3 تطورات في الجنوب السوري تحمل مؤشرات لمرحلة جديدة



السورية نت - مراد الشامي

أمجد عساف - خاص السورية نت

شهد الجنوب السوري 3 تطورات مفاجئة يربطها معارضون سوريون موجودون هناك في الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أمريكا، وروسيا، والأردن، في يوليو/ تموز الماضي بإقامة منطقة لـ"خفض التصعيد" في درعا والقنيطرة.

ويقول معارضون بعضهم ضمن الفصائل المسلحة، أن هنالك توجه جراء التوافق بين الدول الثلاثة لتجميد الجبهات هناك قدر الإمكان، وإيقاف المواجهات بين قوات النظام والمعارضة، مشيرين إلى مسعى إيراني لعرقلة حدوث ذلك، والاستمرار في تحويل المنطقة القريبة من حدود الأراضي التي تحتلها إسرائيل إلى بقعة ملتهبة.

وتحدث أكثر من مصدر من المعارضة في الجنوب السوري لـ"السورية نت"، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم، وأشاروا إلى ضغوطاً تمارس على كل من النظام والمعارضة لتحقيق هدف إيقاف القتال بين الطرفين.

أعمال الإغاثة

وعلمت "السورية نت" من المصادر أنه تم إيقاف عمل فريق لجنة الإغاثة الدولية (IRD) في خطوة فاجأت المجالس المحلية التي تدير شؤون المدنيين في مناطق المعارضة بريف درعا، حيث اتُخذ قراراً بوقف كافة نشاطاتها الإغاثية في الجنوب السوري.

وكانت اللجنة تعمل على توزيع المواد الإغاثية لمعظم القرى في ريفي درعا والقنيطرة، وتشكل حلاً كبيراً لعدم توفر المواد الغذائية خصوصا للمهجرين قسراً، الذين استولت قوات النظام على قراهم بشكل تام دون إعادتهم إليها.

ويعمل ضمن الفريق الذي تم إيقافه نحو 176 عاملاً من الذين فقدوا فرص عملهم في مناطق النظام، أو من الذين لم تتح لهم الفرص سابقا أخذ دورهم في التوظيف، خصوصاً خريجي الجامعات والمعاهد.

وقال أحد المصادر إن "توقف الدعم من الجهة الإغاثية الأساسية المتعاقدة مع لجنة الإغاثة الدولية هو السبب الأساسي لذلك، وأيضاً ترافق هذا الأمر مع تخفيض حصة الجنوب من المساعدات الإغاثية الدولية المدخلة من الأردن إلى النصف، ليتم توزيعها حصراً بالتنسيق مع مجلسي محافظتي درعا والقنيطرة على المجالس المحلية التابعة لهما وفقا للترتيب الجديد".

وتعد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) من أبرز الداعمين للجنة الإغاثة، ورجح أحد الموظفين الذين تم إيقافهم عن العمل في تصريح لـ"السورية نت" أن يكون إيقاف نشاط اللجنة الإغاثية "مرتبط بتوقف خطة الدعم الأمريكية لمنطقة جنوب سوريا بشكل عام، نتيجة للترابط بين مستويات الدعم كافة الإغاثية منها والعسكرية".

وقال إن "هذا سيؤثر بالنتيجة على وقف الأعمال العسكرية باتجاه مناطق النظام، وإجبار الفصائل العسكرية على منع أي حوادث يمكن أن تخلق موجات جديدة من النزوح وتزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في الجنوب السوري".

لكن مصدراً آخر من فصائل المعارضة، قال إن "عوامل إضافية ساهمت باتخاذ قرارات تخفيض الدعم بالمواد الإغاثية جنوب سوريا، أهمها التوزيع لفئات غير مستحقة للمساعدات الإنسانية من قبل المنظمات العاملة على التوزيع، بالإضافة انتشار بيع تلك المواد في الأسواق المحلية"، وأشار أيضاً إلى أن بعض المساعدات تذهب للعسكريين.

وستقتصر آليات التوزيع القادمة على منح المساعدات الغذائية لأسماء محددة ووفقا لأسماء محددة يتم اعتمادها من قبل المجالس المحلية ورفعها إلى مجالس محافظتي درعا والقنيطرة.

إيقاف SMO عن العمل

وإلى جانب تحجيم النشاط الإغاثي، فإن تغيراً مفاجئاً على مستوى الإعلام حدث أيضاً في الجنوب السوري، فبعد نحو أربع سنوات من عملها، تم الإعلان بشكل مفاجئ عن إيقاف الهيئة السورية للإعلام SMO بالرغم من كونها تعمل على تغطية الأحداث في مختلف مناطق سوريا، إلا أن الهيئة التي ضمت في كوادرها نحو 70 إعلامياً ومراسلا من الداخل السوري كانت تمثل اليد اليمنى للجبهة الجنوبية، وهي ممولة من غرفة العمليات الدولية في الأردن (الموك).

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "السورية نت"، فإن إغلاق الهيئة كان مفاجئاً لكل الكادر العامل فيها سواء في الأردن أو الداخل السوري، واتُخذ هذا القرار بعد اجتماع للمسؤولين عنها في الأردن مع مسؤولين أمريكيين أبلغوهم بقطع الدعم، ووجوب تسليم كافة المواقع والصفحات الإلكترونية لهم وإصدار بيان بإيقاف العمل.

وربطت المصادر بين وقف الدعم عن الهيئة السورية للإعلام والاتفاق بين روسيا وأمريكا والأردن، مشيرةً أنه لن يكون هنالك تراجع في القرار رغم حملة الاستنكارات و الإدانات التي عبرت عنها قيادات فصائل الجبهة الجنوبية.

"مؤتمر حوران الثوري"

وبعد الفشل الأولي في تشكيل قيادة موحدة للفصائل العسكرية في الجنوب السوري وتأجيل المشروع حتى آشعار آخر، أصدر نحو 15 فصيلاً وتشكيلاً من المجاميع المنضوية في صفوف الجبهة الجنوبية وأهمها فوج المدفعية، وفرقة فلوجة حوران، وتحالف ثوار الجيدور، وجبهة ثوار سوريا، بيانا رفضوا من خلاله مخرجات مؤتمر حوران الثوري المنعقد أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

واتهمت تلك الفصائل والتشكيلات العاملين ضمن مؤتمر حوران الثوري "بزيادة الشرخ وإفساح المجال لتمرير الأجندات الغريبة عن حوران"، حسب قولهم.

وفسرت المصادر التطورات الآنفة الذكر بأنها تأتي ضمن سياق إعادة ترتيب صفوف التشكيلات العسكرية للمعارضة، وإحداث تغيير في إدارة الشؤون المدنية، فيما تلعب الدول الداعمة دوراً أساسيا في رسم هذه التطورات، التي يُخشى منها أن تؤدي إلى مزيد من الشرخ.

توسع إيراني

في هذه الأثناء، تواصل إيران عبر ميليشياتها وعلى رأسها "حزب الله" في تسخين المنطقة الجنوبية، وذلك عبر توسيع الميليشيا لانتشارها العسكري في درعا، والتي تهدف إلى شن هجوم باتجاه قرية زمرين وصولاً إلى تل الحارة الاستراتيجي.

وكانت ميليشيا "حزب الله" قبل عدة أيام عززت مواقع لها في كتيبة المدفعية ببلدة جدية بالقرب من تل الحارة الاستراتيجي شمال درعا الأمر الذي فسره مراقبون للوضع الميداني بنية تلك الميليشيات القيام بعملية عسكرية وشيكة في تلك المنطقة .

ويعبر ازدياد الخلافات الحاصلة مؤخراً بين قوات النظام وميليشيات إيران عن خروج تلك الميليشيات عن سيطرة النظام ومن خلفه روسيا وهو ما يعني عدم رضا روسي عن أفعال تلك الميليشيات في جنوب البلاد لما تسببه من إحراج سياسي لها أمام حليفتها إسرائيل.

وبعد مرور أربعة أشهر على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا والذي توصلت له الولايات المتحدة وروسيا والأردن، كان أبرز ملفات الاتفاق الوجود الإيراني، فقد اشترطت الأردن لإتمامه ابتعاد تلك الميليشيات عن حدودها مسافة 40 كم باعتبارها خطراً يهدد أمنها، ولكن مع مرور الوقت بدأت تتكشف ملامح ازدياد هذا الوجود في الجنوب السوري منذراً بخطر قد يؤدي لانهيار الاتفاق الثلاثي.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" قد عبر خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على ضرورة ابتعاد تلك الميليشيات عن المنطقة الحدودية وإلا ستقوم إسرائيل باستهداف أماكن تواجدها.

كما شدد الناطق باسم الحكومة الأردنية عبد الله المومني على أن وجود الميليشيات الطائفية على حدود المملكة الأردنية أمر غير مقبول ولن يتم السماح بذلك .

اقرأ أيضا: "سنعمر لك من جيبك".. حكومة الأسد تفرض قانونا يزيد من ضريبة "إعادة الإعمار" والمواطن أشد المتضررين




المصدر