهالي المتأثّرين بفكر تنظيم (داعش) المتشدّد كانوا في البداية يرفضون إرسال أولادهم إلى المدارس، ولكن مع الوقت؛ أصبحوا أكثر تجاوبًا مع المكتب التعليمي، ومع فكرة السماح لأطفالهم بمتابعة تعليمهم”.

تستقبل مدارس مدينة مارع ما يقارب 10 آلاف طالب، تتوزع ما بين 8500 تلميذ في المرحلة الابتدائية، وما يزيد عن 1500 طالب في المرحلتين الإعدادية والثانوية، كما أعاد مكتب التربية في المجلس المحلي، بالتعاون مع وزارة التربية التركية، ترميم وتهيئة المدارس، وتجهيز مدارس جديدة، كذلك عيّن المكتب ما يزيد عن 350 معلم ومعلمة، في مدارس المدينة وريفها، وهم من الذين اتبعوا دورة التأهيل، ونجحوا في الاختبار الذي جرى في نهايتها.أما في مدينة الباب فقد تم تأهيل 9 مدارس، من أصل 30 مدرسة تعرّضت للدمار، إضافة إلى تعيين 300 موظف ما بين معلمين وإداريين، بناءً على الكفاية والشهادات الجامعية.

تجدر الإشارة إلى أن عدد سكان المناطق المحررة، بعملية (درع الفرات) شمالي سورية، ارتفع إلى نحو 4.5 أضعاف، بعد إرساء الأمن في هذه المناطق، وبحسب آخر إحصاء للمجالس المحلية التابعة للحكومة السورية المؤقتة، فقد “ارتفع عدد سكان المنطقة، بعد تطهيرها من تنظيم (داعش)، إلى نحو 236 ألف نسمة، بعد انخفاضه إلى 52 ألفًا، إبّان سيطرة التنظيم”.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون