يفرضون إتاوات على المدنيين ويهددونهم إن أخبروا الروس بذلك.. "الفرقة الرابعة" تعود بحواجزها لدرعا



السورية نت - مراد الشامي

عادت قوات نظام بشار الأسد إلى توسيع انتشارها العسكري في جنوب سوريا، رغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هناك، وإقامة منطقة "خفض تصعيد" باتفاق روسي، أمريكي، أردني، وعادت معها سياسات التضييق على المدنيين ومن بينها فرض الإتاوات عليهم.

وقالت مصادر محلية لـ"السورية نت"، اليوم الخميس، إن قوات النظام نشرت 4 حواجز عسكرية تتبع لـ"الفرقة الرابعة" في ريف درعا، أولها يفصل بين بلدتي دير البخت وكفر شمس، والثاني يفصل بين مدينة الصنمين و بلدة دير البخت، والثالث يقع على أوتستراد (دمشق - درعا) شرق مدينة الصنمين، والرابع يقع على نفس الطريق بالقرب من مدينة خربة غزالة شرقي درعا.

وانعكس انتشار تلك الحواجز لقوات "الفرقة الرابعة" سيئة الصيت، سلباً على السكان الذين يتنقلون من وإلى مناطق سيطرة قوات المعارضة.

وقال أحد السكان لـ"السورية نت" طالباً عدم ذكر اسمه خوفاً على سلامته، إن الحاجز الفاصل بين مدينة الصنمين و بلدة دير البخت يفرض إتاوات على المدنيين الذين يريدون إدخال مواد غذائية، وتموينية، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.

وأضاف أن عناصر الحاجز يمنعون دخول المواد الغذائية والتموينية إلا بكميات محدودة ، وأنه في حال جلب المدنيين لكميات أكبر من المسموح إدخالها، إما تتم مصادرتها، أو إجبار حاملها على العودة وتفريغها في مناطق سيطرة النظام.

وتنشر هذه الحواجز في درعا على مقربة من حواجز الشرطة العسكرية الروسية، التي تموضعت في مناطق عدة بريف درعا بعد اتفاق خفض التصعيد، وقال محمد (اسم مستعار) وهو أحد السكان لـ"السورية نت" أنه مر على أحد تلك الحواجز خلال الأسبوع، وأن "عناصر الفرقة الرابعة يهددون الأهالي قبل الوصول لحاجز الشرطة الروسية بعدم الحديث عن ما يقومون به من ممارسات ضدهم أمام عناصر الشرطة الروسية".

وتخشى قوات النظام من معرفة الروس بعمليات التعفيش أو السرقة، وذلك لأن روسيا تحاول ضبط الأمور في المناطق التي يسيطر عليها النظام، أو تلك التي استعاد سيطرتها مؤخراً كما حصل في الأحياء الشرقية لحلب، عندما استباحت قوات النظام ما تبقى من منازل وأملاك للمدنيين، وحينها اضطرت موسكو لنشر قوات من الشرطة العسكرية التابعة لها لضبط سلوك قوات الأسد.

وتهدف روسيا من وراء ذلك إلى طرح نفسها أمام السوريين على أنها ضامنة لأمنهم، وكخطوة لإنجاح اتفاقيات وقف إطلاق النار، التي من خلالها تحاول روسيا إظهار الجانب الحسن من تدخلها العسكري لجانب الأسد، لا سيما وأن دولاً غربية ومنظمات حقوقية دولية تؤكد ارتكاب موسكو لعمليات قتل واسعة في سوريا بحجة محاربة الإرهاب.

ويتزامن انتشار تلك الحواجز مع تحشد لعناصر من ميليشيا "حزب الله"، و "الحرس الثوري" الإيراني في بلدتي جدية، و دير العدس شمال درعا بالقرب من مدينة الصنمين.

وتلعب حواجز "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، دوراً رئيسياً في تأمين طرقات إمداد تلك الميليشيات من الثكنات العسكرية التي تعتبر مقرات رئيسية لها كمقر قيادة الفرقة التاسعة في الصنمين ومقر قيادة الفرقة السابعة في بلدة زاكية، واللواء 121 بالقرب من بلدة كناكر بريف دمشق الغربي.

وارتكبت "الفرقة الرابعة" عمليات قتل واسعة في المناطق التي دخلتها، وكان لها دوراً رئيسياً في العمليات العسكرية التي خاضتها قوات النظام ضد المعارضة في درعا، وخسرت الفرقة عدداً كبيراً من جنودها وضباطها خصوصاً في مدينة داريا والغوطة الشرقية بريف دمشق.

 




المصدر