الروس أنقذوا الشرع من إقامته الجبرية وحذروا الأسد.. بركات المنشق عن خلية الأزمة يكشف التفاصيل لـالسورية نت

14 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017

6 minutes
السورية نت – مراد الشامي

كثُر الحديث مؤخراً عن عودة محتملة للنائب السابق لرئيس النظام في سوريا بشار الأسد، فاروق الشرع، وظهوره كأحد الأطراف الرئيسية في المرحلة المقبلة من المشهد السياسي في سوريا، بعد سنوات من الحديث عن وضعه في إقامة جبرية من قبل النظام.

وظلت المعلومات عن وضع الشرع شحيحة، في ظل فرض النظام تكتيماً إعلامياً عنه، لكن عبد المجيد بركات، الباحث والأكاديمي، والمدير السابق لمكتب البيانات والمعلومات في خلية إدارة الأزمة التابعة للنظام والذي انشق عنها في العام 2011، أكد في تصريحات خاصة لـ”السورية نت” وضع الشرع تحت إقامة جبرية لسنوات، وقال إنها انتهت بتدخل روسي أنقذه منها. 

وأشار بركات الذي كان قد سرب في العام 2012 وثائق ضخمة من داخل دوائر النظام الأمنية، أن النظام في العام 2011 غضِبَ من الشرع، بعدما قدم مشروعاً للمصالحة في درعا، وكان  يتضمن المشروع أن يذهب الأسد إلى هناك، ويلتقي مع عدد من الأسر، ويقدم لهم تعويضات، ويحاسب عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا سابقاً، والذي كان سبباً في اشتعال الاحتجاجات بعدما أصدر أمراً باعتقال أطفال هناك.

وأضاف أن النظام وضع بعد ذلك الشرع في إقامة جبرية بمنطقة في يعفور بريف دمشق، وخصص له عدداً من عناصر “الحرس الجمهوري” لمراقبته، حيث مُنع من التحرك أو لقاء أي وسيلة إعلامية، وأكد بركات أنه آخر مرة رأى فيها الشرع، كان في الشهر التاسع من العام 2011 (قبل أن ينشق عبد المجيد)، وكان الشرع حينها في قيادة إدارة خلية الأزمة للقاء عدد من الشخصيات بينهم آصف شوكت، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الدفاع، وقُتل في العام 2012 في تفجير استهدف شخصيات من إدارة خلية الأزمة.

بركات كشف أيضاً في تصريحاته لـ”السورية نت” أنه في ذلك الوقت، أراد مسؤول أوروبي لقاء الشرع لكن النظام منعه من ذلك، وأكد أن الشرع ظل تحت إقامته الجبرية إلى أن تدخل الروس العام الماضي 2016 وطلبوا من الأسد أن يرفع يديه عنه.

وروى عبد المجيد تفاصيل عن ذلك التدخل الروسي، فقال إن الروس أخبروا الأسد بأن هذا الرجل “خط أحمر”، مضيفاً: “قالوا له أنت المسؤول عن أمن فاروق الشرع، ويُمنع على أي أحد أن يفرض عليه قيوداً على تحركاته، ولو حدث له شيئاً أو تعرضت حياته لأي خطر فالمسؤولية تقع عليك”.

وأكد بركات أنه منذ نحو عام أصبح الشرع يحظى بشيء من حرية التنقل والحركة، وأشار إلى أنه التقى مع مسؤولين روس فقط، مشيراً أن الأسد لم يستطع أن يرفض طلب الروس لمقابلة الشرع، لكنه لم يقابل مسؤولين غيرهم.

ويؤكد ظهور الشرع في العام 2016 بعد غياب طويل ما ذكره عبد المجيد، حيث ظهر في صورة نشرتها صفحة “تحرير سوري” التقطت له وقيل أنه كان في مجلس عزاء، وكانت تلك الصورة هي الأولى له بعد 3 سنوات من الغياب.

وفي إجابته على سؤال لـ”السورية نت” عما إذا كان لدى روسيا نية في لعب الشرع دوراً بالمرحلة الانتقالية في سوريا، قال عبد المجيد: “نعم على الأغلب”، ولم يستبعد أيضاً أن يكون الشرع من بين الحضور في المؤتمر الذي تعمل روسيا على التحضير له بمدينة “سوتشي” ويجمع ممثلين عن نظام الأسد، والمعارضة السورية، لبحث حل للملف السوري.

وكانت وكالة “نوفوستي” الروسية، نقلت يوم الجمعة الفائت 8 ديسمبر/ كانون الأول 2017، عن 3 مصادر قولها إن “الشرع سيكون حاضراً في مؤتمر سوتشي المقبل الذي يتوقع أن يُعقد في فبراير/ شباط 2018”.

وأضافت الوكالة أن “ثلاثة مصادر مستقلة إثنين منها مقربين من منظمي المؤتمر، قالوا إن الشرع سيفتتح مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وأنه ربما يؤدي إلى ذلك إلى ترأسه للاجتماع”.

وفي ذات السياق، نقلت صحيفة “الراي” الكويتية عن مصادر أمريكية رفيعة المستوى تأكيدها، أن المسؤولين الروس أبلغوا نظرائهم الأمريكيين، أن موسكو وطهران والأسد، يوافقون على تولي فاروق الشرع إدارة “المرحلة الانتقالية”، في سوريا.

وقال المسؤولون الروس وفق ما أوردته الصحيفة أن الشرع يلقى قبولاً لدى نظام الأسد ومعارضيه، خصوصاً أنه “شخصية مدنية، ولم يتورط في أي من الأعمال القتالية المندلعة في البلاد منذ عام 2011″، حسب قولهم.

ويشار إلى أن المؤتمر الذي يُحتمل أن يشارك فيه الشرع في روسيا، يتوقع أن يُعقد في فبراير/ شباط 2018، بحسب وسائل إعلام روسية، إلا أنه لا تأكيد رسمي على موعد انعقاد المؤتمر، الذي قال عبد المجيد لـ”السورية نت” إنه قد لا ينعقد تحت مسمى “مؤتمر الشعوب السورية”، كما كانت تريد روسيا.

اقرأ أيضا: لم يمنعوه من اللحاق ببوتين فقط.. فيديو للأسد وهو ينتظر لدقائق مع عسكريين انتهاء كلمة الرئيس الروسي

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]