النظام وإيران يحشدون عسكريا جنوب سوريا.. مؤشرات عن معركة للسيطرة على مناطق استراتيجية



السورية نت - شادي السيد

بدأت قوات النظام وميليشيات من الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" اللبناني  مؤخرا استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ريف دمشق الغربي وريف درعا الشمالي الغربي، وسط معلومات عن نيتها بدء عملية عسكرية للسيطرة على مناطق استراتيجية في تلك المناطق.

وحسب المعلومات التي حصلت عليها "السورية نت" فإن تلك الميليشيات تخطط لعملية عسكرية باتجاه قرية زمرين شرقي تل الحارة ٣ كم بريف درعا الشمالي و باتجاه قريتي الصمدانية الغربية والحميدية شمال القنيطرة.

وأفاد مراسل "السورية نت" أمجد عساف وفقا لمصادر عسكرية معارضة للنظام أنه "في حال تمت تلك العملية فإن المنطقة تعتبر في خطر كبير لناحية وصول تلك الميليشيات إلى تل الحارة الاستراتيجي و الذي يشرف على محافظة القنيطرة بالكامل و ريف درعا الغربي و أيضا لناحية وصول تلك الميليشيات إلى الحدود الاسرائيلية و اقترابها منها عند معبر القنيطرة القديم".

تعزيزات النظام والحرس الثوري

وفي الوقت الذي تُكثف فيه الدول الفاعلة بالملف السوري تحركاتها محاولةً التوصل إلى حل للملف السوري، يتضمن في أحد أجزائه وضع المقاتلين الأجانب في سوريا وضرورة انسحابهم من الأراضي السورية، لا يبدو أن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني "فاطميون وزينبيون" وميليشيا "حزب الله" اللبناني تأبه بذلك خصوصاً في الجنوب السوري.

وتم رصد خلال الأسبوعين الماضيين الزج بتعزيزات عسكرية ضخمة من تلك الميليشيات إلى جانب عتاد وأسلحة ثقيلة، حيث تم رصد بتاريخ 8 / 12 / 2017، قيام الحرس الثوري  استقدام عناصر من ميليشيا "فاطميون" الأفغانية إلى بلدة دير ماكر بريف دمشق الغربي و تمركزت تلك الميليشيات في منازل البلدة و التي تعتبر مركز قيادة و عمليات لميليشيا "حزب الله"، حيث قدمت تلك التعزيزات عبر أتستراد السلام الواصل بين دمشق و القنيطرة عبر بلدة سعسع .

أيضا استقدم الحرس الثوري تعزيزات عسكرية بتاريخ 3 / 12 / 2017 إلى بلدة دير العدس حيث دخل رتل مكون من 12 سيارة محملة بعناصر و تمركزت شمال شرق جامع البلدة في ما يعرف بقطاع " أبو تراب " و هو عبارة عن قطاع عسكري تتمركز ضمنه ميليشيات "حزب الله" و تم استقدام ٣ دبابات وعدد من سيارات الدفع الرباعي مزودة برشاشات ثقيلة .

وسبق لـ"السورية نت" أن رصدت في وقت سابق تعزيزات مماثلة لميليشيا "حزب الله" في المنطقة ذاتها، والتي جلبت تعزيزات عسكرية من عناصر النخبة لديها إلى كتيبة المدفعية في بلدة جدية، والتي تبعد حوالي 8 كيلومترات عن تل الحارة باتجاه الشرق، وهو ما يشير - بحسب قياديين في المعارضة جنوب سوريا - إلى احتمال قيام تلك الميليشيا بمساعدة قوات نظام بشار الأسد بشن عملية عسكرية وشيكة في تلك المنطقة.

تقدم  في الغوطة الغربية

وتزامنا مع تحركات الميليشيات الإيرانية في ريف درعا الشمالي الغربي، تمكنت قوات النظام خلال اليومين الماضيين من السيطرة على عدة نقاط في محيط بلدة بيت جن بالغوطة الغربية.

وأعلنت وكالة "سانا" التابعة لنظام الأسد اليوم، أن قوات النظام سيطرت على التلة البيضة والتل الأحمر وتل المقتول الغربي في الجهة الشمالية الشرقية لبلدة مزرعة بيت جن، وبذلك باتت لاتبعد سوى مسافة قريبة من بيت جن.

ودعت المعارضة السورية قبل يومين، إلى "نفير عام" لصد هجوم قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على الغوطة الغربية، وإنقاذ المدنيين المحاصرين في المنطقة.

وفي بيان لـ "غرفة عمليات جبل الشيخ"، دعت كل الفصائل العاملة في الجنوب السوري، إلى الالتحاق بهذه الغرفة خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام.

وعلى الرغم من تلك التحركات و التعزيزات إلا أن عسكريين في المعارضة السورية جنوب البلاد، يعتقدون أن "هنالك خطوط حمر دولية تم وضعها لقوات النظام، وميليشيا حزب الله، ولن يسمح لهم بتخطي تلك الخطوط، خصوصاً أن السيطرة على مواقع حساسة كتل الحارة يعني اقتراب خطر تلك الميليشيات باتجاه الأردن وإسرائيل، وهو ما سيجعل قوات النظام والميليشيات المساندة لها عرضة للاستهداف إذا قررت مزيداً من التوغل في الجنوب السوري".

اقرأ أيضا: "جنيف 8".. اعتراف أممي بسعي نظام الأسد لإفشال المفاوضات




المصدر