تقرير مصوّر: (النور) ترعى الأيتام في إدلب



[youtube https://www.youtube.com/watch?v=s3fiZ3VIfyI?feature=oembed&w=1500&h=844]

تأسّست (مدرسة النور الداخلية) لرعاية الأيتام، على يدِ بعض المتطوعين، في ريف إدلب الغربي عام 2012، ويبلغ عدد الأطفال الأيتام المسجلين فيها حاليًا نحو 50 طفلًا، من مختلف المناطق السوريّة، وتوفّر المدرسة كافة احتياجات الأيتام، من مسكنٍ وغذاء ورعاية صحية وتعليمية وترفيهية.

قال (محمود)، المشرف في (مدرسة النور الداخلية)، لـ (جيرون): “تستقبل المدرسة الطلاب الأيتام، وتسعى -بكل ما تملك من إمكانات- لتأمينهم وتوفير حياةٍ كريمة لهم، عبر تقديم ما يلزمهم من حاجات رئيسة، وخدمات تعليمية، ريثما يكملون المرحلة الثانوية، وبعدئذ يمكنهم متابعة تعليمهم العالي في الجامعات التركية، على حساب المدرسة”.

اعتقلت قوات النظام والد الطفل نديم أبو بكر منذ أربع سنوات، وبعد عدّة أشهر، أعادته جثة هامدة، وقد بدا عليها أشدّ أنواع التعذيب. بقي نديم وإخوته ووالدته بلا معيل؛ واضطروا إلى النزوح من دمشق إلى إدلب.

قال أبو بكر لمراسل (جيرون) في إدلب فارس وتي: “كنتُ أعيش في دمشق، وتعرّض والدي للاعتقال، وبعد فترة وجيزة توفي داخل المعتقل، بعد تعرضه لتعذيبٍ شديد، وتقطعت بنا السبل في دمشق، فأنا وإخوتي صغار، وأمي لا تعمل. لم يكن أمامنا من خيار سوى دور الأيتام، فتوجّهت أمي وإخوتي الصغار إلى دار (أمهات المؤمنين للأرامل والأيتام)، فيما قدِمت أنا إلى (مدرسة النور الداخلية)”.

أضاف: “مضى على وجودي في (مدرسة النور) 3 سنوات، وقد تكفّلت بكل احتياجاتي ومصاريفي التعليمية، وحاليًا وضعي جيد، وأزور عائلتي كل أسبوعين”.

من بين الأطفال الذين استقبَلَتهم المدرسة أيضًا عبد الباسط عبيد، من ريف حماة الشمالي، وقد فقَد والده في إثر تعرّضه لإصابة بقذيفة استهدفت منزلهم منذ ثلاث سنوات، وضاقت به وبعائلته الحال؛ فاضطروا إلى النزوح إلى ريف إدلب، وهناك عانوا ظروفًا صعبة جدًا، وباتوا في العراء، إلى أن التحقتْ والدته بمخيم الأرامل، وتوجّه هو إلى (مدرسة النور الداخلية).

قال عبيد لـ (جيرون): “في البداية، كان ابتعادي عن والدتي صعبًا، لا سيما أن دُور الأرامل لا تستقبل الأبناء الذكور الذين تخطّوا سنًا معينة، حرصًا على خصوصية النساء، إلا أن مشرف المدرسة تمكّن من إقناع والدتي بأهمية انفصالي عنها، ومتابعة تعليمي في المدرسة، وحاليًا كلانا يشعر براحةٍ واستقرار”.

أشار (اتحاد منظمات المجتمع المدني السوري)، في إحصاءٍ أجراه عام 2016، إلى أن عدد الأيتام السوريين المُسجّلين بلغ 450 ألفًا، إلا أن إحصاءات أخرى تؤكد أن عدد الأيتام السوريين الفعلي يتجاوز 800 ألف، ومعظمهم بحاجة إلى الرعاية والدعم.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون