حزب البديل يتعقب تعليقات لاجئين سوريين بألمانيا على فيس بوك للتجييش ضدهم.. كيف يمنحه بعضهم المبررات؟
5 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
يترصد أنصار أحزاب اليمين المتطرف اللاجئين السوريين في أوروبا لتسليط الضوء على الجوانب السلبية لوجودهم هناك، لا سيما في ألمانيا، التي شهدت للمرة الأولى وصول حزب “البديل من أجل ألمانيا” المتطرف إلى البرلمان، وبات الحزب يراقب اللاجئين على وسائل التواصل الاجتماعي لحشد الآراء ضدهم تحقيقاً لمكاسب سياسية.
وحقق حزب “البديل” انتصاراً “تاريخياً” بالنسبة له في الانتخابات البرلمانية التي جرت بألمانيا في سبتمبر/ أيلول 2017، ودخل للمرة الأولى منذ 70 عاماً البرلمان بعد حصوله على 12.6 % من مجموع الأصوات.
ونشر صحفيون من حزب “البديل” مقالاً تحدثوا فيه عن أن سوريين تقدموا بطلب اللجوء في ألمانيا يتوجهون إلى سوريا لقضاء العطلة في بلدهم، وهاجموا اللاجئين من خلال تعليقات نشرها سوريون في ألمانيا على موقع “فيس بوك”، تحدثوا فيها عن عزمهم زيارة سوريا.
وترجم الصحفيون تعليقات ومنشورات كتبها لاجئون سوريون إلى اللغة الألمانية، ومن بينها منشور للاجئة سورية تعيش في ألمانيا، كتبت على إحدى أكبر المجموعات السورية المعنية “بقضية اللاجئين: “أنا نازلة على سوريا الشهر الأول، الي بدو يبعت معي أوراق بلطلعة أو النزلة يتواصل معي”.
ورصد الصحفيون حساب لاجئة أخرى قالوا إنها تعيش في مدينة “إسن” الألمانية، وأنها أخبرت أصدقائها على “فيس بوك” أنها متوجهة إلى زيارة سوريا.
وعرض الصحفيون أيضاً للألمان تعليقات ترجموها من اللغة العربية، للاجئين يطلبون وثائق من سوريا لاستخدامها في ألمانيا كـ”شهادات سواقة، وشهادات جامعية، ودفاتر عائلة”، وقالوا إن اللاجئين بإمكانهم شراء تلك الوثائق.
ويخوض حزب “البديل” المتطرف جهوداً كبيرة لطرد اللاجئين السوريين من ألمانيا، ودعا يوم الخميس 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 إلى إعادة نصف مليون سوري إلى بلدهم، وقال “إن الحرب هناك أوشكت على الانتهاء”، مدعياً أن رأس النظام بشار الأسد حث اللاجئين على العودة.
وهاجم سوريون على وسائل التواصل بعض اللاجئين الذين يكتبون على حساباتهم أنهم متوجهون إلى سوريا، أو أنهم يريدون وثائق مزورة، وقالوا إن تأثير ذلك ينعكس على الجميع، ويعزز الحجج التي يستخدمها أنصار اليمين المتطرف لتشكيل صورة نمطية سلبية عن اللاجئين السوريين، والضغط على الحكومة لتخفيف المساعدات المقدمة لهم، والتجاوب مع المطالب المنادية بإعادتهم إلى بلدهم.
سياسية معادية للاجئين
يتبنى حزب “البديل” الذي تأسس في العام 2013، سياسة مناهضة للمهاجرين واللاجئين، وفي العام 2015 الذي شهدت فيه دول أوروبية أكبر موجة لجوء منذ عقود، استثمر الحزب وجود أصوات رافضة لوجودهم، وبدأ بمهاجمة الحكومة الألمانية التي سهلت من وصول اللاجئين إلى أراضيها.
وحقق الحزب مكاسب من ذلك، وحصل في الانتخابات التي جرت في مارس/ آذار 2016 على مزيد من الأصوات في المجالس الفيدرالية، بعدما عصفت به أزمة جراء انشقاقات حلت بصفوفه، والفضل في ذلك إلى لعبه على وتر التخويف من اللاجئين والمهاجرين، وكان من بين أبرز من سانده، حركة “بيغيدا” المتطرفة المعادية للاجئين والمسلمين، والتي نظمت حملات عدة لتشويه الحقائق عنهم.
ويدعو الحزب صراحة إلى “تنظيف ألمانيا من اللاجئين”، وكانت أنكا فيلمز، إحدى مرشحات الحزب في درسدن، قالت في وقت سابق: “لا أعتقد أنَّ الناس من الدول الإسلامية مستعدون للاندماج والمساهمة في المجتمع هنا”.
يرفض حزب “البديل” أي شكل من أشكال لم الشمل بالنسبة للاجئين، ويريد فقط “السماح بالهجرة المؤهلة حسب الحاجة”. وبالإضافة إلى ذلك، يطالب الحزب بنسبة ثابتة لترحيل اللاجئين والمهاجرين غير الشرعين.
ويقول الحزب إنه من الضروري “تقليص نسبة الهجرة بحوالي 200 ألف شخص سنويا، على مدى عدة سنوات.” وإذا رفضت بلدان المنشأ استقبال مواطنيها، فيجب أن تُمَارَس عليها ضغوطاتٌ عبر وقف المساعدات التنموية، بحسب ما جاء في موقع “DW” الألماني.
وسائل التواصل سلاح اليمين المتطرف
ولم يكن حزب “البديل” الوحيد الذي استثمر في أزمة اللاجئين والتجييش ضدهم لتحقيق مكاسب سياسية، فأنصار الأحزاب اليمينية في دول أوروبية عدة فعلوا الأمر ذاته، وركزوا حملاتهم الانتخابية بشكل رئيسي على تقديم وعود بعدم دعم اللاجئين، وإعادتهم لوطنهم، ومهاجمة الحكومات والأحزاب المؤيدة لاستقبالهم.
وكان حزب “الحرية” النمساوي حقق في العام 2015 نتائج غير متوقعة بالنسبة له، وحصل الحزب اليميني المتطرف على 30 بالمئة من أصوات الناخبين في ولاية النمسا العليا، معتبراً ذلك “انتصاراً تاريخياً. ويعد هذا الحزب من أكثر الأحزاب في النمسا عداءً للهجرة والإسلام.
واعتمدت الأحزاب اليمينية على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل رئيسي، للتجييش ضد اللاجئين قبيل الانتخابات، عبر تنظيم حملات واسعة، قدموا فيها معلومات مغلوطة عنهم، كوجود متطرفين في صفوفهم، أو حصولهم على خدمات لا يحصل عليها المواطن الأوروبي، أو أنهم يشكلون خطراً على أوروبا وأمنها القومي.
وتُعظم وسائل الإعلام التابعة للأحزاب اليمينية المتطرفة من أخطاء اللاجئين التي تلتقطها عدسات الكاميرات الموضوعة في الشوارع والساحات العامة، أو المشكلات التي تحدث في المجمعات السكنية المخصصة للاجئين.
وكثيراً ما نظم لاجئون سوريون في الدول الأوروبية التي لجأوا إليها، حملات توعية لأقرانهم بضرورة عدم القيام بتصرفات من شأنها أن تعود بآثار سلبية على مئات آلاف السوريين، الذين تترصدهم أعين الرافضين لوجودهم.
اقرأ أيضا: مئات الطائرات الحربية المدمرة.. حصيلة غير رسمية تكشف خسائر القوات الجوية للأسد وروسيا
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]
[/sociallocker]