“إسرائيل” تدمر قدرات سورية العسكرية استباقًا لأي تغيير سياسي



جدد سلاح الجو الإسرائيلي، الأسبوع الحالي، استهدافه لمواقع عسكرية تابعة للنظام السوري، في محيط العاصمة دمشق، أبرزها مركز البحوث العلمية في منطقة (جمرايا)، وذلك بعد غارات استهدفت، الأسبوع الماضي، إحدى القواعد العسكرية قيد الإنشاء للميليشيات المدعومة إيرانيًا.

يقول النقيب سعيد نقرش، عضو وفد الفصائل العسكرية في محادثات أستانا، وقائد لواء شهداء داريّا سابقًا: إن “استهداف (إسرائيل) المتكرر لمراكز البحوث العلمية في (جمرايا) يأتي على اعتبار أن المركز مسؤول عن تطوير الأسلحة والصواريخ، وتحسين ميزاتها وإمكاناتها”، مضيفًا في حديث لـ (جيرون) أن “الغارات الأخرى التي تستهدف القطع العسكرية والمطارات ووحدات الدفاع الجوي هدفها الأساس -كما أعتقد- شلّ قدرات الجيش السوري الدفاعية والهجومية وتدمير أسلحته، قبل سقوط النظام”.

اعتبر نقرش أن “(إسرائيل) تدرك جيدًا أن النظام قد انتهى فعليًا، وأن التغيير قادم لا محالة، وهي تعمل على تدمير ترسانة الجيش التي دفع ثمنَها الشعب السوري من قوته وقوت أبنائه، ولم تستهدفها سابقًا، لأنها تعرف أن النظام لن يستخدمها ضدها، بل هو يخزنها من أجل قمع الشعب وفرض السيطرة عليه بالقوة”. وأوضح: “أما اليوم، وقد بات هذا النظام على وشك السقوط، فهي لن تسمح ببقاء هذا السلاح واستخدامه من قبل جيش وطني، يؤمن بأن هذا السلاح هو لحماية الحدود وتحرير الأراضي المحتلة، وليس لقمع الشعب وتدمير المدن السورية”.

يرى المحلل العسكري والعقيد أحمد حمادي أن (إسرائيل) “صعدت من قصفها على أهداف عسكرية للنظام وإيران في سورية، خلال الأيام الماضية، إذ إنها استهدفت قاعدة لإيران في منطقة الكسوة بمحيط العاصمة الجنوبي، ثم كتيبة رادار كهدف ثابت للنظام في الضمير، أما الأهداف الجديدة القديمة في (جمرايا، الدريج، المطار الشراعي في الديماس القريبة جدًا من دمشق)، فلأن هذه المناطق تعدّ طريق مرور قوافل الأسلحة إلى ميليشيا (حزب الله) في لبنان”.

يطرح تكرار القصف الإسرائيلي للمواقع العسكرية التابعة للنظام السوري، ولميليشيات طهران، أسئلةً عديدةً عن الرسائل السياسية التي تريد أن توصلها تل أبيب، والأطراف المراد أن تصلها هذه الرسائل، بخاصة بوجود روسيا كقوة كبرى تدعم النظام السوري.

لا يعتقد نقرش أن “هناك رسائل سياسية من وراء هذه الضربات، فالنظام لم يعد يملك أي شرعية سياسية، بعد أن قتل شعبه، ودمّر سورية، وسلمها لإيران وروسيا والميليشيات اللبنانية والعراقية. ما تفعله (إسرائيل) منذ العام 2013 هو تدمير ما تبقى من أسلحة، يمكن أن تهددها استباقًا لأي تغيير محتمل لنظام الحكم في سورية فقط”.

عقّب بالقول: “أعتقد أنه لم يتبق شيء لتلك الأصوات التي كانت تخشى إسقاط النظام في سورية، بذريعة الخوف على الدولة السورية، هل هذا هو مفهوم الدولة الذي كانوا يدافعون عنه، أن نتلقى الضربات من الأعداء، ونوجه الأسلحة إلى صدور شعبنا! بالأساس لم يكن هناك دولة في سورية، ولو كانت موجودة؛ لَمَا ثار الشعب السوري، ودفع هذا الثمنَ الباهظ من أجل نيل حريته وإسقاط نظام الاستبداد والقتل الذي أنهى الدولة ومؤسساتها منذ استيلائه على الحكم، وفرض نفسه على الشعب السوري بالقوة”.

في حين قال حمادي: “لم تعد هناك سيادة على الوطن، سورية بلد محتل من روسيا إيران وميليشياتها، وكل من يحاول أن يبرر رفضه لإسقاط النظام بشكل كامل، على أنه خشية على الدولة السورية، فهو جاهل بالوقائع، ويعدّ شريكًا لـ (إسرائيل) في محاولتها إنقاذ نظام الإجرام، عن طريق إعادة إنتاج مسرحية الممانعة المقاومة الممجوجة، من خلال هذه الغارات”.


جيرون


المصدر
جيرون