روسيا تضع عراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية في سوريا.. والأمم المتحدة تحذر من توقفها



السورية نت - شادي السيد

أعرب دبلوماسيون في الأمم المتحدة اليوم الأربعاء عن مخاوفهم من توقف وصول المساعدات الإنسانية التي تؤمنها الأمم المتحدة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في سوريا، بعد أن أعادت روسيا النظر بموافقتها على هذا الأمر، ما قد يوقف وصول هذه المساعدات ابتداء من العاشر من كانون الثاني/يناير المقبل.

ويتخوف الدبلوماسيون من أن تواجه مساعدات الأمم المتحدة ما حصل مع مجموعة الخبراء المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي رفضت روسيا التمديد لمهمتها ما أجبرها على التوقف عن العمل.

إلا أن سفيرا لدى مجلس الأمن قال معلقا على هذه التطورات "كلا لن يحصل ما حصل مع مجموعة الخبراء" بشأن الاسلحة الكيميائية.

وحول مهمة مجموعة الخبراء هذه، تؤكد موسكو على الدوام أنها تريد استمرار عملها لكن شرط أن تبدل طريقة عملها بشكل جذري.

وبشأن المساعدات الإنسانية التي ترسل إلى مناطق المعارضة، فإن روسيا تعلن رسميا أنها لا تريد وقفها، مع العلم أنها تتم في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، وتمر عبر حدود أو خطوط تماس لا تخضع لسيطرته.

إلا أنها في الوقت نفسه تعارض تجديد القرار الذي يسمح بإرسال المساعدات الإنسانية والذي ينتهي العمل به في العاشر من كانون الثاني/يناير.

وتطالب موسكو للموافقة على التجديد بتعزيز الرقابة على شحنات المساعدات الإنسانية التي ترسلها الأمم المتحدة، والطرق التي تسلكها، والمناطق التي يفترض أن تصل إليها. وتشرف الأمم المتحدة على إرسال هذه المساعدات وفق آلية محددة معروفة منذ العام 2014.

وخلال اجتماع مغلق عقد قبل فترة قصيرة أعلن مسؤول الامم المتحدة المكلف الشؤون الإنسانية مارك لوكوك أن "الرقابة المفروضة على المساعدة الإنسانية في سوريا لا مثيل لها في أي مكان آخر" حسب ما نقل عنه دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه.

وتتزامن انتقادات روسيا لقرار الأمم المتحدة بشأن إرسال المساعدات الإنسانية مع الكلام المتكرر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "ربح الحرب" في سوريا على تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال بوتين الإثنين خلال زيارة خاطفة له إلى سوريا إن الجيش الروسي أنجز "بشكل باهر" مهمته في محاربة التنظيم الجهادي.

السيادة والعمل الانساني

وأبلغت موسكو شركاءها في الأمم المتحدة أن "القرار يمس السيادة السورية"، معتبرة أن "هناك شحنات تصل إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة وهي لا تنقل مساعدات إنسانية، كما تباع أحيانا في السوق السوداء".

ومن المرجح أن تساند الصين وكازاخستان وبوليفيا الموقف الروسي داخل مجلس الأمن.

ويقول دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه في هذا الإطار، إن التطورات على الأرض "لم تقلل من الحاجة للمساعدات الإنسانية"، معربا عن الأسف لأن روسيا "تلقي بظلال من الشك" حول مستقبل إرسال المساعدات الانسانية.

وأضاف هذا الدبلوماسي "الروس يقولون لنا أن الوضع تغير، إلا أن الحقيقة تؤكد أن الوضع الإنساني لم يتغير".

واعتبر أن عدم تجديد قرار مجلس الأمن بهذا الشأن قد يؤدي "إلى تجويع الأهالي".

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن تأمل بأن يحصل تجديد هذا القرار بشكل آلي. وقد أبلغت هذه الدول روسيا باستعدادها "للقبول بتغييرات بسيطة من دون تسييس المسألة".

وقال دبلوماسي آخر إن الدول الغربية قد تقترح لتسهيل الأمر اقتراح تمديد العمل بالقرار لمدة ستة أشهر بدلا من سنة، كما يتضمن مشروع القرار الذي أعدته مصر واليابان والسويد.

إلا أن دبلوماسيا آخر قال إن هذا الأمر غير وارد مضيفا "ما نريده هو التمديد لعام وليس لستة أشهر كما يريد البعض".

ويطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم خلال ستة أشهر "دراسة حول العمليات الانسانية للامم المتحدة عبر الحدود على أن تتضمن توصيات حول طريقة تعزيز آلية المراقبة للامم المتحدة".

ولا تزال الدول الغربية تتذكر بمرارة الفيتوات الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر التي أوقفت عمل مجموعة الخبراء الخاصة بالسلاح الكيميائي. وطالبت بأن يحصل التصويت "في كانون الأول/ديسمبر وليس في كانون الثاني/يناير".

اقرأ أيضا: "سوريا الصرخة المكتومة".. وثائقي فرنسي عن سوريات تعرضن للاغتصاب في سجون الأسد




المصدر