طهران لم ترد.. ما هي رسائل القصف الإسرائيلي للقاعدة الإيرانية في الكسوة؟



السورية نت - مراد الشامي

قصفت إسرائيل، اليوم السبت، موقعاً عسكرياً يتبع للقوات الإيرانية في سوريا، في منطقة الكسوة الواقعة على بعد 8 كيلومترات جنوب دمشق، و50 كيلو متر عن الأراضي التي تحتلها إسرائيل، واعتُبرت هذه الضربة تصعيداً إسرائيلياً يحمل رسائل عديدة.

واهتمت الصحافة الإسرائيلية بما أرادت حكومة بنيامين نتينياهو قوله من خلال القصف الذي طال القاعدة العسكرية الإيرانية، والفوج 137 التابع لنظام لقوات نظام بشار الأسد.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن الهجوم الأخير سيكون بمثابة المرة الأولى التي تتعرض فيها منشأة عسكرية إيرانية في سوريا للهجوم، وأشارت إلى أن الغارة تبعث برسالة لكافة الأطراف في سوريا، أن "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ترسيخ إيران لوجودها العسكرية في المدن السورية".

وأكدت الصحيفة ما تم الحديث عنه قبل أيام، عن أن نتنياهو بعث برسالة للأسد، عن طريق طرف ثالث، قال له فيها إن "السماح بتمركز عسكري إيراني في سوريا سيدفع إسرائيل إلى تغيير سياسة عدم التدخل التي اتبعتها في سوريا من اندلاع الحرب فيها".

وأشارت إلى أن الرسالة تضمنت تأكيداً من نتنياهو، أن نظام الأسد نفسه سيكون عرضة للاستهداف من قبل إسرائيل في حال سمح لإيران بوجود دائم في سوريا.

"خطوط حمراء"

وفي ذات الاتجاه، رأى المحلل العسكري في صحيفة "يديعون أحرنوت"، رون بن يشاي، أن إسرائيل تريد من ضربتها العسكرية الأخيرة على الكسوة، التأكيد للأطراف الفاعلة في سوريا لا سيما الأسد وحليفتيه روسيا وإيران، أنها جدية في تنفيذ تهديداتها بعدم السماح بـ"تجاوز الخطوط" الحمراء، التي وضعتها إسرائيل أمام تلك الأطراف.

واعتبر بن يشاي أن إسرائيل "لن تسمح بإقامة قواعد عسكرية إيرانية من أي نوع في سوريا، وأن تجاهل موسكو وطهران هذه الرسالة في المحادثات التي أجراها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع قادة إيران وتركيا، دفعت إسرائيل إلى التأكيد على الرسالة".

ونفى المحلل ما ذكرته وسائل الإعلام التابعة للنظام، عن أن قوات الأخير اعترضت صواريخ إسرائيلية، مضيفاً أن "الطائرات كانت في طريقها إلى قواعدها عندما أطلقت الصواريخ المضادة للطائرات".

بدوره أشار محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية نفت استهداف أي قاعدة إيرانية لها قرب دمشق، وقال إن القصف مستودع ذخيرة وقاعدة عسكرية يتمركز فيها جيش النظام، ومصنعاً لإنتاج الذخيرة.

وعزا برئيل عدم الرد الإيراني الرسمي، إلى أنه "يوحي بأن طهران في هذه المرحلة غير معنية بتحويل الهجوم إلى اختبار إستراتيجي قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل".

وقال إن إيران "أصبحت شريكاً في العمليات السياسية الدولية بعد التوقيع على الاتفاق النووي، وذلك فمن الجائز الاعتقاد بأنها ستفضل الحفاظ على مكانتها الإستراتيجية الجديدة وعدم المخاطرة بمواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، طالما ظلت قادرة على الادعاء بأن الهجوم في سوريا لا يستهدف قوات أو منشآت إيرانية".

وبالنسبة لروسيا، أشار المحلل الإسرائيلي إلى أنها أوضحت لإسرائيل ما هي الخطوط الحمراء التي لا تجعل الأخيرة تتمتع بحرية العمل في سوريا. وأضاف: "إذا صحت التقارير، فإن الهجوم الإسرائيلي سينظر إليه على أنه تجاوز للخطوط بسبب قرب الموقع من دمشق واستهداف قاعدة عسكرية سوريا، وقد تفسره على أنه توسيع لجبهة المواجهة مع إسرائيل".

ووفقا لتقديراته، فإن روسيا منشغلة حالياً باستكمال العملية السياسية في سوريا، وأنها "بينما تسعى إلى فرض وقف لإطلاق النار في سوريا فهي ليست في حاجة إلى جبهة مواجهة جديدة بين سورية وإسرائيل"، بحسب ما نقلته "مجلة العصر".

وبالتزامن مع الحديث عن الضربة الإسرائيلية للقاعدة العسكرية الإيرانية في سوريا، هاجم نتنياهو إيران ووجودها في سوريا، وقالت صحيفة "جورساليم بوست"، إن نتنياهو أكد في كلمة مصورة له، اليوم السبت، على سياسة إسرائيل، وأن الأخيرة لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وخلال الشهور الماضية صعّدت إسرائيل من قصفها لمواقع عسكرية تابعة للنظام في الأراضي السورية، وترفض إسرائيل اقتراب الميلشيات الإيرانية من المناطق التي تحتلها عند الحدود الجنوبية لسوريا، وهددت مراراً في أنها ستتصدى للتوسع الإيراني، وأنها لن تسمح بنقل الأسلحة إلى ميليشيا "حزب الله" في لبنان.

اقرأ أيضا: "سوريا الديمقراطية مجرد مسرحية".. سلو يكشف خبايا العلاقة بين أمريكا و"ب ي د" في سوريا




المصدر