وزير إسرائيلي يرى تلميحاً من ترامب لتقسيم القدس.. ومئات الفلسطينيين أُصيبوا خلال الاحتجاجات

8 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
6 minutes
السورية نت – مراد الشامي

قال وزير شؤون القدس الإسرائيلي، زئيف إليكن، اليوم الجمعة، إن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس “عاصمة لإسرائيل”، صيغ بطريقة توحي “بأن هناك مجالاً لسيطرة فلسطينية في نهاية الأمر على جزء من المدينة”، لكنه توقع أن تعارض إسرائيل ذلك، في وقت شهدت الأراضي الفلسطينية ودولاً عدة احتجاجات واسعة ضد قرار واشنطن.

وخالف إعلان ترامب سياسة أمريكية دامت عقوداً، مما أثار غضب العالم العربي وقلق حلفاء واشنطن في الغرب.

وتعتبر إسرائيل القدس “عاصمتها الأبدية” وأنها غير قابلة للتقسيم، فيما يصر الفلسطينيون على أن تكون القدس عاصمة لدولة يسعون لإعلانها على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، في حين أن الشطر الشرقي للمدينة متخم بمقدسات يهودية وإسلامية ومسيحية تضيف حساسيات دينية عميقة للنزاع بشأن السيادة عليها.

وفي كلمته يوم الأربعاء الفائت لم يستخدم ترامب كلمات تعكس وصف إسرائيل التقليدي للقدس. وحين سُئل إلكين عن هذا قال “أعتقد أن عدم تطرقه إلى هذا في كلمته مقصود”، مضيفاً: “لقد أشار حتى إلى أن الحدود في القدس ستتحدد أيضا خلال المفاوضات، وهو ما يفترض خيار التقسيم”.

وكان إلكين يشير إلى تنبيه ترامب بأن القرار الأمريكي بشأن القدس لا يشكل “اتخاذ أي موقف من قضايا الوضع النهائي ومنها حدود السيادة الإسرائيلية على القدس أو الحدود المتنازع عليها”، حسب قوله.

وقال ترامب في هذا السياق: “هذه القضايا متروكة للأطراف المعنية”، مضيفاً أن واشنطن لا تزال ترغب في موافقة الإسرائيليين والفلسطينيين على حل الدولتين من أجل السلام”.

وبدوره كرر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون نفس التصريحات، اليوم الجمعة في باريس، وقال: “فيما يتعلق بباقي القدس..لم يشر الرئيس إلى أي وضع نهائي بالنسبة للمدينة. كان واضحاً للغاية بأن الوضع النهائي بما في ذلك الحدود سيترك للتفاوض واتخاذ القرار بين الطرفين”.

وكغيرها من القوى العالمية الأخرى، وامتثالاً لقرارات مجلس الأمن الدولي منذ حرب عام 1967، أحجمت الولايات المتحدة عن الاعتراف بأي سيادة على القدس وهي إحدى أكبر القضايا الشائكة في الصراع بالشرق الأوسط.

وأعرب الوزير الإسرائيلي أنه كان سيشعر بسعادة لو وصف ترامب القدس بأنها “العاصمة الموحدة لإسرائيل”. لكن قلل من احتمالات التقسيم قائلاً إن “إدارة ترامب لن تسير على هذا النهج إلا إذا قبلت به حكومة نتنياهو”.

وأضاف إلكين في تصريحاته التي أذاعها راديو تل أبيب 102: “هذا أمر مهم للغاية وحالياً ليس لدي شك في أن إسرائيل سترفض في النهاية، وفي الواقع، هذا هو الأهم”، وفق قوله.

من جانبه، رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بغضب وقال إن واشنطن تخلت عن دورها كوسيط سلام ووصف القدس بأنها مدينة فلسطينية عربية مسيحية مسلمة والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين.

وفي ثلاثة بيانات للترحيب بالخطوة الأمريكية، لم يشدد نتنياهو على عدم قابلية القدس للتقسيم، وأحجم المتحدث باسم نتنياهو عن الإجابة حول سؤال وجه له من وكالة رويترز بشأن هذه المسألة.

وفي تصريح قبل إعلان ترامب، أقر السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، رون ديرمر، بأن إعلان القدس “عاصمة لإسرائيل لا يستبعد السيادة الفلسطينية هناك ولو في نظر الوسطاء الأجانب على الأقل”.

وقال ديرمر لموقع بوليتيكو الإخباري في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري: “كل خطة سلام طرحت كانت تضم القدس عاصمة لإسرائيل. وتوجد خطط سلام أخرى اقترحت أن تكون (القدس) عاصمة لدولتين وهذه قضية أخرى”.

يشار إلى أن إسرائيل ضمت القدس الشرقية بعد احتلالها. لكن القوى العالمية والأمم المتحدة لم تعترف بالسيادة الإسرائيلية على كل المدينة، وتقول إنه ينبغي التفاوض في هذا الشأن بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين انهارت آخر جولة من محادثات السلام بينهم في عام 2014.

جمعة غضب

وأشعل قرار ترامب احتجاجات واسعة النطاق داخل الأراضي الفلسطينية، وفي دول عربية وإسلامية، واستُشهد شاب فلسطيني وأصيب 301 آخرين من بينها إصابة حرجة، اليوم الجمعة، في مواجهات مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وسبق المواجهات في قطاع غزو، مشاركة الآلاف من الفلسطينيين في مسيرات غاضبة، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب على بعضها “القدس لنا والأرض لنا”، و”القدس لن تهون”.

 

وفي الضفة الغربية المحتلة، اندلعت المواجهات في غالبية المحافظات بعد صلاة الجمعة، واستمرت حتى ساعات الليل، أسفرت عن إصابة 245 فلسطينيًا بحالات اختناق والرصاص المطاطي والحي.

وفي مدينة القدس، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه قدم الإسعاف، لفلسطينييْن اثنين، أصيبا في المدينة، جراء تعرضهما للضرب على يد الشرطة الإسرائيلية، وذلك بعدما أدى نحو 27 ألف فلسطيني صلاة “الجمعة” في المسجد الأقصى، حسب مدير المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب.

وكانت كل من مصر، والأردن، والعراق، والمغرب، وموريتانيا، والجزائر، وتونس، ولبنان، والسودان، وتركيا، وباكستان، وإندونيسيا، شهدت اليوم الجمعة احتجاجات على قرار الرئيس ترامب، مؤكدين أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين.

 

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]