شاشات "سيرونكس".. عقود جديدة تمكن إيران اقتصادياً في سوريا



السورية نت - رغداء زيدان

وقّعت العامّة للصناعات الإلكترونية "سيرونيكس" في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مُذكرّة تفاهم مع شركة شهاب "الإيرانية" للصناعات الالكترونية، تقضي بالتعاون لتوريد مُكونات الشاشات التلفزيونية والمواد الأولية لتصنيعها لدى "سيرونيكس".

ويقضي الاتفاق حسبما أوردت وكالة أنباء النظام "سانا" بتوريد مُكوّنات أساسية لتشغيل خط إنتاج لمنشأة "سيرونكس" الصناعية الذي يقضي بأن تورد الشركة الإيرانية مُكونات الشاشات ذات نوع الـ "LED" على مدى ثلاث سنوات قادمة يمكن تمديدها في حال لم يعترض أحد الطرفين على ذلك.

ومنذ بداية الدعم الإيراني لنظام الأسد في حربه ضد معارضيه قدم نظام الأسد لطهران مختلف التسهيلات الاقتصادية، منها تقديم ألف هكتار من الأراضي الزراعية لإنشاء منشآت صناعية، وتطوير منجم فوسفات الشرقية، واستثمار مزرعة زاهد لتربية الأبقار في محافظة طرطوس.

وبحسب الصناعي (ج . ش)، مالك مُنشأة صناعية في ريف دمشق نقل عنه موقع "اقتصاد مال وأعمال السوريين" قوله: إن المُذكرة الأخيرة تقضي بتوريد مُكونات ومواد أولية لصناعة ستة قياسات من الشاشات "24،32،39،43،49،55"  بوصة، من قبل شركة شهاب إلى شركة "سيرونيكس"، بالإضافة لتقديم المُساعدات التقنية والهندسية في مجال خطوط الإنتاج وخدمات ما بعد البيع وتدريب الموارد البشرية.

لعبت إيران دوراً اقتصادياً متواضعاً في سوريا قبل عام 2011، وتطور دورها بصورة متزايدة خلال السنوات الماضية مدفوعاً بمصالحها الاقتصادية.

وفي العام 2012 شرّعت كل من دمشق وطهران تطبيق اتفاقية التجارة الحرة وباتت السلع والمنتجات التي يجري تبادلها بين الطرفين غير خاضعة للضريبة والتعرفة الجمركية، وساهم ذلك بارتفاع حجم التبادل التجاري من 280 مليون دولار في عام 2010 إلى مليار دولار في عام 2014، مع تواتر أنباء ببلوغ قيمة التبادل التجاري هذا العام ملياراً ونصف مليار دولار.

كما تفوّقت المستوردات الإيرانية لدمشق على الصادرات إلى طهران بنسب عالية جداً بحسب غرفة التجارة لدى نظام الأسد.

بقيت "سيرونيكس" الشركة العامة للصناعات الإلكترونية والتي تأسست عام 1960م، تحت مُسمى "شركة نصر"، ومن ثُمّ "سيرونيكس"، وعملت لأكثر من نصف قرن في التصنيع والصيانة مُستقرةً في ذاكرة السوريين بسبب انعدام المنافسة، بحسب السيدة (ن . ع) المطلعة على أعمال الشركة.

وتردف السيدة أنّ الخسائر التي تكبدتها "سيرونيكس" منذ مطلع عام 2014 بلغت 160 مليون ليرة سورية، وتوقفت عن العمل مطلع عام 2015، لتعود في مُنتصف عام 2016  بعد أن استطاعت تأمين قرض لتصنيع دفعة من الشاشات وتسويقها. وتناقص عدد عمال الشركة إلى 325 عاملاً غالبيتهم من الإناث بعد أن كان عدد موظفيها في مُنتصف عام 2012، 690 عاملاً.

وأشارت السيدة إلى أنّ ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن السوري المُنهمك اقتصادياً بسبب الحرب الدائرة والباحث عن تأمين قوت يومه ومُستلزماته اليومية الضرورية، تُجبر إدارة "سيرونيكس" جاهدةً للبحث عن أسواق خارجية.

وفي الوقت الذي تُقدّم فيه طهران 7 مليارات ونصف مليار دولار قروض لمؤسسات الأسد "العامّة" والتي باتت بوابةَ لتمكين نفوذها لتحقيق مصالحها وضمانةً لمكاسبها في مشاريع إعادة الأعمار حين انتهاء الحرب في سوريا، يعلن نظام الأسد الشكر لها لأنها تُوفر 30 بالمئة من حاجيات الشعب السوري حسب زعمه.

اقرأ أيضا: ميليشيا "أبو الفضل العباس" تعلن حل نفسها وتضع مقاتليها تحت تصرف القوات المسلحة العراقية




المصدر