خروج (النصرة) من غوطة دمشق.. الملف في مراحله الأخيرة



أكدت مصادر ميدانية، من غوطة دمشق الشرقية، إحرازَ تقدم كبير في ملف خروج عناصر (هيئة تحرير الشام)، من المنطقة باتجاه الشمال السوري، وأخّر إنهاء الملف وجود “بعض القضايا الإجرائية المتعلقة بترتيبات الخروج، وعدد المفترض خروجهم”.

قال أبو زياد الفليطاني، رئيس الهيئة السياسية في دمشق وريفها: إن “المفاوضات قطعت أشواطًا كبيرة، والأطراف المشاركة فيها هي (جيش الإسلام/ فيلق الرحمن)، وبالدرجة الأولى قيادة (النصرة)، سواء في الشمال أو الغوطة الشرقية”، مضيفًا في تصريحات لـ (جيرون): “من المتوقع خروج نحو 400 عنصر، لكنّ هناك تعثرًا في الملف، بسبب الخلاف على خروج العائلات مع عناصر التنظيم”.

أوضح فليطاني أن “مسار المفاوضات ركز على ضرورة خروج عناصر التنظيم الغرباء -أي الذين هم من خارج الغوطة وغير السوريين- لتفادي مسألة خروج العوائل، كي لا يتخذها أي طرف ذريعةً لتمرير مشاريع ما، وبشكل عام، هناك غموض وضبابية كبيرة، تحيط بهذا الملف برمته”.

من جانب آخر، قال الناشط أحمد الدومي: إن “المفاوضات جرت بشكل مباشر بين قيادة النصرة، والإيرانيين، ولا علاقة لـ (جيش الإسلام أو فيلق الرحمن بها)”، موضحًا لـ (جيرون) أن “الصفقة تقتضي -وفق المعلومات المتوافرة- خروج عناصر التنظيم، مقابل فتح خط إمداد غذائي طبي إنساني، لبلدتي كفريا والفوعة المواليتين في ريف إدلب، أما التعثر الذي أخّر إنجاز الاتفاق فهو بسبب الخلاف بين (المهاجرين والأنصار) أي الغرباء وأبناء المنطقة، ففي حين يرغب الطرف الأول بالخروج، يعارض الفريق الثاني ذلك ويريد البقاء، إلا أن تدخلات محلية ساهمت في حل هذا الإشكال، خلال اليومين الأخيرين”.

أضاف: “حتى اللحظة، لا يوجد موعد محدد للخروج، وهناك توجه داخل الغوطة للقبول ببقاء عناصر التنظيم من أبناء المنطقة، شريطة ألا يكون لهم أي صفة أو عمل عسكري، وهو ما يعني إنهاء (النصرة) بشكل كامل في المنطقة”، ورأى أن “من المستغرب أن تقبل (النصرة) الخروج الآن، بناءً على مفاوضات مباشرة مع طهران، بعد أن رفضت كافة المبادرات المحلية من فعاليات ومؤسسات الغوطة، وهو دليل واضح على مدى ارتهان قرارهم للعوامل الإقليمية، وهو ما كلف الغوطة الشرقية وأبناءها أثمانًا باهظة”.

كما أكد الدومي أن “خروج وإنهاء (النصرة) في الغوطة الشرقية هو محل إجماع شعبي و(مؤسساتي) وعسكري؛ أولًا وقبل كل شيء، لسحب أي ذريعة من النظام وحلفائه الروس والإيرانيين للاستمرار بالتصعيد والحصار على مناطقنا، أضف إلى ذلك أن هذا الملف كان أحد أبرز البنود لدخول الغوطة الشرقية ضمن مناطق خفض التصعيد، بناء على الاتفاقات التي وقعتها الفصائل مع موسكو”.

هذ الأمر أكده فليطاني أيضًا، حيث قال: إن “الجميع يريد إنهاء هذا الملف، لسحب الذرائع من أي طرفٍ، يحاول استخدام وجود (النصرة) في الغوطة شماعةً لاستمرار التصعيد والحصار، وكذلك لأننا لا نريد أن يدفعنا هذا الملف إلى انزلاقات وانزياحات في القضايا المرتبطة بمنطقتنا، سياسيًا وميدانيًا، وهو ما قد يجبر بعض الفعاليات المدنية والعسكرية على تقديم تنازلاتٍ، نحن بغنًى عنها، وكذلك لنمنع أيَّ شخص من الاستثمار والابتزاز، ضمن سياق هذه القضية التي قد تراها بعض التشكيلات في الغوطة مدخلًا لخروج آخرين، يرغبون في ذلك”.

يرى البعض أن مسألة خروج (النصرة) من الغوطة الشرقية قد يستغلها النظام وحلفائه لتعميم سيناريو تهجير قسري، يطال معظم الفعاليات الثورية فيها، وهو ما رفضته الغوطة، واستمرت بالقتال لمنعه، وتعاني الآن حصارًا خانقًا، لعدم الانجرار إلى مخططات مثل تلك.

حول ذلك، قال فليطاني: “ليس هناك مخاوف من هذا القبيل؛ لأن هذا الموضع محل رفض شعبي وعسكري في الغوطة، ولعل إنهاء وجود (النصرة) يكون مدخلًا لسحب الحجج من الجميع حتى الأطراف المتصارعة داخليًا، لمعالجة قضايا الخلاف والذهاب باتجاه خطوات عملية ملموسة، لتوحيد العمل المدني والسياسي والعسكري في الغوطة الشرقية”.

تجدر الإشارة إلى أن (جيرون) حاولت الاتصال بـ (فيلق الرحمن)، لمعرفة وجهة نظر قادته في الموضوع، ومعرفة تفاصيل ما يحدث، على اعتبار أن (النصرة) موجودة في القطاع الأوسط الخاضع لسيطرة الأول، غير أنها لم تتلق أي رد. (م.ش).


جيرون


المصدر
جيرون