ماذا تفعل بشجري



أسير إليكَ حين يضيق بيَ الحال

وإنْ كان صعبا… ألزم غرفتي

أجلس هكذا في شرودٍ

وعيناي على بابٍ موارب

على شمعةٍ وموسيقى وغناء

توقفني في النص وتقول: أنتَ غوايتي

وكنتُ بين ماءٍ ونار..

ما لا يكتب

ما لا يقال

أعيشهُ بتفاصيلِ الغيمِ

ففي أي قلب سأبعث نهرا

فما بيننا… لا يقالُ

نحيا به.. تشتت الوقت… والزمن يركض حافيًا في ما نقول

البردُ يقتاتُ أعمارَنا.. ندخلُ خريفَ العمر

على غفلة تُمسك أيامي فنلوذ معا.. فاتحين أبوابَنا على بُقيا خمرٍ وكروم ورمَّان

تقول: خذيني

أقول: أنا امرأة من ضباب

من شآم

أنا امرأة من حزن..

خذني إلى زند البحر

قلني، فالحروف تبدأ بالضم..

ما لا يقال… يوقعني أكثرَ

في الوجد. والصمت.. فأهيمُ بمطري

أصرخ من آخر الكون

هناك يقف الحرف متململا.. سكران.. يقف مبتلًا متعتعًا بخمره

كحيرةِ العاشقِ يفرك يدًا بيد

هي لا تدري كيف فتحتْ لك بابها

وتركتكَ على غفلةٍ من وقدها تعبرُ سماءَها

…. كانتْ سمائي وشجري. وعصافيري.. وكنتُ أمام باب الحَيرة على غفلة السُّؤالِ

أفتحُ أزرار بستاني على شجرتين منتصبتين

ثمة حكايات وروايات مختبئة..

ثمة أعشاب وأطلال وأحجار كريمة بأنفاس حروفك اشتعلت

هناك حيث تعبرُ القنطرةَ المُطلةَ على قلبي ثمة أغنيات كثيرة

موسيقى

ثمَّةّ راقصةٌ تستدرجُ أوفيليا.. ورادا..

وفي غُرفةٍ صغيرةٍ يستدرجُني الصوت كأنه ألفُ حصانٍ

هناك أسمعتني الكثير من الموسيقى

أندلسيات فيروز… وهمس زامفير… أدخلتني الجنة والنار على رؤوس أصابعي وكان فانجيلس يغني الأرض

فيما تقف أيرين باباس في ليلنا…. تصدح بوجع الشرق كلّهِ

الوجعُ أسمر.. انظري

الوجعُ صوتٌ

الوجعُ نصي إليكَ… أتسمع واواتِ النداء

يا إلهِ الحروف، ماذا تفعل بشجري؟


فاتن حمودي


المصدر
جيرون