غير عقلاني وانتهاك للقانون الدولي.. ردود فعل دولية على قرار ترامب بشأن القدس.. وهذه أبرزها
6 ديسمبر، 2017
أثار اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، الاعتراف بالقدس المحتلة “عاصمة لإسرائيل” ردود فعل غربية وعربية معظمها جاءت رافضة للقرار.
فرنسا لن تؤيد القرار
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إنه لا يؤيد قرار ترامب “الأحادي” داعيا إلى الهدوء في المنطقة، وأضاف للصحفيين في مؤتمر صحفي في الجزائر “هذا القرار مؤسف وفرنسا لا تؤيده ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وقال ماكرون “وضع القدس قضية أمن دولي تهم المجتمع الدولي بأسره. وضع القدس يجب أن يقرره الإسرائيليون والفلسطينيون في إطار مفاوضات تشرف عليها الأمم المتحدة”.
وأضاف الرئيس الفرنسي “فرنسا وأوروبا ملتزمتان بحل الدولتين -إسرائيل وفلسطين- تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود دولية معترف بها وأن تكون القدس عاصمة للدولتين” مضيفا أن باريس مستعدة للعمل مع شركاء للتوصل إلى حل.
“موقف ثابت” للاتحاد الأوروبي
وعن موقف الاتحاد الأوروبي حول القرار، أعطت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، فيديريكا موغريني، ضمانات للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنه لن يكون هناك تغيير في “الموقف الثابت” للاتحاد حول وضعية القدس.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته موغريني بالرئيس الفلسطيني، بحسب بيان للاتحاد الأوروبي.(جرى الاتصال قبيل إعلان ترامب، اعترافه بالقدس “عاصمة لإسرائيل”).
وقال البيان، إن موغريني أعطت ضمانا لعباس حول الموقف الثابت للاتحاد الخاص بـ”ضرورة تحديد الوضع النهائي للقدس عبر مفاوضات تلبي توقعان الأطراف، بحيث تكون عاصمة للدولتين”.
وجددت موغريني دعم الاتحاد الأوروبي لمسيرة السلام الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدة أن ذلك هو المنظور الوحيد الذي يوفر السلام والأمن من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين.
خطوة غير عقلانية
بدوره اعتبر وزير الخارجية الهولندي، هالبه زيليسترا، أن “الحل الوحيد (لقضية القدس) هو خطة حل الدولتين، التي تنص على أن القدس مدينة يتقاسمها الفلسطينيون والإسرائيليون”.
ولفت إلى أن إقدام الولايات المتحدة على نقل سفارتها إلى القدس بشكل أحادي رغم عدم وجود سفارة أي دولة فيها، هي “خطوة غير عقلانية وستضر بمسار السلام”.
وحذّر من أن اتخاذ خطوات أحادية من هذا النوع قد يكون له تبعات غير عادية مثل حدوث اضطرابات.
المكسيك لن تنقل سفارتها
ومضى قائلًا: “القدس مكان مقدس بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، واحتمال حدوث فوضى في الأماكن المقدسة مرتفع، وسنرى معًا انعكاسات هذه الخطوة”.
وزارة الخارجية المكسيكية قالت إنها ستبقي على سفارتها بإسرائيل في تل أبيب وأضاف بيان صادر عنها “ستواصل المكسيك الحفاظ على علاقة ثنائية ودية مع دولة إسرائيل … وستستمر في تأييد المطالب التاريخية للشعب الفلسطيني”.
“انتهاك للقانون الدولي”
بدورها دعت وزارة الخارجية التركية، الإدارة الأمريكية لإعادة النظر في القرار والابتعاد عن “الخطوات غير المدروسة”، وبأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
وأعربت عن قلقها البالغ إزاء نتائجها السلبية.
وتابع البيان: “تم التأكيد مرارًا، عبر قرارات الأمم المتحدة المختلفة، أن حل القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتم إلا من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة، وذات سيادة وتواصل جغرافي، عاصمتها القدس الشرقية، على أساس حدود عام 1967”.
وأكدت الخارجية رفضها تجاهل الولايات المتحدة الأمريكية؛ العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، لهذا الأمر.
وشدّدت أن “حصول فلسطين على استقلالها يعتبر ضرورة تاريخية وإنسانية، وأن وتركيا ستواصل دفاعها عن ذلك”.
ردود فعل عربية
أما عربيا فقد لاقى القرار رفضا لدى عدد كبير من الزعماء والدول العربية حيث استنكرت مصر القرار، ورفضت أي آثار مترتبة عليه، وبحسب بيان للخارجية المصرية، قالت إن “اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال”.
وأعربت مصر عن قلقها البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي.
وأكدت أن القرار له تأثيرات سلبية على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تأسست مرجعياتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد أحد قضايا الوضع النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.
“الاعتراف مرفوض”
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، “مرفوض” من بلاده والعالم العربي.
وقال الحريري، في بيان، إن “لبنان يندد ويرفض هذا القرار، ويعلن في هذا اليوم أعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس”.
واعتبر الحريري أنّ قرار ترامب “ينذر بمخاطر تهب على المنطقة”.
“حرب دينية في المنطقة”
بدورها اعتبرت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، أن الهدف من القرار هو “إشعال حرب دينية في المنطقة”.
وقال داود شهاب، المتحدث باسم الحركة إن “خطاب ترامب يحمل التضليل والأكاذيب ويستدعي الكراهية ويراد منه إشعال الحرب الدينية بالمنطقة”.
وأضاف أن “الخطاب كشف وجه أمريكا الحقيقي التي يغذي الإرهاب والعداون”، وشدد شهاب، على أنه “لا يمكن لأمريكا أن تكون عامل استقرار في المنطقة”.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة استنادًا لقرارات المجتمع الدولي، فيما تحذر دول عربية وإسلامية وغربية ومؤسسات دولية من أن نقل السفارة إلى القدس سيطلق غضبًا شعبيًا واسعًا في المنطقة، ويقوّض تمامًا عملية السلام، المتوقفة منذ 2014.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت في 1980 ضمها إلى القدس الغربية، المحتلة منذ عام 1948، معتبرة “القدس عاصمة موحدة وأبدية” لها؛ وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.
اقرأ أيضا: ترامب يعلن الاعتراف رسميا بالقدس “عاصمة لإسرائيل”.. و”العلماء المسلمين” يدعو لـ”هبة شعبية” بوجه القرار
[sociallocker] [/sociallocker]