بوعرقوب مطلوب



من البداية

كان أبو حامد عازمًا على المضي إلى بعض أعماله، حينما فوجئ بالخبر، فبعد أن دخل الباكية لاقتياد حماره بوعرقوب، والخروج إلى عمله؛ فوجئ بـ “بوعرقوب” يقول له:

– والله يا صاحبي، لا أستطيع الذهاب معك اليوم. فقال أبو حامد:

– خير بوعرقوب؟ ما هو مشروعك اليوم؟ فقال بوعرقوب في شيء من الاستياء:

– أنا مطلوب يا صاحبي. دهش أبو حامد

– مطلوب على الوزارة إن شاء الله؟ قال بوعرقوب:

– لا تسخر مني يا صاحبي، أنا مطلوب للتحقيق. قال أبو حامد:

– أنتم الحمير يحققون معكم أيضًا!

أدركك بوعرقوب أن صاحبه سيأخذه باتجاه السياسة؛ فبادره بالقول:

– لا يا صاحبي. حدَّ الله ما بيني وبين التحقيقات الأمنية، الأمر يتعلق بأمور نقابية داخلية.

أساس المشكلة  

بعد أن أصبح للحيوانات نقابة اعتبارية، ضمت جميع الحيوانات الأهلية من الخيول والبغال حتى الكلاب والقطط، مرورًا بالأبقار والحمير وجميع الطيور؛ جرت الانتخابات التي فازت بها قائمة “جبهة قوى الحيوانات العاملة”. وقد حدث في هذه الانتخابات ما قد يحدث دائمًا من اعتراضات، وادعاءات بتزوير، وما شاكل ذلك.

على خلفية هذه الاعتراضات، نُمي إلى “عطيران” بغل دار شكيب الذي غدا نقيبًا للحيوانات، بموجب تلك الانتخابات، أن بوعرقوب حمار أبي حامد يشيع بين باقي الحيوانات أن الانتخابات لم تكن نزيهة، وأن تزويرًا كبيرًا قد حصل في أثناء فرز الأصوات، وأدى إلى فوز قائمة الجبهة التي تدعمها الحكومة. وبالتالي فإن المكتب الذي نجح في تلك الانتخابات لا يمثل جميع الحيوانات.

ومع أن بوعرقوب من الحيوانات العاملة غير أنه اخترق قائمة الجبهة، وخاض الانتخابات بصفته مستقلًا، ما دعا النقيب عطيران إلى دعوة مجلس النقابة إلى عقد اجتماع استثنائي عاجل، لمناقشة تلك الإشاعات التي يبثها بوعرقوب في الشارع، وكيفية تطويقها كي لا تكون هناك فتنة؛ ومن ثم محاسبته على خرق قائمة الجبهة. وبعد مناقشة مستفيضة في مجلس النقابة، تقرر استدعاء بوعرقوب واستجوابه.

جلسة الاستجواب

دخل بوعرقوب مكتب النقابة، فوجد جميع أعضاء المكتب يتصدرون المكان، فتولّى النقيب عطيران استجوابه. وبعد الاستجواب الذي دام أكثر من ساعة، ودافع فيه بوعرقوب عن وجهة نظره دفاعًا مستميتًا؛ صدر عن مكتب النقابة القرار التالي:

لدى استجواب الحمار بوعرقوب حمار أبي حامد؛ تبيّن للمكتب -بما لا يقبل الشك- وبالدليل القاطع ضلوع المومأ إليه بنشر الإشاعات الكاذبة التي من شأنها النيل من العمل النقابي الحر. وعملًا بأحكام النظام الداخلي لنقابة الحيوانات، تقرر فصل المذكور آنفًا للأسباب التالية:

أولًا: لخرقه قائمة الجبهة، وإصراره على خوض الانتخابات خارج القائمة التي فازت بالاستئناس الذي أجرته النقابة.

ثانيًا: النيل من هيبة النقابة، من خلال نشره الإشاعات المغرضة.

ثالثًا: يبلغ هذا القرار من يلزم لتنفيذه.

البغل عطيران

نقيب الحيوانات.


فوزات رزق


المصدر
جيرون