طعمة لـ (جيرون): مجلس الأمن قد يصدر قرارًا ملزمًا لحل الأزمة السورية



توقّع رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق الدكتور أحمد طعمة أن النظام السوري لن يسيرَ قدمًا، في أي حل سياسي، واعتبر أن النظام لا يريد مفاوضات أصلًا.

قال طعمة، في حوارٍ أجرته معه (جيرون): “نحن نعلم هذا الأمر جيدًا”، معتبرًا أن “أهم ما نسعى إليه، من خلال المفاوضات، هو أن نثبِت للعالم أن النظام السوري لا يريد حلًا”. وأضاف: “تقديري، في النهاية، أنّ المجتمع الدولي، من خلال مجلس الأمن، سيصدر قرارًا ملزمًا بتطبيق الحل، يشبه اتفاق (دايتون) للسلام في البوسنة، ويلزم كل الأطراف بتنفيذه”.

حول مخرجات (الرياض 2)، يرى طعمة -وهو أحد المشاركين في المؤتمر- أن مخرجاته جاءت “أقرب إلى الإيجابية، وقد بقيت محافظةً على ثوابت الثورة، ولم يكن فيها تقديم تنازلات جوهرية، بل تم التأكيد على الثوابت، وإن كان بشكل أكثر مرونة”.

وتابع: “(الرياض 2) حقق عددًا من النقاط المهمة: أولها تشكيل وفد موحد للمعارضة، وثانيها الخروج برؤية متقاربة نسبيًا بين أطياف المعارضة، وثالثها التمكن من استعادة ثقة المجتمع الدولي بالمعارضة التي أثبتت أنها (أمّ الصبي) الحريصة على دماء السوريين ومستقبلهم، وأن النظام هو من لا يريد أي تفاوض، من أي نوع”.

أشار طعمة إلى أن النقطة الرابعة تتمثل في أن “مخرجات الرياض ثبّتت مسار جنيف، واستبعدت ما سواه”، أما النقطة الخامسة -وفق طعمة- فهي “أن هذه المخرجات ساهمت بقوة في تأجيل مؤتمر سوتشي، وربما في إلغائه مستقبلًا”.

رأى طعمة أن “كل ما سبق بالغ الأهمية، والأمور لا تؤخذ من منطلق أبيض وأسود، بل من منطلق الممكن”، وقال: “ينبغي أن نعرف أننا لو تشددنا ولم نناور بحنكة؛ فربما ذهب الأميركان والروس إلى مجلس الأمن مرة أخرى، كما فعلوا بعد (الرياض 1)، وأصدروا قرارًا جديدًا يضعف موقفنا أكثر”.

في ما يتعلق بضم منصتي موسكو والقاهرة إلى الهيئة العليا للتفاوض، قال طعمة: “أنا أعتقد أن ضم المنصتين أمرٌ طبيعي، وقد يكون إيجابيًا، ولا أظن أن سقفهم الحقيقي يختلف عن سقفنا، فلا أحدَ يريد بقاء بشار الأسد أبدًا، ولكن لكل وجهة نظره في تحقيق ذلك”، وعقّب: “أنا أعرف بعض الإخوة من المنصتين، منذ أيام النضال السلمي في سورية، أيام ربيع دمشق ومفاصلتهم للنظام السوري نهائية ومحسومة”.

حول العلاقة الإيرانية-الروسية، اعتبر طعمة أن “هذه العلاقة في سورية، فيها تفاهم وتحالف، وفيها تجاذب وشد حبال؛ لأن إيران لا تريد في سورية أي حل سوى الحل العسكري، بينما تريد روسيا حلًا سياسيًا، يحقق مصالحها وعلى مزاجها، وتقديري أن التناقضات بين الطرفين ستزداد خلال الفترة القادمة”.

أكد طعمة أن “الأميركان والروس متفقون على الحل السياسي، ولكنهما يختلفان في طبيعة هذا الحل؛ فالجانب الروسي يصر على أن الانتقال السياسي لن يتم إلا بطريقة دستورية وليس ثورية، بينما الجانب الأميركي يقوم بعرقلة الحل الروسي، ولكنهم لم يقولوا كلمتهم ورؤيتهم للحل، بعد”.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون