صالح يهاجم الحوثيين ويؤكد استعداده فتح صفحة جديدة مع السعودية
2 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
تتواصل الاشتباكات اليوم السبت في صنعاء بين حليفي الأمس قوات ميليشيا “الحوثيين” والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي أعلن استعداده فتح “صفحة جديدة” بعد “وقف العدوان ورفع الحصار” عن اليمن مع التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي رحب بتصريحاته.
وقال صالح في خطاب نقله التلفزيون “أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم وأن يرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات (…) وسنفتح معهم صفحة جديدة”.
وأضاف “سنتعامل بشكل إيجابي. ويكفي ما حصل في اليمن، وما حصل لليمن” الذي يشهد نزاعات أوقع أكثر من 8750 قتيلا وأكثر من 50 ألف جريح بينهم أعداد كبيرة من المدنيين منذ آذار/مارس 2015، وبات القسم الأكبر من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية وبينهم سبعة ملايين بحاجة إلى مساعدات عاجلة.
وأكد صالح “نتعهد لأشقائنا وجيراننا أننا بعد وقف إطلاق النار وايقاف التحركات على الأرض وفتح المطارات ورفع الحصار سنتحاور مباشرة كسلطة شرعية ممثلة بمجلس النواب”، مشددا على أن “مجلس النواب هو الممثل الشرعي للبلاد وسيتحمل المسؤولية خلال الفترة القادمة”.
يشار أن قوات صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام تحالفت مع ميليشيا “الحوثيين” المؤيدين لإيران منذ 2015 في مواجهة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويتدخل في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي.
ولكن اندلعت منذ الأربعاء مواجهات في صنعاء بين أنصار صالح و”الحوثيين” موقعة أربعين قتيلا وجريحا في الجانبين.
وقد تؤدي هذه الاشتباكات إلى فتح جبهة جديدة وحربا داخل الحرب في البلد الفقير الذي يعاني من نزاع دام منذ أكثر من سنتين جر عليه أزمة إنسانية هي الأخطر في العالم، وفق الأمم المتحدة.
وقال صالح “أدعو مرة أخرى كل الأشقاء المتحالفين إلى إيقاف إطلاق النار وفتح المطارات والسماح للعالقين بالعودة والسماح للمواد الطبية بالدخول إلى اليمن”.
وحمل الرئيس السابق بعنف على “الحوثيين” داعيا “كل جماهير شعبنا العظيم، في كل المحافظات (…) وكل مكان إلى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والوحدة والحرية من قبل هذه العناصر التي دأبت بهذا العمل غير المسؤول منذ 3 سنوات وهي تعبث بمقدرات الشعب”.
وأضاف “أدعو القوات المسلحة والأمن أن لا تنفذ أي تعليمات من قيادة أنصار الله (…) نفِذوا تعليمات المؤسسة العسكرية الممثلة بالقيادات الوطنية التاريخية الذين شملتهم التصفيات من قبل قيادة أنصار الله”.
ورحب التحالف العسكري بقيادة السعودية بتصريحات صالح. وكتب التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن “استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (…) التابعة لإيران”، في إشارة إلى حركة أنصار الله للمتمردين الحوثيين.
انقلاب
لكن تصريحات صالح أثارت غضب “الحوثيين” الذين أدانوها. وقال ناطق باسم “الحوثيين” في بيان تلته قناة “المسيرة” التابعة لهم إن “ما جاء في كلام صالح انقلاب على التحالف والشراكة، وتماه مع توجه العدوان لإضعاف الجبهة الداخلية”.
وقالت قناة “المسيرة” إن صالح ينتقل إلى المعسكر الآخر.
وفي تصريح سابق دعا زعيم “أنصار الله” عبد المالك الحوثي صالح إلى “التعقل وأن يكون كما كان منذ بداية العدوان وإلى اليوم حريصا على مصلحة وطنه … وغير منجر”.
وأضاف “نحذر من جديد إذا لم تكف تلك الميليشيات عن هذا التصرف فعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها بمعاونة المواطنين وتكثيف الجهود من الجميع لفرض الأمن والاستقرار”.
وكان التوتر سائدا بين الجانبين منذ عدة أشهر بعد أن اتهم صالح “الحوثيين” بالسعي إلى احتكار السلطة ونعته “الحوثيون” بالغدر بعد أن اشتبهوا بأنه يجري اتصالات مع السعودية.
واتهم صالح بدوره “الحوثيين” بأنهم كانوا البادئين بإعلان “الحرب” في صنعاء، في بيان صادر عن حزب المؤتمر الشعبي العام حمل “أنصار الله المسؤولية كاملة” عن “إعلان الحرب” في صنعاء.
وأعرب حزب المؤتمر الشعبي عن أسفه لفشل جهود الوساطة الجمعة بين المعسكرين المتحالفين منذ سيطرتهما على صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014 ما أرغم ممثلي الحكومة المعترف بها على الفرار إلى عدن.
وشكل صالح و”الحوثيون” حكومة موازية في صنعاء رغم اختلافهم على تقاسم السلطة منذ أشهر.
وأحكم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية حصاره على اليمن بعد اعتراض صاروخ قرب الرياض أطلقه “الحوثيون” الذين يبدو تحالفهم مع صالح على وشك الانهيار.
اقرأ أيضا: “قسد” مجرد مسرحية.. طلال سلو يكشف خبايا العلاقة بين الولايات المتحدة و”ب ي د” في سوريا
[sociallocker] [/sociallocker]