مؤتمر دولي لإيجاد “السبل الآمنة لهجرة الأطفال اللاجئين”



تستعد منظمة (يونيسف) لعقد مؤتمر دولي، في مدينة بويرتو فالارتا بالمكسيك، حول الهجرة الآمنة والمنظمة للأطفال، وذلك في الفترة من 4 إلى 6 كانون الأول/ ديسمبر الحالي.

تحضيرًا للمؤتمر، أصدرت (يونيسف) تقريرًا بعنوان: (ما وراء الحدود: كيفية جعل الاتفاقات العالمية بشأن الهجرة واللاجئين تعمل للأطفال المقتلعين من موطنهم)، وهو تقرير جديد يسلط الضوء على أفضل الممارسات لرعاية وحماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين. ويتضمن أمثلة عملية للحكومات وشركاء المجتمع المدني والمجتمعات المضيفة التي تعمل على دعم وإدماج الأطفال اللاجئين المشردين وأسرهم.

قال تيد شيبان، مدير برامج (يونيسف): “هذا المؤتمر هو دعوة للقادة العالميين وصناع السياسات القادمين إلى بويرتو فالارتا، للعمل معًا لجعل الهجرة آمنة للأطفال. وأضاف: “تقريرنا الجديد يُظهر أن من الممكن -حتى في الدول التي لا تتمتع بموارد كبيرة- تنفيذ السياسات والخدمات والاستثمارات التي تدعم بشكل فعال الأطفالَ اللاجئين والمهاجرين في بلدانهم الأصلية، عند عبورهم الحدود، وعند وصولهم إلى وجهاتهم”.

أشار شيبان إلى أن “الأطفال اللاجئين والمهاجرين معرضون بوجه خاص لكره الأجانب، وإساءة المعاملة، والاستغلال الجنسي، وعدم إمكانية الحصول على الخدمات الاجتماعية”، مؤكدًا على ضرورة وضع سياسات لحمايتهم، في أثناء رحلتهم وبعد وصولهم إلى دول اللجوء.

منذ اندلاع الثورة في سورية، وبدء ظاهرة السفر عبر البحر إلى أوروبا، منتصف عام 2012؛ قامت العديد من الأسر السورية بإرسال أطفالها إلى أوروبا بمفردهم، لأسباب تتعلق في الغالب بعدم قدرتهم على تأمين تكاليف السفر لجميع أفراد العائلة. وهناك حالات يسافر فيها الأطفال برفقة أهلهم، ولكن بسبب بعض المشكلات التي تواجههم خلال السفر، يضطرون إلى الانفصال عن ذويهم ومتابعة الرحلة بمفردهم.

على الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة عن مجمل عدد الأطفال السوريين المنفصلين عن أسرهم في أوروبا، منذ بداية الأزمة في سورية حتى الآن؛ فإن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في اليونان استقبلت 700 طلب لجوء مقدّم من أطفال غير مصحوبين بذويهم، حتى نهاية عام 2016.

معاناة الأطفال السوريين لا تقتصر على مخاطر الموت غرقًا في البحر، قبل وصولهم إلى اليونان، بل يبدأ مسلسل جديد من المشكلات التي تتعلق باحتجازهم من قبل السلطات اليونانية، في أماكن لا تراعي أعمارهم ووضعهم النفسي، إضافة إلى أن مدة الاحتجاز تكون مفتوحة، مع أن القانون اليوناني يقضي بإمكانية احتجاز الأطفال غير المرافقين مدة 25 يومًا، إلى أن تتم إحالتهم إلى أحد الملاجئ. لكن تقريرًا لـ (هيومن رايتس ووتش)، صدر بداية العام الحالي، كشف عن حالات لأطفال تم احتجازهم فترات طويلة، في أماكن سيئة جدًا، وصفها التقرير بأنها “أشبه بالزنزانات القذرة”.

تقرير (رايتس ووتش) أكد أيضًا أن الشرطة اليونانية تسيء معاملة الأطفال، حتى عندما تنتهي مدة احتجازهم، حيث تضعهم في مراكز إيواء مع راشدين، وذلك يزيد من خطر حدوث انتهاكات أو عنف جنسي، ويخالف القانونين: الدولي واليوناني اللذين يقضيان بفصل الراشدين عن الأطفال، في أماكن الاحتجاز.

في تركيا، بسبب القصف الذي تعرضت له مدينتا حلب وإدلب من قِبل النظام وروسيا؛ اضطر الكثير من الأهالي إلى إرسال أطفالهم المصابين بجروح خطرة، بمفردهم، عن طريق مهربين، وذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات التركية على حركة الدخول والخروج لأراضيها. وسُجلت عدة حالات لاستهداف “الجندرما” التركية لسوريين، يحاولون عبور الحدود، بالرصاص الحي، إضافة إلى تعرض العديد من الشبان للضرب والإهانة.

واقع الأطفال السوريين الذين دخلوا تركيا بمفردهم بهدف العلاج، يبقى معلّقًا وغير واضح؛ ما لم تقم إحدى الجمعيات الخيرية برعايتهم في أثناء العلاج وبعده، خصوصًا إذا لم يكن لديهم أقارب في تركيا.

في شباط/ فبراير الماضي، كشفت منظمة الطفولة (يونيسف)، بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية، وجود 2713 طفلًا سوريًا في الأردن غير مصحوبين بذويهم (منهم 698 ذكرًا و432 أنثى)، إضافة إلى وجود 1810 أطفال، دخلوا برفقة أقارب لهم من الدرجة الثالثة. و1000 طفل منهم فقط يعيش في مخيم الزعتري، أما الباقون يعيشون ظروفًا سيئة للغاية خارج المخيمات، ومعظم هؤلاء لا يتلقون تعليمًا، وانخرطوا في سوق العمل.

يتضمن جدول أعمال (يونيسف) خلال المؤتمر، النقاط التالية، كأساس لسياسات حماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين، وضمان ترفيههم:

1- حماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين، ولا سيّما الأطفال غير المصحوبين بذويهم، من الاستغلال والعنف.

2- إنهاء احتجاز الأطفال الذين يسعون للحصول على اللجوء أو الهجرة، وذلك بإدخال مجموعة من البدائل العملية.

3- إبقاء جميع الأطفال اللاجئين والمهاجرين في إطار التعليم، ومنحهم إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية، وغيرها من الخدمات ذات الجودة.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون