تصعيد ضد ريف حمص الشمالي.. ومماطلة روسية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار



السورية نت - مراد الشامي

تشهد مدن وجبهات ريف حمص الشمالي، قصفاً ومعارك رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، دون تحقيق أي تقدم في تطبيقه، نتيجة التراخي من الجانب الروسي وتأجيل الاجتماعات مع ممثلين عن المعارضة بشكل متكرر، ما ينذر بانفجار الوضع.

وقال مراسل "السورية نت" في حمص، يعرب الدالي، إن "مدن ريف حمص الشمالي وآخرها الرستن، شهدت خلال اليومين الأخيرين قصفاً بما لا يقل عن 40 قذيفة هاون، ما أسفر عن استشهاد مدني".

ويتزامن هذا التصعيد مع قصف مماثل على بلدات تلبيسة، والغنطو، وديرفول، وقرى الحولة، في وقت تدور فيه مواجهات على جبهات الريف، وعمليات قنص  واستهداف بالأسلحة الثقيلة، ومحاولات تسلل متبادل من قبل قوات النظام، وقوات المعارضة إلى المناطق التي يسيطرون عليها.

بسام السواح الناطق باسم لجنة ريف حمص الشمالي المسؤولة عن التفاوض مع الروس، أكد في تصريح لـ"السورية نت" أنه "تم تسليم الجانب الروسي في الاجتماع السابق آلية تنفيذ وقف إطلاق النار، وتحديد المعابر الإنسانية، كما طرحنا ملف المعتقلين الذي يعتبر من ضمن أولوياتنا، وبعد دراسة الملف من قبل الجانب الروسي،  تم تقديم بعض الملاحظات بالنسبة للجدول الزمني، ومراحل تنفيذ الاتفاق، وتم إرسال ملاحظاتنا للجانب الروسي، ووعدوا بدورهم بدراسته، والرد خلال أيام، وإلى الآن لم يأتي الرد وبدأ الروس بتأجيل الاجتماعات".

واعتبر السواح أن الروس ربما ينتظرون الانتهاء من مفاوضات جنيف 8  بين النظام والمعارضة، وأبدى استعداد المعارضة في ريف حمص الشمالي لتطبيق اتفاق خفض التصعيد للتخفيف عن المدنيين.

وأشار السواح إلى أن المعارضة تتمسك بضرورة تطبيق القرارات الدولية وبيان جنيف في عملية الانتقال السياسي في سوريا، وخاصة البنود 12، و13، و14 من قرار مجلس الأمن رقم 2254، والتي تتضمن مسائل إنسانية، أبرزها الإفراج عن المعتقلين النساء والأطفال، ويقول معارضون إن هذه البنود يبنغي أن تكون خارج التفاوض، وإنه ينبغي التعامل معها كالتزامات قانونية.

واتهم السواح الجانب الروسي بالمماطلة، وطرح مبادرات في محاولة منه للالتفاف على القرارات الدولية، كمؤتمر "سوتشي" الذي تسعى روسيا لاستضافة المعارضة والنظام فيه، والذي سبق أن قوبل برفض واسع من المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري.

ولدى روسيا أهداف عدة من عقد مؤتمر "الحوار الوطني" في سوتشي، جميعها تصب في صالح موسكو وحليفها نظام الأسد، بدءاً من أجندة المؤتمر، وقائمة المدعوين لحضوره، والرسائل السياسية التي تريد روسيا إيصالها برعايتها لهذا المؤتمر.

وأبرز الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها عبر مؤتمر سوتشي، هو الحفاظ على بقاء الأسد في السلطة، رغم تسببه بمقتل ما لا يقل عن 350 ألف شخص، بحسب توثيق منظمات حقوقية.

ولتطبيق ذلك تتخذ موسكو إجراءات عدة، منها أنها تسعى خلال مؤتمر سوتشي المقبل إلى مناقشة مشروع "دستور سوري جديد" سبق أن قدمته موسكو في يناير/ كانون الثاني 2017، تمهيداً لاعتماده في سوريا، ويتيح للأسد البقاء بالسلطة، فضلاً عن مناقشة إقامة "حكومة وحدة وطنية" تجمع المعارضة والنظام معاً تحت قيادة الأسد.

اقرأ أيضا: المعارضة تجهض محاولة تقدم النظام في ريف حلب الجنوبي وتستعيد عدة قرى




المصدر