تقرير عن شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2017



 المحتويات

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

ثانيًّا: الضحايا

بيانات عن ضحايا الشهر بيانات مقارنة أخبار عن الضحايا

ثالثًا: التغييب القسري

بيانات عن التغييب القسري لهذه المدة أخبار عن التغييب القسري

رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات

أخبار عن النزوح أخبار عن اللجوء والجاليات

خامسًا: المشهد الميداني

تطورات المشهد الميداني في مناطق الحرب على (داعش) تطورات المشهد الميداني في مناطق خفض التصعيد تطورات المشهد الميداني في باقي المناطق خرائط السيطرة والنفوذ

سادسًا: المستجدات على مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية

عام مسار جنيف مسار آستانة مؤتمر الرياض مؤتمر سوتشي

عاشرًا: المستجدات في مواقف وسياسات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة

الولايات المتحدة الأميركية روسيا الاتحادية دول الاتحاد الأوروبي الدول العربية إيران تركيا إسرائيل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمنظمات ذات الصلة أخرى

حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية

ثاني عشر: تقدير موقف

ثالث عشر: الملحقات

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

ألفان وسبعمئة قتيل (2700) سقطوا على أرض سورية هذا الشهر، ثلثهم من المدنيين (920)، بينهم 208 أطفال (8 بالمئة من القتلى)، و114 امرأة (4 بالمئة).

سلاح الجو مسؤول عن قتل ثلث الضحايا، (933 قتيل) والمعارك الأرضية مسؤولة عن قتل 56 بالمئة (1520 قتيل)، أما المفخخات والألغام فجاءت في المركز الثالث بحصيلة مقدارها 206 قتلى تعادل 8 بالمئة من إجمالي القتلى. ونكرر هنا ما أشرنا إليه سابقًا في غير تقرير، من أن دور سلاح الطيران يتضاءل بانخفاض حدة المعارك مع تنظيم الدولة، وانخفاض مستويات العنف في مناطق خفض التصعيد، أما المفخخات والألغام فيلجأ إليها كثيرون عندما تهدأ المعارك، إضافة إلى أنها سلاح معتمد بقوة من قبل تنظيم الدولة.

أما على مستوى المحافظات فتبقى دير الزور في الطليعة، وبفارق هائل عن غيرها، حيث سقط على أرضها حوالي 60 بالمئة من القتلى (1600 قتيل) وبمعدل 53 قتيل يوميًا، وهي أرقام راعبة، ونلاحظ من الرسوم البيانية كيف يتطاول عمود قتلى دير الزور دافعًا أعمدة المحافظات الأخرى إلى التقزّم. وطبعا بسبب الحرب على داعش التي لم توفر بشرًا ولا حجرًا في المناطق التي شهدتها كلها، من الرقة إلى دير الزور إلى البوكمال… لكن ننتبه إلى أن 74 بالمئة من قتلى دير الزور هم من العسكريين الذين لا ينتمون غالبًا إلى المحافظة، وكثير منهم لا ينتمون إلى سورية كلها.

الغوطة الشرقية كانت ملتهبة هذا الشهر، حيث مارست قوات النظام عليها وحشية منفلتة في رد فعل على معركة السيطرة على إدارة المركبات التي تخوضها حركة أحرار الشام.

قتلى حماة، من العسكريين معظمهم، سقطوا بسب المعارك العنيفة في ريف حماة الشمالي الشرقي بين قوات النظام والميليشيا المحاربة معها من جهة، وهيئة تحرير الشام وبعض الفصائل الإسلامية المحاربة معها من جهة أخرى.

نلاحظ هذا الشهر أيضًا عددًا كبيرًا من المجازر التي ارتُكبت في الغوطة الشرقية وحلب ودير الزور، ولعل أبشعها مجزرة الطيران الروسي في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي التي قتلت 82 شخصًا كانوا يتسوقون في سوق المدينة الشعبي. ونُبقي السؤال مفتوحًا عن هذا القاتل الذي تستهويه المستشفيات والمدارس وأفران الخبز والأسواق الشعبية قبل أي شيء آخر، وهو في الوقت ذاته صاحب فكرة خفض التصعيد وقائد العملية السياسية.

الحرب على داعش تذهب إلى خواتيمها، ولم يتبق للتنظيم إلا مساحة صغيرة في البادية وبضع قرى، والمؤشرات والتصريحات جميعها تشير إلى أن الخلاص منه بات وشيكًا. لكن يبدو أن زوال داعش سيرتب استحقاقات جديدة مقلقة جدًّا بالنسبة إلى بعض الأطراف، خاصة للنظام وحليفه العضوي إيران، حيث يعود ملف النظام إلى صدارة المشهد بعد تسوية ملف الإرهاب، وربما يفسر ذلك حالة الاستعجال في العملية السياسية لعلها ترتب أوضاعًا جديدة مريحة ومستقرة للنظام، وربما يفسر ذلك، جزئيًّا على الأقل، ارتفاع صوت النظام المفاجئ تجاه قوات سوريا الديمقراطية وتهديده بطردها من الرقة بوصفها ممن “يسعون إلى تقسيم الدولة وإضعافها” بحسب تعبير رأس النظام. ومما لا شك فيه أن سورية ستشهد صراعات جديدة وتحالفات جديدة، ولن يكون ما بعد داعش مثل ما قبلها.

في الشمال الغربي تتابع أرتال الآليات العسكرية التركية دخولها إلى إدلب وتمركزها بصورة خاصة في محيط عفرين استعدادًا على ما يبدو، لعملية عسكرية ضد القوات الكردية هناك، وأنباء عن بدء مناوشات عسكرية بين الطرفين.

أما في الغوطة الشرقية، فيستمر الحصار الخانق من جانب، والقصف المتواصل من جانب آخر، ليحول حياة 400 ألف مواطن هناك إلى جحيم بكل معنى الكلمة.

أما على صعيد العملية السياسية، فبعد ما يبدو أنه فشل ذريع لمؤتمر سوتشي للحوار الوطني الذي أعلنه الروسيون، بسبب رفض أطياف المعارضة معظمها له، ما دفع إلى تأجيله حتى شباط/ فبراير المقبل، سيطر مؤتمر الرياض2 الذي استضافته الرياض بين 22-24 من هذا الشهر، ثم مؤتمر جنيف الذي انطلق في 28 من هذا الشهر، على المشهد السياسي، أما مؤتمر الرياض الذي حضره 140 شخصية معارضة وشبه معارضة، فقد تمخض عن انتخاب هيئة تفاوض جديدة ووفد مفاوض جديد يرأسه نصر الحريري، الأمين العام السابق للائتلاف الوطني. ويضم في صفوفه، إضافة إلى الائتلاف والفصائل العسكرية وهيئة التنسيق والمستقلين، كلًّا من منصتي القاهرة وموسكو بأربعة أعضاء لكل منها.

أثبت مؤتمر الرياض2 أن المعارضة تنحدر من استحقاق إلى استحقاق، وتفقد قوتها وقدرتها على الفعل والمناورة، وتفقد انسجامها وشعبيتها، واستطاع الروسيون ومعهم ديمستورا الذي لا يمكن النظر إليه إلا بوصفه دبلوماسيًّا روسيًّا، أخذ المعارضة إلى المكان الذي يريدونه، وأصبحنا الآن، بعد استقالة بعض الشخصيات المهمة والصلبة، كرياض حجاب ومحمد صبرة وآخرين، وإدماج منصتي موسكو والقاهرة، أمام وفد ضعيف سياسيًّا وفنيًّا، وغير منسجم إطلاقًا، جزء وازن منه مستعد لقبول الأسد، بل يريده ويناضل لأجله، (منصة موسكو) وجزء آخر لا يمانع في بقائه، وجزء ثالث يرفض بقاءه ويطالب برحيله مع بداية العملية الانتقالية، ولا يعلم إلا الله كيف سيعمل هذا الوفد الذي يفترض أن يكون منسجمًا وموحدًا تجاه هذه القضية الأكثر أهمية وحساسية ومصيرية على الإطلاق. يضاف إلى ذلك غياب أي أنظمة أو آليات تحدد للوفد طريقة عمله ورجوعه إلى هيئة التفاوض، والتزامه بالبيان الختامي للرياض 2.

وقد دخل هذا الوفد بامتحان المفاوضات بعيد تشكيله، وهو الآن في جنيف يواجه الجعفري وديمستورا وهذه الأجواء المعادية والمسمومة كلها، وجميعنا بالانتظار.

اضغط هنا لتحميل الملف


مركز حرمون للدراسات المعاصرة


المصدر
جيرون