الفرق النسائية في الدفاع المدني تحارب لإثبات كيانها



يعتبر عدد المتطوعات في الدفاع المدني السوري قليلًا بالقياس إلى عدد الذكور، كذلك الأمر بالنسبة إلى المناصب والأدوار اللائي يشغلنها، إذ أكدَت متطوعات أنهن إلى اليوم لم يحصلن على حقوقهن في هذه الفرق، ويحاربن لبلوغها ولإبعاد التمييز الجندري عن خط هذه المنظمة التي عكست الوجه المدني والحضاري للثورة.

تأسّس الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) عام 2013، وكان حضور العنصر النسوي، في بدايات تكوّن الفريق، ضعيفًا لكنهن حاليًا يشكّلن قوة وثقلًا كبيرين داخل فرق المنظمة، ويقمن بأعمالٍ نوعية، ويلعبن دورًا مركزيًا في إسعاف المدنيين، وتقديم الدعم الصحي والنفسي للأطفال والمسنين، ووصل عددهن، في مجمل الفرق منذ إحداث الدفاع المدني، “إلى 450 سيدة”، وفقَ مدير الدفاع المدني رائد الصالح.

في هذا الموضوع، قالت سارة الحوراني، وهي متطوعة في الدفاع المدني في درعا، وتقلّدت منذ فترة وجيزة منصبًا إداريًا لإحدى مراكز الدفاع المدني في المحافظة: “ما زالت النظرة إلى المرأة، بأنها غير قادرة على القيام بالمهام التي يقوم بها الرجل، موجودة، وهو الأمر الذي نحاول التخلّص منه ومحاربته”، مؤكدةً: أن تغيير هذا الفكر ليس أمرًا بسيطًا، لأنه لا يرتبط بالمجتمع وحسب، بل هو نابع أيضًا من العقلية الذكورية لبعض المتطوعين الرجال”.

أضافت لـ (جيرون): “لكن على الرغم من ذلك، تبذل المتطوعات جهدًا في إثبات أنفسهن وقدرتهن، والنتائج اللائي حققنها جيدة ومقبولة؛ إذ توصّلت إدارات الفرق أخيرًا إلى أهمية وجود المرأة، وضرورة تمثيلها في المراكز، بنسب معينة ووفقًا للحاجة”.

تعمل سارة في عملٍ تطوعي آخر، في (منظمة قوس قزح الخيرية)، وتسعى لتقديم المساعدة لكل المحتاجين، وتكسب مبالغ مالية قليلة من جراء أعمال إعلامية أخرى، تقوم بها لتعيل نفسها وأسرتها قالت: “من أبرز الصعوبات التي تواجه المرأة المتطوعة في الدفاع المدني، الاستهداف والقصف الذي ما زال يهدّد حياتها، ويعوقها عن أداء المهمات الموكلة لها بالشكل الأمثل، يليه نقص المعدات، وتأخّر وصولها في بعض الأحيان”.

يتركّز عمل المتطوعات في الدفاع المدني على تقديم المساعدات الإسعافية للنساء والأطفال، إضافةً إلى الدعم النفسي، كما يتابعن الوضع الصحي للنساء الحوامل والأطفال، في هذا المعنى قال رائد الصالح، مدير الدفاع المدني لـ (جيرون): “يزداد عدد المتطوعات في الدفاع المدني، عامًا تلو الآخر، حيث كان عددهن، في 2013، لا يزيد عن 5 متطوعات، أما حاليًا فيتجاوز عددهن 450 سيدة في مختلف الفرق، ويقمن بمهام متنوعة وضخمة”.

أضاف: “بعد سنوات من إحداث الدفاع المدني؛ أصبحت المرأة جزءًا أساسيًا من هذه المنظمة، وارتفع حجم الخدمات المُقدّمة من قبل الفرق النسائية، فهناك أسبوعيًا آلاف الحالات التي تتلقّى خدماتها عن طريق فرق النساء”، مؤكدًا أن “من أبرز التحديات التي تواجه المتطوعات، تأخّر وصول المعدات التي يعتمدن فيها بشكل رئيس على تقديم الخدمات”.

في السياق ذاته، لفت الصالح إلى مواقعَ جديدة، ستشغلها متطوعات الدفاع المدني في وقت قريب، ومشروعاتٍ حيوية أخرى للفرق النسائية في الدفاع المدني، من شأنها تمكين المرأة في المجتمع، ورفع فاعليتها، وقال في هذا الصدد: “سوف تتبوّأ المرأة أدوارًا قيادية وإدارية، في أجسام الدفاع المدني وهياكله، في المستقبل القريب، وسيكون ذلك بالاستناد إلى انتخابات دورية تجريها الفرق والمراكز المنبثقة عن المنظمة، وستكون فرق الدفاع المدني النسائية في سورية مثالًا يحتذى به، في معظم المجتمعات في العالم”.


آلاء عوض


المصدر
جيرون