دفن جنود الأسد مجهولي الهوية.. أزمة تتفاقم بوجه النظام وتفتح عليه باب سخطٍ من الموالين له



السورية نت - مراد الشامي

تتفاقم أزمة القتلى مجهولي الهوية في صفوف قوات نظام بشار الأسد، وتتعالى معها أصوات عائلات الجنود القتلى بعدم دفن أي من هؤلاء قبل استنفاذ المحاولات للتعرف عليهم، وولد ذلك سخطاً حتى بين الموالين للأسد الذي يعتقدون أن النظام لا يبذل جهداً كافياً لإخبار الأهالي بمصير أبنائهم المفقودين.

واليوم الأحد، شيعت قوات النظام 25 جثة مجهولة الهوية من جنودها، وتم دفنهم في "مقبرة الشهداء" بمدينة حمص، ودأبت المدن التي يسيطر عليها النظام على مشاهد مواكب من التوابيت المحملة بجثث قتلى لم تُعرف هوياتهم.

ولا تقدم وسائل إعلام النظام مزيداً من التفاصيل عن مثل هؤلاء المقاتلين، وتكتفي بالقول إنهم مجهولو الهوية وأنهم "قُتلوا في معارك الشرف"، في حين أن التشييع الرسمي وإطلاق الرصاص في الهواء وإنشاد النشيد الخاص بالنظام، لا يرضي أهالي القتلى.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات ومنشورات لسوريين غاضبين مما اعتبروه عدم مبالاة المؤسسة العسكرية للنظام بانتظار أعداد كبيرة من العائلة لمعرفة مصير أبنائها.

وتعرضت سلطات النظام لانتقادات على وسائل التواصل، نتيجة عدم إجرائها لاختبارات الحمض النووي لجثث القتلى مجهولي الهوية، لمعرفة نسبهم وإعادتهم إلى عائلاتهم، ودفنهم في مسقط رأسهم، حيث تلجأ كثير من الدول الدول إلى هذا الاختبار للأشخاص الموتى الذين يصعب التعرف عليهم.

وكانت أكثر التعليقات على الصفحات الموالية للنظام قد طالبت برفض دفن القتلى مجهولي الهوية، "لأن لهم زوجات وأمهات وأطفال ما يزالون ينتظرون معرفة مصيرهم".

ونتيجة لوجود أعداد كبيرة من قتلى النظام لا يُعرف مصيرهم منذ سنوات، انتشرت على موقع "فيس بوك" العديد من الصفحات المعنية بمتابعة هذه القضية، ومن أبرزها صفحة "المفقودين"، والتي تنشر مطالبات للنظام بين الحين والآخر بالتحرك لمعرفة مصير الجنود المختفين.

وكانت الصفحة قد أعلنت الشهر الماضي عن دعوة لحضور ندوة نظمها فرع نقابة أطباء الرقة، وذلك لتقديم إرشادات للأهالي تساعدهم قدر المستطاع للتعرف على جثامين القتلى مجهولي الهوية.

وكان للصفحة دور في دفع موالين للنظام إلى الاحتجاج أمام مجلس الشعب بالعاصمة دمشق العام الماضي، للمطالبة بالكشف عن مصير آلاف المقاتلين المفقودين.

وبالنسبة لهؤلاء القتلى مجهولي الهوية، فإن النظام يكتفي بدفنهم، ولا تحصل عائلاتهم على تعويضات مادية، أو تسهيلات لتوظيفهم في الدوائر الحكومية.

وليس حال عائلات القتلى الذين عُرفت هوياتهم ودفنوا في مسقط رأسهم بأفضل حال، فالكثير منها اكتف النظام بمنحها مساعدة مالية لمرة واحدة فقط، ويصبح الحال أسوأ بالنسبة للعائلات التي فقدت معيلها الوحيد.

وكان عضو مجلس محافظة حمص الإعلامي، وحيد يزبك، ندد في وقت سابق بالمعاملة السيئة التي تتلقاها نساء قتلى قوات في الدوائر الحكومية، وإهمال النظام لهن ما يضطرهن إلى القبول بأعمال متعبة ومردودها قليل.

وظهر يزبك في مقطع فيديو لـ يزبك وقد بدا منفعلاً في كلامه، وأشار موجهاً كلامه لأعضاء في مجلس محافظة حمص، أن الجندي بصفوف قوات النظام الذي يُقتل على الجبهات لو يعلم أن زوجته ستعمل في أعمال "الشطف والمسح" لم يكن يريد لـ"يستشهد".

وأعرب عن غضبه من إهمال نساء القتلى متحدثاً عن أن المقاتل بصفوف النظام يتعرض للخديعة عندما يعتقد أن هنالك من سيهتم بذويه بعد موته. وقال متحدثاً عن إحدى الحالات: "زوجة شهيد وهو شهيد معروف، عم تشطف وتمسح بأحد الأماكن".

وأدى استقدام النظام للميليشيات الأجنبية والاعتماد عليهم بشكل رئيسي ولد مشكلات مع قوات النظام، إذ يشعر هؤلاء أن هنالك فرقاً بالمعاملة بينهم وبين المقاتلين الأجانب خصوصاً الذين تدعمهم إيران، لا سيما فيما يتعلق بالمزايا، والرواتب، وكمية الطعام التي يحصلون عليها يومياً.

ونتيجة لما ذُكر فر عشرات آلاف الشباب السوري من بلدهم خشية التجنيد الإجباري في قوات النظام، ما دفع النظام إلى اللجوء لسحب من هم أدوا سابقاً الخدمة في جيشه، وشن حملة اعتقالات تركزت بشكل رئيسي في دمشق لإجبار الشباب على القتال تحت مسمى "الخدمة الاحتياطية".

يُذكر أن النظام يحتفظ بجنود من الدورة 102 وهي من أقدم الدورات في جيشه، وانضم جنودها إلى صفوف الجيش في العام 2010، ولم يُسرحوا بسبب حاجة النظام للمقاتلين جراء خسارته أعداداً كبيراً من قواته خلال السنوات الست الماضية في المواجهات مع قوات المعارضة.

اقرأ أيضا: ميليشيا "أبو الفضل العباس" تعلن حل نفسها وتضع مقاتليها تحت تصرف القوات المسلحة العراقية




المصدر