في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. نظام الأسد مستمر بانتهاكاته مع تغاضي المجتمع الدولي



السورية نت - رغداء زيدان

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف 10 يناير/كانون الأول من كل عام، وفي مثل هذا اليوم من عام 1948م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وهو وثيقة تاريخية أعلنت حقوقاً غير قابلة للتصرف حيث يحق لكل شخص أن يتمتع بها كإنسان بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو غيره أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر.

إلا أن الأحداث التي شهدها العالم منذ إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حتى اليوم، تبرز بقوة الفشل العالمي في ترسيخ تلك الحقوق أو حماية الشعوب المستضعفة من بطش المستبدين والطغاة، وهو ما جعل هذا الإعلان مجرد حبر على ورق، أو كما قال الشاعر:

لقد ملأوا بـــلاد اللــــه ظلمـــاً .....          وسموا ظلمهم عدلاً ركينـــــــا

وبالقانون زائفه استباحــــــــوا ....         حمى القوم الرضاة الآمنينــــــــا

استخفاف يتصاعد

في مقال نشرته منظمة "هيومن رايتش ووتش" على موقعها بعنوان "التزايد الخطير في النزعة الشعبوية هجمات على قيم حقوق الإنسان حول العالم" بيَّن الكاتب كيف أن مجموعة من السياسيين الغربيين باتوا يستغلون الأوضاع العالمية، وتدفق اللاجئين لمهاجمة قوانين حقوق الإنسان في بلادهم.

ويقول الكاتب إن صعود هؤلاء السياسيين الشعبويين الغربيين في الانتخابات قد شجع عدداً من القادة المستبدين على تصعيد انتهاكاتهم لحقوق الإنسان.

وأشار المقال إلى أن رأس النظام بسوريا بشار الأسد، ضرب بقوانين الحرب الدولية عرض الحائط، مُدركاً أن لا خطر عليه ليس من احتجاجات الغرب العَرَضية، مدعوماً بروسيا وإيران و"حزب الله" اللبناني، فهاجم المدنيين بلا هوادة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

وذكر أن سوريا تمثل أخطر تهديد لمعايير حقوق الإنسان. وقال: "ما من قاعدة أهم في وقت الحرب من منع مهاجمة المدنيين. لكن استراتيجية الأسد العسكرية كانت إطلاق النار عمداً أو عشوائياً على المدنيين الذين يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، وأيضاً ضد البنى التحتية المدنية كالمستشفيات".

وأضاف: "جلب الأسد الخراب إلى مناطق واسعة من المدن السورية بواسطة غارات جوية مدمرة، شملت استخدام البراميل المتفجرة والذخائر العنقودية والقصف المدفعي والأسلحة الكيميائية في بعض الأحيان، وذلك بهدف إخلائها من سكانها وجعل سيطرة قوات المعارضة عليها أمراً صعباً. عزز الأسد تلك الاستراتيجية بحصارات قاتلة تهدف إلى تجويع السكان المدنيين لدفعهم إلى الاستسلام".

وأضاف: "جرائم الحرب هذه ضد المدنيين، والتي ترتكب دونما تحركات لملاحقة مرتكبيها أمام العدالة، هي السبب الرئيسي الذي جعل عدداً هائلاً من السوريين ينزحون. فنصفُهم أُجبر على مغادرة دياره بينما فرّ حوالي 4.8 مليون إلى البلدان المجاورة، خاصة لبنان وتركيا والأردن، وتابع حوالي مليون منهم طريقهم إلى أوروبا".

وأفاد: "مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بسوريا، يبقى الغرب مركزاً على داعش (تنظيم الدولة الإسلامية). تنظيم داعش مسؤول عن فظاعات لا توصف، ويمثل تهديداً يذهب أبعد بكثير من ملاذه في سوريا والعراق، لكن حصيلته من المدنيين في سوريا لا تقارن بحصيلة الأسد. تقول مصادر محلية إن قوات الأسد وحلفاءه مسؤولة عن حوالي 90 بالمئة من القتلى المدنيين السوريين". 

عجز دولي

لعل ما جرى في سوريا خلال السنوات السبع الماضية خير دليل على عجز المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية عن حماية المدنيين والمستضعفين الذين قتلهم نظام الأسد وداعموه الروس والإيرانيين وميليشياتهم الطائفية بأساليب شتى.

ومع تجاوز عدد القتلى في سوريا مئات الآلاف، أدى توسّع القتال وتصاعده إلى أزمة إنسانية أليمة، بنزوح 6.1 مليون نازح و4.8 مليون طالب لجوء، وفقاً لـ"مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية"، كان هناك ما يقدر بمليون نسمة يعيشون في المناطق المحاصرة ومحرومون من المساعدات الضرورية للحياة والمساعدات الإنسانية.

وقد بلغ عدد من اعتُقل نحو من 107 ألف شخص منذ عام 2011، من بينهم أكثر من 10 آلاف شخص في عام 2016، وفقاً لـ"الشبكة السورية لحقوق الإنسان". حيث يتفشى التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز، التي ترتكب فيها مختلف أشكال الانتهاكات الإنسانية مما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألفاً في المعتقلات نتيجة التعذيب.

وحتى الآن لا يوجد أي سبيل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان التي مازال نظام الأسد يرتكبها في معتقلاته بحق المدنيين أو بمنعه الطعام والدواء عن المحاصرين في الغوطة الشرقية وغيرها، فضلاً عن محاكمته على جرائمه التي ارتكبها في سوريا من قتل وتدمير طوال السنوات الماضية.

ومازال المجتمع الدولي يسعى لضمان مصالحه في سوريا، بغض النظر عن الحالة الإنسانية والثمن الكبير الذي دفعه ومازال الشعب السوري يدفعه حتى اليوم من دماء أبنائه ومستقبل بلاده وإنسانيته.

اقرأ أيضا: شاشات "سيرونكس".. عقود جديدة تمكن إيران اقتصادياً في سوريا




المصدر