الصين تبدي استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار بسوريا وتضع شروطاً لذلك
1 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
أعلن المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا، شي شياويان، اليوم الجمعة، من جنيف أن بلاده مستعدة للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، عندما يصبح الأمن مضموناً.
وقال شياويان أمام مجموعة من الصحافيين: “سلطاتنا (…) قالت إن الصين مستعدة للمشاركة في مرحلة إعادة الإعمار عندما تبدأ، والحكومة الصينية ستشجع الشركات الصينية على إقامة مشاريع في سوريا”.
وأضاف “يجب أن نستعدّ إلى إعادة بناء البلاد لأنها مدمّرة (…) وبالتالي هي والناس بحاجة إلى إعادة الإعمار”.
وبعد أكثر من ست سنوات على بدء الاحتجاجات في سوريا، وتسبب النظام بقتل ما لا يقل عن 340 ألف شخص ونزوح ولجوء ملايين الآخرين جراء استخدامه الخيار العسكري مع حلفائه، تُقدر منظمة الأمم المتحدة أن سوريا تحتاج إلى 250 مليار دولار على الأقل لإعادة إعمارها.
واعتبر شياويان أنه “مبلغ مالي هائل. لا يمكن لدولة واحدة أو دولتين التكفل به. يجب مشاركة دول أخرى (…) يجب تضافر الجهود” على المستوى الدولي.
وأشار إلى أن الصين مستعدة للمشاركة، لكنها تريد أن تنضمّ إليها الدول المتبقية في المجتمع الدولي، لافتاً أيضاً إلى أن عملية إعادة الإعمار يجب أن تحصل من دون شروط مسبقة، على أن يتمّ ضمان أمن الشركات التي تعمل على الأرض.
وكانت أمريكا ودول أوروبية أكدوا أنهم لن يشاركوا في عملية إعادة الإعمار بسوريا طالماً أن الأسد موجود في السلطة.
وأكد المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا رداً على سؤال حول مصير الأسد قائلاً: “مثلما نقول إن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري (…) وكما قلنا أيضا إن الأطراف (السورية) يجب ألا تأتي للتفاوض مع شروط مسبقة، عندما نتحدث عن إعادة الإعمار، يجب أن نطبق المبادئ نفسها. فلنقم بذلك، دعونا لا نضع شروطاً مسبقة”.
ولفت إلى أن إعادة الإعمار يجب أن تنتظر “حتى يصبح الوضع مستقرا، وأن يصمد وقف لإطلاق النار”.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، قال أمس الخميس، إنه تم تمديد الجولة الراهنة من المفاوضات السورية التي بدأت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، حتى منتصف كانون الأول/ديسمبر، مؤكداً التركيز على صياغة دستور وتنظيم انتخابات بإشراف الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق اعتبر شياويان أنه “يجدر التنويه بتمديد هذه الجولة (من المفاوضات) (…) وتشجيعه”، مشيراً إلى أنه لا يزال لدى الأطراف “خلافات جدية في وجهات النظر” حول “مواضيع أساسية”.
وأكد أن “الطريق القادمة ليست سهلة. (…) يجب أن يثبتوا أن التفاهم متبادل و(أنهم قادرون على) الحوار لأنه الوسيلة الوحيدة ويجب أن يقدموا تنازلات عندما يكون ذلك ضرورياً”، حسب وصفه.
وانطلقت الثلاثاء الماضي، اجتماعات مؤتمر “جنيف 8″، بلقاء رسمي وحيد جمع المعارضة مع المبعوث الأممي، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، دون صدور تعقيب عن مضمون الاجتماع من الطرفين، بالإضافة إلى لقاء تقني تم في مقر إقامة المعارضة.
ويشترط وفد النظام للدخول في مفاوضات جدية في جنيف، أن تسحب المعارضة السورية بيانها الختامي الذي اتفقت عليه في مؤتمر الرياض 2، والذي نص على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة وزمرته الحاكمة مع بدء المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضا: المعارضة ترد على الجعفري:عدم عودة النظام لمفاوضات جنيف دليل على وضعه شروطا مسبقة
[sociallocker] [/sociallocker]