ضغوط دولية على وفد المعارضة في جنيف لـ"تجميد" المطالبة بتنحي الأسد



السورية نت - رغداء زيدان

يزدحم مقر إقامة المعارضة السورية في جنيف بحركة مبعوثين ودبلوماسيين غربيين يضغطون على المعارضة للقبول بـ"تجميد" مطلبها بتنحي بشار الأسد بهدف إعطاء دفع للمفاوضات مع وفد نظام الأسد حول التسوية.

ويقول عضو في وفد المعارضة المفاوض رافضاً الكشف عن اسمه: "يكرر معظم الدبلوماسيين الذين زارونا الدعوة ذاتها عليكم التحلي بالواقعية اذا كنتم تريدون تسوية النزاع".

ويضيف: "يريدون منا تجميد مطلب تنحي الأسد، وليس التخلي عنه تماماً".

وكانت المعارضة تعرضت لضغوط مكثفة للمجيء إلى جنيف بوفد موحد، الأمر الذي نجحت بتحقيقه بعد اجتماع عقدته في الرياض قبل أسبوعين.

والتقى وفد المعارضة السورية الخميس المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى سوريا "ستافان دي ميستورا" في الأمم المتحدة.

وقالت عضو الوفد بسمة قضماني للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع: "أظهرنا أننا هنا من أجل الانخراط البناء مع الأمم المتحدة، لكن ليس لدينا شريك حتى الآن" على طاولة المفاوضات.

وانتقدت قضماني رداً على سؤال ربط وفد النظام بين مضمون المحادثات والتطورات الميدانية والعسكرية في سوريا. وقالت: "نحن هنا لا نبني عملية سياسية على أساس موازين القوى على الأرض، وإذا كنا سنفعل ذلك فلسنا بحاجة إلى الأمم المتحدة ولا بحاجة إلى المرجعية الدولية".

والتقى الوفد المفاوض المعارض منذ وصوله عدداً من الدبلوماسيين، آخرهم الأربعاء المستشارة الأمريكية للملف السوري "ستيفاني ويليامز"، والأسبوع الماضي نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي "ديفيد ساترفيلد"، ومبعوثين من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والصين، وغيرهم.

ويقول الوسطاء الغربيون للمعارضة، بحسب عضو وفدها، إن فكرة "تجميد" تنحي الأسد هي من باب "إحراج وفد النظام" ودفعه للقبول بمفاوضات مباشرة معها.

وجدد الوفد المعارض الموحد تمسكه لدى وصوله إلى جنيف في بداية الجولة الثامنة برحيل الأسد عن السلطة مع بداية المرحلة الانتقالية، ما أثار غضب النظام الذي يعتبر الموضوع غير قابل للنقاش.

وبدأت جولة المحادثات الراهنة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني ثم علقت لثلاثة أيام، قبل أن تستأنف الأمم المتحدة لقاءاتها الثلاثاء مع وفد المعارضة، فيما أعلن النظام أن وفده سيعود الأحد إلى جنيف.

وهناك ردود فعل متباينة داخل المعارضة إزاء الضغوط.

ويشرح مصدر في وفدها في جنيف: "ثمة تيار رمادي يتسع داخل الوفد يضغط للمضي بهذا الخيار، لكن ممثلي الفصائل العسكرية وبعض السياسيين يواجهونه برفض مطلق".

موقفنا ثابت

ويشدد عضو هيئة التفاوض والقيادي في جيش الاسلام محمد علوش، أبرز فصائل الغوطة الشرقية قرب دمشق، على أن "موقفنا ثابت برحيل الأسد منذ بدء المرحلة الانتقالية".

ويضيف: "إذا كان لدى أي جهة هذا التراجع، فهي تمثل نفسها فقط"، منتقداً بشدة المجتمع الدولي الذي "يحابي المجرم ويحاول تجاوز جرائمه".

وجزم "دي ميستورا" أن "مسألة الرئاسة لم تناقش" خلال محادثاته مع الوفدين الأسبوع الماضي. وأعلن أن جدول الأعمال يتناول مبادئ عامة وبشكل خاص موضوعي الدستور والانتخابات.

ويبدو تخلي المعارضة عما كانت تعتبره من "ثوابتها" خياراً صعباً.

وتقول الباحثة في معهد الشرق الأوسط رندة سليم: "لا أعتقد أن الوفد الموجود راهناً في جنيف قادر على فعل ذلك وبأن يحتفظ في الوقت ذاته بقدر من المصداقية في عيون الملايين من السوريين الذين خسروا الكثير في مواجهة نظام الأسد".

وبرأي سليم: "تعب حلفاء المعارضة من النزاع ويريدون أن يتوقف. الاعتقاد السائد لديهم أن الأسد قد ربح" جولة الحرب.

لكنها تتوقع، حتى لو رضخت المعارضة للضغوط بشأن الأسد، أن يجد الأخير "عذراً آخر لعدم الدخول في مفاوضات جادة".

تمثيل الأكراد

كما يتعرض المعارضون لضغوط من أجل القبول بمطلب آخر هو تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في الوفد المفاوض.

وتؤكد مصادر معارضة عدة أن دبلوماسياً أمريكياً رفيع المستوى ودبلوماسيين أوروبيين حملوا هذا المطلب إلى الوفد الأسبوع الماضي. لكن المعارضة أبدت "رفضها المطلق"، معتبرة ذلك بمثابة "عقبة جديدة" أمام المحادثات.

ويأخذ المعارضون على الأكراد عدم تصديهم منذ اندلاع الثورة في العام 2011 لقوات نظام الأسد.

ومنذ انطلاق مسار جنيف في العام 2014، لم يتلق الأكراد أي دعوة للمشاركة في المحادثات. لكن الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي شاهوز حسن أكد أن الأكراد تلقوا "تأكيدات من الأمريكيين والروس أنه لن تكون هناك أي تسوية من دوننا ولن يكتب الدستور من دون مشاركتنا".

ووجهت روسيا مؤخراً دعوة الى الأحزاب الكردية في شمال سوريا للمشاركة في مؤتمر حوار بين النظام والمعارضة تنوي تنظيمه في الشهرين المقبلين في سوتشي من دون تحديد موعده.

وترى المعارضة في هذا المؤتمر "التفافاً" على مسار جنيف، ومحاولة إضافية للضغط على المعارضة.

ويقول قيادي في فصيل معارض: "تقترح موسكو علينا المشاركة في المؤتمر بوصفه الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب".

في المقابل، يقول مصدر مطلع قريب من النظام في دمشق: "سيفتح المؤتمر الباب واسعاً أمام حوار موسع بين كل السوريين فيما يقيد جنيف الحوار بين وفد حكومي ومجموعة من المعارضات لا تمثل أحداً".

ويضيف: "مؤتمر سوتشي سيرسم الحل السياسي، لطرحه لاحقاً في جنيف".

اقرأ أيضا: "إسرائيل": إطلاق صافرات الإنذار في المناطق المحاذية لقطاع غزة




المصدر